الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ فروع ] الراكب إن كان مطلوبا تصح صلاته وإن كان طالبا لا ، لعدم خوفه . شرعوا ثم ذهب العدو لم يجز انحرافهم وبعكسه جاز .

لا تشرع صلاة الخوف للعاصي في سفره كما في الظهيرية وعليه فلا تصح من البغاة صح { أنه عليه الصلاة والسلام صلاها في أربع ذات الرقاع [ ص: 189 ] وبطن نخل وعسفان وذي قرد } .

التالي السابق


( قوله : لم يجز انحرافهم ) أي بعد ذهابه لزوال سبب الرخصة ط عن أبي السعود أي فتصلي كل طائفة في مكانها تأمل فلو كانوا انحرفوا قبله بنوا كما في التتارخانية ( قوله : جاز ) أي لهم الانحراف في أوانه لوجوب الضرورة ط عن أبي السعود ( قوله لا تشرع صلاة الخوف للعاصي ) لأنها إنما شرعت لمن يقاتل أعداء الله تعالى ومن في حكمهم لا لمن يعاديه أفاده أبو السعود عن شيخنا .

قلت : وهذا بخلاف القصر في السفر فإن سببه مشقة السفر وهو مطلق في النص فيجري على إطلاقه ولا يمكن قياسه على صلاة الخوف لأنها جاءت على غير القياس تأمل ( قوله في سفره ) لعله بسفره فليتأمل إسماعيل والفرق أن الباء للسببية فتفيد أن نفس سفره معصية كمن سافر لقطع الطريق مثلا بخلاف " في " الظرفية فإنها تفيد أنه لو سافر للحج مثلا وعصى في أثنائه لا يصلي بهذه الكيفية والظاهر أن المراد بالعاصي من كان قتاله معصية سواء كان سفره له أو لطاعة ، وحينئذ فلا فرق بين التعبير بالباء أو في فتدبر ( قوله في أربع ) أي في أربعة مواضع فلا ينافي ما في الإمداد عن شرح المقدسي { أنه صلى الله عليه وسلم صلاها أربعا وعشرين مرة } ( قوله ذات الرقاع ) أي غزوة ذات الرقاع . وأصح الأقوال في وجه تسميتها ما رواه البخاري عن { أبي موسى الأشعري قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 189 ] ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه فنقبت أقدامنا ونقبت قدماي وسقطت أظفاري فكنا نلف على أظفارنا الخرق فسميت غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب على أرجلنا من الخرق } . ا هـ . ط عن المواهب اللدنية . والصواب أنها كانت بعد الخندق خلافا لما في الكافي والاختيار تبعا لجماعة من أهل السير كما حققه في الفتح .

( قوله وبطن نخل ) بالخاء المعجمة اسم موضع ط ( قوله وعسفان ) بوزن عثمان قاموس ( قوله وذي قرد ) بفتح القاف والراء وبالدال المهملة وهو ماء على بريد من المدينة وتعرف بغزوة الغابة وكانت في ربيع الأول سنة ست قبل الحديبية ط عن المواهب والله تعالى أعلم .




الخدمات العلمية