الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
( 1397 ) مسألة : قال : ( فإذا أصبحوا تطهروا ) وجملته أنه يستحب أن nindex.php?page=treesubj&link=1148يتطهر بالغسل للعيد ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يغتسل يوم الفطر ، وروي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=16588علقمة ، nindex.php?page=showalam&ids=16561وعروة ، nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء ، nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي ، والشعبي ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=11863وأبو الزناد ، nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك ، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ، nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر لما روى nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، والفاكه بن سعد { nindex.php?page=hadith&LINKID=6179، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل يوم الفطر والأضحى . }
وروي أيضا { nindex.php?page=hadith&LINKID=3662أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في جمعة من الجمع : إن هذا يوم جعله الله عيدا للمسلمين ، فاغتسلوا ، ومن كان عنده طيب فلا يضره أن [ ص: 113 ] يمس منه ، وعليكم بالسواك . } رواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه .
فعلى هذه الأشياء تكون الجمعة عيدا .
ولأنه يوم يجتمع الناس فيه للصلاة ، فاستحب الغسل فيه ، كيوم الجمعة ، وإن اقتصر على الوضوء أجزأه ; لأنه إذا لم يجب الغسل للجمعة مع الأمر به فيها ، فغيرها أولى ( 1398 ) فصل : ويستحب أن يتنظف ، ويلبس أحسن ما يجد ، ويتطيب ، ويتسوك ، كما ذكرنا في الجمعة لما ذكرنا من الحديث .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر : { nindex.php?page=hadith&LINKID=40035وجد nindex.php?page=showalam&ids=2عمر حلة من إستبرق في السوق ، فأخذها ، فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، ابتع هذه تتجمل بها في العيدين والوفد . فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما هذه لباس من لا خلاق لهم } متفق عليه . وهذا يدل على أن التجمل عندهم في هذه المواضع كان مشهورا .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر ، بإسناده عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، { nindex.php?page=hadith&LINKID=6200أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقيم ويلبس برده الأحمر في العيدين والجمعة } بإسناده عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس في العيدين برد حبرة . }
وبإسناده عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=34507ما على أحدكم أن يكون له ثوبان سوى ثوبي مهنته لجمعته وعيده . } وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : سمعت أهل العلم يستحبون nindex.php?page=treesubj&link=1151الطيب والزينة في كل عيد ، والإمام بذلك أحق ، لأنه المنظور إليه من بينهم إلا أن المعتكف يستحب له الخروج في ثياب اعتكافه ، ليبقى عليه أثر العبادة والنسك .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، في رواية المروذي : nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس كان يأمر بزينة الثياب nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء قال : هو يوم التخشع . وأستحسنهما جميعا . وذكر استحباب خروجه في ثياب اعتكافه في غير هذا الموضع . ( 1399 )
فصل : nindex.php?page=treesubj&link=1148ووقت الغسل بعد طلوع الفجر في ظاهر كلام nindex.php?page=showalam&ids=14209الخرقي ، لقوله : " فإذا أصبحوا تطهروا " .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي ، والآمدي : إن اغتسل قبل الفجر لم يصب سنة الاغتسال ; لأنه غسل الصلاة في اليوم فلم يجز قبل الفجر كغسل الجمعة . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13372ابن عقيل : المنصوص عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد أنه قبل الفجر وبعده ; لأن زمن العيد أضيق من وقت الجمعة ، فلو وقف على الفجر ربما فات ، ولأن المقصود منه التنظيف ، وذلك يحصل بالغسل في الليل لقربه من الصلاة ، والأفضل أن يكون بعد الفجر ، ليخرج من الخلاف ، ويكون أبلغ في النظافة ، لقربه من الصلاة .
وقول nindex.php?page=showalam&ids=14209الخرقي : " تطهروا " لم يخص به الغسل ، بل هو ظاهر في الوضوء ، وهو غير مختص بما بعد الفجر .