الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        6295 حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار أخبرني سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس فقال حدثنا أبي بن كعب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا قال كانت الأولى من موسى نسيانا

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        9930 الحديث التاسع ذكر فيه طرفا يسيرا من حديث أبي بن كعب في قصة موسى والخضر وقوله قلت لابن عباس فقال حدثنا أبي بن كعب هكذا حذف مقول سعيد بن جبير ، وقد ذكره في تفسير الكهف بلفظ " قلت لابن عباس إن نوفا البكالي " فذكر قصة فقال ابن عباس رادا عليه " حدثنا أبي بن كعب إلخ " فحذفها البخاري هنا كما حذف أكثر الحديث إلى أن قال " لا تؤاخذني "

                                                                                                                                                                                                        قوله إنه سمع رسول الله يقول قال لا تؤاخذني بما نسيت ) فيه حذف تقديره يقول في تفسير قوله - تعالى - قال لا تؤاخذني إلخ

                                                                                                                                                                                                        قوله كانت الأولى من موسى نسيانا ) يعني أنه كان عند إنكاره خرق السفينة كان ناسيا لما شرط عليه الخضر في قوله فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا فإن قيل ترك مؤاخذته بالنسيان متجه فكيف وأخذه ؟ قلنا عملا بعموم شرطه الذي التزمه فلما اعتذر له بالنسيان علم أنه خارج بحكم الشرع من عموم الشرط وبهذا التقرير يتجه إيراد هذا الحديث في هذه الترجمة فإن قيل فالقصة الثانية لم تكن إلا عمدا فما الحامل له على خلف الشرط ؟ قلنا لأنه في الأولى كان يتوقع هلاك أهل السفينة فبادر للإنكار فكان ما كان واعتذر بالنسيان وقدر الله سلامتهم وفي الثانية كان قتل الغلام فيها محققا فلم يصبر على الإنكار فأنكر ذاكرا للشرط عامدا لإخلافه تقديما لحكم الشرع ولذلك لم يعتذر بالنسيان وإنما أراد أن يجرب نفسه في الثالثة لأنها الحد المبين غالبا لما يخفى من الأمور فإن قيل فهل كانت الثالثة عمدا أو نسيانا ؟ قلنا يظهر أنها [ ص: 563 ] كانت نسيانا وإنما أخذه صاحبه بشرطه الذي شرطه على نفسه من المفارقة في الثالثة وبذلك جزم ابن التين وإنما لم يقل إنها كانت عمدا استبعادا لأن يقع من موسى عليه السلام إنكار أمر مشروع وهو الإحسان لمن أساء والله أعلم




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية