الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
6691 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16508عبد الله بن عثمان أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما يقول nindex.php?page=hadith&LINKID=656575قال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=30525_30345إذا أنزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم
قوله : باب إذا أنزل الله بقوم عذابا ) حذف الجواب اكتفاء بما وقع في الحديث .
قوله ( nindex.php?page=showalam&ids=16508عبد الله بن عثمان ) هو عبدان ، nindex.php?page=showalam&ids=16418وعبد الله شيخه هو ابن المبارك ، nindex.php?page=showalam&ids=17423ويونس هو ابن يزيد .
قوله : إذا أنزل الله بقوم عذابا ) أي عقوبة لهم على سيئ أعمالهم .
[ ص: 65 ] قوله : أصاب العذاب من كان فيهم ) في رواية أبي النعمان عن ابن المبارك : أصاب به من بين أظهرهم . أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي ، والمراد من كان فيهم ممن ليس هو على رأيهم .
قوله : ثم بعثوا على أعمالهم ) أي بعث كل واحد منهم على حسب عمله إن كان صالحا فعقباه صالحة وإلا فسيئة ، فيكون ذلك العذاب طهرة للصالحين ونقمة على الفاسقين . وفي صحيح nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان عن عائشة مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=3504278إن الله إذا أنزل سطوته بأهل نقمته وفيهم الصالحون قبضوا معهم ثم بعثوا على نياتهم وأعمالهم وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " الشعب " وله من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14099الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب عنها مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=848104إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله بأسه فيهم ، قيل : يا رسول الله وفيهم أهل طاعته ؟ قال : نعم ، ثم يبعثون إلى رحمة الله تعالى قال ابن بطال : هذا الحديث يبين حديث زينب بنت جحش حيث قالت nindex.php?page=hadith&LINKID=848105أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا كثر الخبث . فيكون إهلاك الجميع عند ظهور المنكر والإعلان بالمعاصي . قلت : الذي يناسب كلامه الأخير حديث nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق " nindex.php?page=hadith&LINKID=848106سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب " أخرجه الأربعة وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان . وأما حديث ابن عمر في الباب وحديث زينب بنت جحش فمتناسبان ، وقد أخرجه مسلم عقبه ، ويجمعهما أن الهلاك يعم الطائع مع العاصي ، وزاد حديث ابن عمر أن الطائع عند البعث يجازى بعمله ، ومثله حديث عائشة مرفوعا : nindex.php?page=hadith&LINKID=848107العجب أن ناسا من أمتي يؤمون هذا البيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم . فقلنا : يا رسول الله إن الطريق قد تجمع الناس ، قال : نعم فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل nindex.php?page=treesubj&link=30213يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى ، يبعثهم الله على نياتهم . أخرجه مسلم . وله من حديث أم سلمة نحوه ولفظه " nindex.php?page=hadith&LINKID=848108فقلت يا رسول الله فكيف بمن كان كارها ؟ قال : يخسف به معهم ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته " وله من حديث جابر رفعه " nindex.php?page=hadith&LINKID=848109nindex.php?page=treesubj&link=19998يبعث كل عبد على ما مات عليه . وقال الداودي : معنى حديث ابن عمر أن الأمم التي تعذب على الكفر يكون بينهم أهل أسواقهم ومن ليس منهم فيصاب جميعهم بآجالهم ثم يبعثون على أعمالهم ، ويقال إذا أراد الله عذاب أمة أعقم نساءهم خمس عشرة سنة قبل أن يصابوا لئلا يصاب الولدان الذين لم يجر عليهم القلم انتهى . وهذا ليس له أصل وعموم حديث عائشة يرده ، وقد شوهدت السفينة ملأى من الرجال والنساء والأطفال تغرق فيهلكون جميعا ، ومثله الدار الكبيرة تحرق ، والرفقة الكثيرة تخرج عليها قطاع الطريق فيهلكون جميعا أو أكثرهم ، والبلد من بلاد المسلمين يهجمها الكفار فيبذلون السيف في أهلها ، وقد وقع ذلك من الخوارج قديما ثم من القرامطة ثم من الططر أخيرا والله المستعان . قال القاضي عياض : أورد مسلم حديث جابر nindex.php?page=hadith&LINKID=848109يبعث كل عبد على ما مات عليه عقب حديث جابر أيضا ، رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=848110لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله يشير إلى أنه مفسر له ، ثم أعقبه بحديث " ثم بعثوا على أعمالهم " مشيرا إلى أنه وإن كان مفسرا لما قبله لكنه ليس مقصورا عليه بل هو عام فيه وفي غيره ، ويؤيده الحديث الذي ذكره بعده ثم يبعثهم الله على نياتهم انتهى . ملخصا . والحاصل أنه لا يلزم من الاشتراك في الموت الاشتراك في الثواب أو العقاب بل يجازى كل أحد بعمله على حسب نيته .
وجنح ابن أبي جمرة إلى أن الذين يقع لهم ذلك إنما يقع بسبب سكوتهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأما من أمر ونهى فهم المؤمنون حقا لا يرسل الله عليهم العذاب بل يدفع بهم العذاب ، ويؤيده قوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=59وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون وقوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ويدل على nindex.php?page=treesubj&link=24661تعميم العذاب لمن لم ينه عن المنكر [ ص: 66 ] وإن لم يتعاطاه قوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم ويستفاد من هذا مشروعية nindex.php?page=treesubj&link=26044الهرب من الكفار ومن الظلمة لأن الإقامة معهم من إلقاء النفس إلى التهلكة ، هذا إذا لم يعنهم ولم يرض بأفعالهم فإن أعان أو رضي فهو منهم ، ويؤيده أمره صلى الله عليه وسلم بالإسراع في الخروج من ديار ثمود . وأما بعثهم على أعمالهم فحكم عدل لأن أعمالهم الصالحة إنما يجازون بها في الآخرة ، وأما في الدنيا فمهما أصابهم من بلاء كان تكفيرا لما قدموه من عمل سيئ ، فكان العذاب المرسل في الدنيا على الذين ظلموا يتناول من كان معهم ولم ينكر عليهم فكان ذلك جزاء لهم على مداهنتهم ، ثم يوم القيامة يبعث كل منهم فيجازى بعمله . وفي الحديث nindex.php?page=treesubj&link=24661تحذير وتخويف عظيم لمن سكت عن النهي ، فكيف بمن داهن ، فكيف بمن رضي ، فكيف بمن عاون ؟ نسأل الله السلامة . قلت : ومقتضى كلامه أن أهل الطاعة لا يصيبهم العذاب في الدنيا بجريرة العصاة ، وإلى ذلك جنح القرطبي في " التذكرة " وما قدمناه قريبا أشبه بظاهر الحديث . وإلى نحوه مال nindex.php?page=showalam&ids=12815القاضي ابن العربي ، وسيأتي ذلك في الكلام على حديث زينب بنت جحش nindex.php?page=hadith&LINKID=848105أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا كثر الخبث في آخر كتاب الفتن .
قوله : باب إذا أنزل الله بقوم عذابا ) حذف الجواب اكتفاء بما وقع في الحديث .
قوله ( nindex.php?page=showalam&ids=16508عبد الله بن عثمان ) هو عبدان ، nindex.php?page=showalam&ids=16418وعبد الله شيخه هو ابن المبارك ، nindex.php?page=showalam&ids=17423ويونس هو ابن يزيد .
قوله : إذا أنزل الله بقوم عذابا ) أي عقوبة لهم على سيئ أعمالهم .
[ ص: 65 ] قوله : أصاب العذاب من كان فيهم ) في رواية أبي النعمان عن ابن المبارك : أصاب به من بين أظهرهم . أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي ، والمراد من كان فيهم ممن ليس هو على رأيهم .
قوله : ثم بعثوا على أعمالهم ) أي بعث كل واحد منهم على حسب عمله إن كان صالحا فعقباه صالحة وإلا فسيئة ، فيكون ذلك العذاب طهرة للصالحين ونقمة على الفاسقين . وفي صحيح nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان عن عائشة مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=3504278إن الله إذا أنزل سطوته بأهل نقمته وفيهم الصالحون قبضوا معهم ثم بعثوا على نياتهم وأعمالهم وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " الشعب " وله من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14099الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب عنها مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=848104إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله بأسه فيهم ، قيل : يا رسول الله وفيهم أهل طاعته ؟ قال : نعم ، ثم يبعثون إلى رحمة الله تعالى قال ابن بطال : هذا الحديث يبين حديث زينب بنت جحش حيث قالت nindex.php?page=hadith&LINKID=848105أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا كثر الخبث . فيكون إهلاك الجميع عند ظهور المنكر والإعلان بالمعاصي . قلت : الذي يناسب كلامه الأخير حديث nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق " nindex.php?page=hadith&LINKID=848106سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب " أخرجه الأربعة وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان . وأما حديث ابن عمر في الباب وحديث زينب بنت جحش فمتناسبان ، وقد أخرجه مسلم عقبه ، ويجمعهما أن الهلاك يعم الطائع مع العاصي ، وزاد حديث ابن عمر أن الطائع عند البعث يجازى بعمله ، ومثله حديث عائشة مرفوعا : nindex.php?page=hadith&LINKID=848107العجب أن ناسا من أمتي يؤمون هذا البيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم . فقلنا : يا رسول الله إن الطريق قد تجمع الناس ، قال : نعم فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل nindex.php?page=treesubj&link=30213يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى ، يبعثهم الله على نياتهم . أخرجه مسلم . وله من حديث أم سلمة نحوه ولفظه " nindex.php?page=hadith&LINKID=848108فقلت يا رسول الله فكيف بمن كان كارها ؟ قال : يخسف به معهم ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته " وله من حديث جابر رفعه " nindex.php?page=hadith&LINKID=848109nindex.php?page=treesubj&link=19998يبعث كل عبد على ما مات عليه . وقال الداودي : معنى حديث ابن عمر أن الأمم التي تعذب على الكفر يكون بينهم أهل أسواقهم ومن ليس منهم فيصاب جميعهم بآجالهم ثم يبعثون على أعمالهم ، ويقال إذا أراد الله عذاب أمة أعقم نساءهم خمس عشرة سنة قبل أن يصابوا لئلا يصاب الولدان الذين لم يجر عليهم القلم انتهى . وهذا ليس له أصل وعموم حديث عائشة يرده ، وقد شوهدت السفينة ملأى من الرجال والنساء والأطفال تغرق فيهلكون جميعا ، ومثله الدار الكبيرة تحرق ، والرفقة الكثيرة تخرج عليها قطاع الطريق فيهلكون جميعا أو أكثرهم ، والبلد من بلاد المسلمين يهجمها الكفار فيبذلون السيف في أهلها ، وقد وقع ذلك من الخوارج قديما ثم من القرامطة ثم من الططر أخيرا والله المستعان . قال القاضي عياض : أورد مسلم حديث جابر nindex.php?page=hadith&LINKID=848109يبعث كل عبد على ما مات عليه عقب حديث جابر أيضا ، رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=848110لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله يشير إلى أنه مفسر له ، ثم أعقبه بحديث " ثم بعثوا على أعمالهم " مشيرا إلى أنه وإن كان مفسرا لما قبله لكنه ليس مقصورا عليه بل هو عام فيه وفي غيره ، ويؤيده الحديث الذي ذكره بعده ثم يبعثهم الله على نياتهم انتهى . ملخصا . والحاصل أنه لا يلزم من الاشتراك في الموت الاشتراك في الثواب أو العقاب بل يجازى كل أحد بعمله على حسب نيته .
وجنح ابن أبي جمرة إلى أن الذين يقع لهم ذلك إنما يقع بسبب سكوتهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأما من أمر ونهى فهم المؤمنون حقا لا يرسل الله عليهم العذاب بل يدفع بهم العذاب ، ويؤيده قوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=59وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون وقوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ويدل على nindex.php?page=treesubj&link=24661تعميم العذاب لمن لم ينه عن المنكر [ ص: 66 ] وإن لم يتعاطاه قوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم ويستفاد من هذا مشروعية nindex.php?page=treesubj&link=26044الهرب من الكفار ومن الظلمة لأن الإقامة معهم من إلقاء النفس إلى التهلكة ، هذا إذا لم يعنهم ولم يرض بأفعالهم فإن أعان أو رضي فهو منهم ، ويؤيده أمره صلى الله عليه وسلم بالإسراع في الخروج من ديار ثمود . وأما بعثهم على أعمالهم فحكم عدل لأن أعمالهم الصالحة إنما يجازون بها في الآخرة ، وأما في الدنيا فمهما أصابهم من بلاء كان تكفيرا لما قدموه من عمل سيئ ، فكان العذاب المرسل في الدنيا على الذين ظلموا يتناول من كان معهم ولم ينكر عليهم فكان ذلك جزاء لهم على مداهنتهم ، ثم يوم القيامة يبعث كل منهم فيجازى بعمله . وفي الحديث nindex.php?page=treesubj&link=24661تحذير وتخويف عظيم لمن سكت عن النهي ، فكيف بمن داهن ، فكيف بمن رضي ، فكيف بمن عاون ؟ نسأل الله السلامة . قلت : ومقتضى كلامه أن أهل الطاعة لا يصيبهم العذاب في الدنيا بجريرة العصاة ، وإلى ذلك جنح القرطبي في " التذكرة " وما قدمناه قريبا أشبه بظاهر الحديث . وإلى نحوه مال nindex.php?page=showalam&ids=12815القاضي ابن العربي ، وسيأتي ذلك في الكلام على حديث زينب بنت جحش nindex.php?page=hadith&LINKID=848105أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا كثر الخبث في آخر كتاب الفتن .