الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأما المقام الآخر ، وهو الجواب عن أدلتكم : فنجيبكم بجوابين ، مجمل ومفصل .

أما المجمل : فنقول : من أنزل عليه القرآن ، فهو أعلم بتفسيره ، وبمراد المتكلم به من كل أحد سواه ، وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم العدة التي أمر الله أن تطلق لها النساء بالأطهار ، فلا التفات بعد ذلك إلى شيء خالفه ، بل كل تفسير يخالف هذا فباطل . قالوا : وأعلم الأمة بهذه المسألة أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأعلمهن بها عائشة رضي الله عنها ؛ لأنها فيهن لا في الرجال ، ولأن الله تعالى جعل قولهن في [ ص: 551 ] ذلك مقبولا في وجود الحيض والحمل ؛ لأنه لا يعلم إلا من جهتهن ، فدل على أنهن أعلم بذلك من الرجال ، فإذا قالت أم المؤمنين رضي الله عنها : إن الأقراء الأطهار .


فقد قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام

قالوا : وأما الجواب المفصل ، فنفرد كل واحد من أدلتكم بجواب خاص ، فهاكم الأجوبة .

أما قولكم : إما أن يراد بالأقراء في الآية الأطهار فقط ، أو الحيض فقط أو مجموعهما إلى آخره .

فجوابه أن نقول : الأطهار فقط ، لما ذكرنا من الدلالة . قولكم النص اقتضى ثلاثة إلى آخره . قلنا : عنه جوابان

التالي السابق


الخدمات العلمية