الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          ( ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ) أي ثم إن رجوعكم في الحياة الآخرة التي بعد هذه الحياة الدنيا إلى ربكم وحده ، دون غيره مما عبدتم من دونه زاعمين أنهم يقربونكم إليه ، فينبئكم بما كنتم تختلفون فيه من أمر أديانكم ، إذ كان بعضكم يعبده وحده ، وبعضكم قد اتخذ له أندادا من خلقه ، ويتولى هو جزاءكم عليه وحده بحسب علمه وإرادته القديمتين ، ويضل عنكم ما كنتم تزعمون من دونه ، فكيف تعبدون معه غيره ؟ وقد تقدم مثل هذه في سورة المائدة في سياق اختلاف الشرائع وذكرنا نصه آنفا - وفي آل عمران في قصة عيسى : ( إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون ) ( 3 : 55 ) ومثله في البقرة بعد ذكر طعن اليهود والنصارى بعضهم ببعض : ( 2 : 113 ) وله نظائر بعضها في الإنباء بالاختلاف أو الحكم فيه ، وبعضها في الإنباء بالعمل ، ومنه ما تقدم في هذه السورة ( آية 22 و 108 ) وكله إنذار بالجزاء وبيان أنه بيده تعالى وحده .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية