الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
6808 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15241عبد الله بن محمد حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17248هشام بن يوسف أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن أبي عبيد اسمه سعد بن عبيد مولى عبد الرحمن بن أزهر عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=656694أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=treesubj&link=18388_32875لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد وإما مسيئا فلعله يستعتب
وقوله في الرواية الثالثة " عن الزهري " كذا nindex.php?page=showalam&ids=17248لهشام بن يوسف عن معمر ، وقال عبد الرزاق عن معمر عن nindex.php?page=showalam&ids=17257همام بن منبه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أخرجه مسلم والطريقان محفوظان لمعمر ، وقد أخرجه أحمد عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري ، وتابعه فيه عن الزهري شعيب nindex.php?page=showalam&ids=16892وابن أبي حفصة nindex.php?page=showalam&ids=17423ويونس بن يزيد ، وقوله " عن أبي عبيد " هو سعد بن عبيد مولى ابن أزهر وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13779والإسماعيلي من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري فقال : عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، لكن قال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي إن الأول هو الصواب .
قوله ( لا يتمنى ) كذا للأكثر بلفظ النفي ، والمراد به النهي أو هو للنهي وأشبعت الفتحة ، ووقع في رواية الكشميهني : لا يتمنين " بزيادة نون التأكيد ، ووقع في رواية همام المشار إليها nindex.php?page=hadith&LINKID=848448لا يتمن أحدكم الموت ، ولا يدع به قبل أن يأتيه " فجمع في النهي عن ذلك بين القصد والنطق ، وفي قوله : قبل أن يأتيه " إشارة إلى الزجر عن كراهيته إذا حضر لئلا يدخل فيمن nindex.php?page=treesubj&link=32874كره لقاء الله تعالى ، وإلى ذلك الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم عند حضور أجله nindex.php?page=hadith&LINKID=848449اللهم ألحقني بالرفيق الأعلى وكلامه صلى الله عليه وسلم بعدما خير بين البقاء في الدنيا والموت فاختار ما عند الله ، وقد خطب بذلك وفهمه عنه أبو بكر الصديق كما تقدم بيانه في المناقب ، وحكمة النهي عن ذلك أن في nindex.php?page=treesubj&link=32875طلب الموت قبل حلوله نوع اعتراض ومراغمة للقدر وإن كانت الآجال لا تزيد ولا تنقص ، فإن تمني [ ص: 235 ] الموت لا يؤثر في زيادتها ولا نقصها ، ولكنه أمر قد غيب عنه ، وقد تقدم في " كتاب الفتن " ما يدل على ذم ذلك في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=848978لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل يقول يا ليتني مكانه وليس به الدين إلا البلاء " ، وقد تقدم شرح ذلك مستوفى في " باب تمني المريض الموت من كتاب المرضى " قال النووي في الحديث التصريح بكراهة nindex.php?page=treesubj&link=32518_18388_32875تمني الموت لضر نزل به من فاقة أو محنة بعدو ونحوه من مشاق الدنيا ، فأما إذا خاف ضررا أو فتنة في دينه فلا كراهة فيه لمفهوم هذا الحديث ، وقد فعله خلائق من السلف بذلك وفيه أن من خالف فلم يصبر على الضر وتمنى الموت لضر نزل به فليقل الدعاء المذكور . قلت : ظاهر الحديث المنع مطلقا والاقتصار على الدعاء مطلقا ، لكن الذي قاله الشيخ لا بأس به لمن وقع منه التمني ليكون عونا على ترك التمني .
قوله ( إما محسنا فلعله يزداد وإما مسيئا فلعله يستعتب ) كذا لهم بالنصب فيهما وهو على تقدير عامل نصب نحو يكون ، ووقع في رواية أحمد عن عبد الرزاق بالرفع فيهما ، وكذا في رواية إبراهيم بن سعد المذكورة وهي واضحة ، وقوله : يستعتب " أي يسترضي الله بالإقلاع والاستغفار والاستعتاب طلب الإعتاب والهمزة للإزالة ، أي يطلب إزالة العتاب ، عاتبه : لامه ، وأعتبه : أزال عتابه : قال الكرماني وهو مما جاء على غير القياس إذ الاستفعال إنما ينبني من الثلاثي لا من المزيد فيه انتهى . وظاهر الحديث انحصار حال المكلف في هاتين الحالتين ، وبقي قسم ثالث وهو أن يكون مخلطا فيستمر على ذلك أو يزيد إحسانا أو يزيد إساءة أو يكون محسنا فينقلب مسيئا أو يكون مسيئا فيزداد إساءة ، والجواب أن ذلك خرج مخرج الغالب لأن غالب حال المؤمنين ذلك ، ولا سيما والمخاطب بذلك شفاها الصحابة ، وقد تقدم بيان ذلك مبسوطا مع شرحه هناك ، وقد خطر لي في معنى الحديث أن فيه إشارة إلى nindex.php?page=treesubj&link=18737_32493تغبيط المحسن بإحسانه وتحذير المسيء من إساءته ، فكأنه يقول : من كان محسنا فليترك تمني الموت وليستمر على إحسانه والازدياد منه ، ومن كان مسيئا فليترك تمني الموت وليقلع عن الإساءة لئلا يموت على إساءته فيكون على خطر ، وأما من عدا ذلك ممن تضمنه التقسيم فيؤخذ حكمه من هاتين الحالتين إذ لا انفكاك عن أحدهما والله أعلم .
تنبيه :
أورد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " كتاب الأدب " في هذه الترجمة حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رفعه : nindex.php?page=hadith&LINKID=848979إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى فإنه لا يدري ما يعطى وهو عنده " من رواية عمر بن أبي سلمة عن أبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وليس على شرطه فلم يعرج عليه في الصحيح .
وقوله في الرواية الثالثة " عن الزهري " كذا nindex.php?page=showalam&ids=17248لهشام بن يوسف عن معمر ، وقال عبد الرزاق عن معمر عن nindex.php?page=showalam&ids=17257همام بن منبه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أخرجه مسلم والطريقان محفوظان لمعمر ، وقد أخرجه أحمد عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري ، وتابعه فيه عن الزهري شعيب nindex.php?page=showalam&ids=16892وابن أبي حفصة nindex.php?page=showalam&ids=17423ويونس بن يزيد ، وقوله " عن أبي عبيد " هو سعد بن عبيد مولى ابن أزهر وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13779والإسماعيلي من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري فقال : عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، لكن قال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي إن الأول هو الصواب .
قوله ( لا يتمنى ) كذا للأكثر بلفظ النفي ، والمراد به النهي أو هو للنهي وأشبعت الفتحة ، ووقع في رواية الكشميهني : لا يتمنين " بزيادة نون التأكيد ، ووقع في رواية همام المشار إليها nindex.php?page=hadith&LINKID=848448لا يتمن أحدكم الموت ، ولا يدع به قبل أن يأتيه " فجمع في النهي عن ذلك بين القصد والنطق ، وفي قوله : قبل أن يأتيه " إشارة إلى الزجر عن كراهيته إذا حضر لئلا يدخل فيمن nindex.php?page=treesubj&link=32874كره لقاء الله تعالى ، وإلى ذلك الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم عند حضور أجله nindex.php?page=hadith&LINKID=848449اللهم ألحقني بالرفيق الأعلى وكلامه صلى الله عليه وسلم بعدما خير بين البقاء في الدنيا والموت فاختار ما عند الله ، وقد خطب بذلك وفهمه عنه أبو بكر الصديق كما تقدم بيانه في المناقب ، وحكمة النهي عن ذلك أن في nindex.php?page=treesubj&link=32875طلب الموت قبل حلوله نوع اعتراض ومراغمة للقدر وإن كانت الآجال لا تزيد ولا تنقص ، فإن تمني [ ص: 235 ] الموت لا يؤثر في زيادتها ولا نقصها ، ولكنه أمر قد غيب عنه ، وقد تقدم في " كتاب الفتن " ما يدل على ذم ذلك في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=848978لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل يقول يا ليتني مكانه وليس به الدين إلا البلاء " ، وقد تقدم شرح ذلك مستوفى في " باب تمني المريض الموت من كتاب المرضى " قال النووي في الحديث التصريح بكراهة nindex.php?page=treesubj&link=32518_18388_32875تمني الموت لضر نزل به من فاقة أو محنة بعدو ونحوه من مشاق الدنيا ، فأما إذا خاف ضررا أو فتنة في دينه فلا كراهة فيه لمفهوم هذا الحديث ، وقد فعله خلائق من السلف بذلك وفيه أن من خالف فلم يصبر على الضر وتمنى الموت لضر نزل به فليقل الدعاء المذكور . قلت : ظاهر الحديث المنع مطلقا والاقتصار على الدعاء مطلقا ، لكن الذي قاله الشيخ لا بأس به لمن وقع منه التمني ليكون عونا على ترك التمني .
قوله ( إما محسنا فلعله يزداد وإما مسيئا فلعله يستعتب ) كذا لهم بالنصب فيهما وهو على تقدير عامل نصب نحو يكون ، ووقع في رواية أحمد عن عبد الرزاق بالرفع فيهما ، وكذا في رواية إبراهيم بن سعد المذكورة وهي واضحة ، وقوله : يستعتب " أي يسترضي الله بالإقلاع والاستغفار والاستعتاب طلب الإعتاب والهمزة للإزالة ، أي يطلب إزالة العتاب ، عاتبه : لامه ، وأعتبه : أزال عتابه : قال الكرماني وهو مما جاء على غير القياس إذ الاستفعال إنما ينبني من الثلاثي لا من المزيد فيه انتهى . وظاهر الحديث انحصار حال المكلف في هاتين الحالتين ، وبقي قسم ثالث وهو أن يكون مخلطا فيستمر على ذلك أو يزيد إحسانا أو يزيد إساءة أو يكون محسنا فينقلب مسيئا أو يكون مسيئا فيزداد إساءة ، والجواب أن ذلك خرج مخرج الغالب لأن غالب حال المؤمنين ذلك ، ولا سيما والمخاطب بذلك شفاها الصحابة ، وقد تقدم بيان ذلك مبسوطا مع شرحه هناك ، وقد خطر لي في معنى الحديث أن فيه إشارة إلى nindex.php?page=treesubj&link=18737_32493تغبيط المحسن بإحسانه وتحذير المسيء من إساءته ، فكأنه يقول : من كان محسنا فليترك تمني الموت وليستمر على إحسانه والازدياد منه ، ومن كان مسيئا فليترك تمني الموت وليقلع عن الإساءة لئلا يموت على إساءته فيكون على خطر ، وأما من عدا ذلك ممن تضمنه التقسيم فيؤخذ حكمه من هاتين الحالتين إذ لا انفكاك عن أحدهما والله أعلم .
تنبيه :
أورد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " كتاب الأدب " في هذه الترجمة حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رفعه : nindex.php?page=hadith&LINKID=848979إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى فإنه لا يدري ما يعطى وهو عنده " من رواية عمر بن أبي سلمة عن أبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وليس على شرطه فلم يعرج عليه في الصحيح .