الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق يقاتلون وهم أهل العلم
6881 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى عن nindex.php?page=showalam&ids=12428إسماعيل عن nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس عن nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة nindex.php?page=hadith&LINKID=656767عن النبي صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=treesubj&link=7861_32025لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون
قوله : باب nindex.php?page=treesubj&link=28821لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ) هذه الترجمة لفظ حديث أخرجه مسلم عن ثوبان ، وبعده : nindex.php?page=hadith&LINKID=848616لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك . وله من حديث جابر مثله ، لكن قال " يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة " وله من حديث معاوية المذكور في الباب نحوه .
قوله ( وهم أهل العلم ) هو من كلام المصنف وأخرج الترمذي حديث الباب ثم قال سمعت nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل هو البخاري يقول : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني يقول هم أصحاب الحديث . وذكر في " كتاب خلق أفعال العباد " عقب حديث أبي سعيد في قوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وكذلك جعلناكم أمة وسطا هم الطائفة المذكورة في حديث " لا تزال طائفة من أمتي " ثم ساقه وقال وجاء نحوه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ومعاوية وجابر وسلمة بن نفيل وقرة بن إياس انتهى . وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في علوم الحديث بسند صحيح عن أحمد إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم ، ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون مثله . وزعم بعض الشراح أنه استفاد ذلك من حديث معاوية لأن فيه " nindex.php?page=hadith&LINKID=848617من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " وهو في غاية البعد ، وقال الكرماني يؤخذ من الاستقامة المذكورة في الحديث الثاني [ ص: 307 ] أن nindex.php?page=treesubj&link=18467من جملة الاستقامة أن يكون التفقه ، لأنه الأصل قال وبهذا ترتبط الأخبار المذكورة في حديث معاوية ، لأن الاتفاق لا بد منه ، أي المشار إليه بقوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=848618وإنما أنا قاسم ويعطي الله عز وجل " .
قوله ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى ) هو العبسي بالموحدة ثم المهملة الكوفي من كبار شيوخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وهو من أتباع التابعين وشيخه في هذا الحديث " nindex.php?page=showalam&ids=12428إسماعيل " هو ابن أبي خالد تابعي مشهور ، وشيخ إسماعيل " nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس " هو ابن أبي حازم من كبار التابعين ، وهو مخضرم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره ولهذا الإسناد حكم الثلاثيات وإن كان رباعيا ، وقد تقدم بعد علامات النبوة ببابين من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان عن إسماعيل أنزل من هذا بدرجة ، ورجال سند الباب كلهم كوفيون لأن المغيرة ولي إمرة الكوفة غير مرة وكانت وفاته بها وقد اتفق الرواة عن إسماعيل على أنه عن قيس عن المغيرة ، وخالفهم أبو معاوية فقال عن سعيد بدل المغيرة فأورده nindex.php?page=showalam&ids=16132أبو إسماعيل الهروي في ذم الكلام ، وقال الصواب قول الجماعة عن المغيرة ، وحديث سعد عند مسلم لكن من طريق ابن عثمان عن سعد .
قوله ( لا تزال ) بالمثناة أوله وفي رواية مسلم من طريق مروان الفزاري عن إسماعيل : لن يزال قوم " وهذه بالتحتانية والباقي مثله لكن زاد " ظاهرين على الناس " .
قوله ( حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون ) أي على من خالفهم أي غالبون ، أو المراد بالظهور أنهم غير مستترين بل مشهورون والأول أولى ، وقد وقع عند مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة nindex.php?page=hadith&LINKID=848619لن يبرح هذا الدين قائما تقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة وله في حديث عقبة بن عامر : nindex.php?page=hadith&LINKID=848620nindex.php?page=treesubj&link=28821لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وقد ذكرت الجمع بينه وبين حديث : nindex.php?page=hadith&LINKID=848010لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس في أواخر " كتاب الفتن " والقصة التي أخرجها مسلم أيضا من حديث عبد الله بن عمرو nindex.php?page=hadith&LINKID=848130لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق ، هم شر من أهل الجاهلية ، لا يدعون الله بشيء إلا رده عليهم ومعارضة عقبة بن عامر بهذا الحديث فقال عبد الله أجل ، nindex.php?page=hadith&LINKID=848621ثم يبعث الله ريحا كريح المسك ، فلا تترك نفسا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا قبضته ثم يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة . وقد أشرت إلى هذا قريبا إلى الكلام على حديث " قبض العلم " وأن هذا أولى ما يتمسك به في الجمع بين الحديثين المذكورين ، وذكرت ما نقله ابن بطال عن الطبري في الجمع بينهما ، أن nindex.php?page=treesubj&link=30236شرار الناس الذين تقوم عليهم الساعة يكونون بموضع مخصوص ، وأن موضعا آخر يكون به طائفة يقاتلون على الحق لا يضرهم من خالفهم ، ثم أورد من حديث أبي أمامة نحو حديث الباب ، وزاد فيه قيل يا رسول الله وأين هم ؟ قال ببيت المقدس وأطال في تقرير ذلك وذكرت أن المراد بأمر الله : هبوب تلك الريح وأن المراد بقيام الساعة : ساعتهم وأن المراد بالذين يكونون ببيت المقدس : الذين يحصرهم الدجال إذا خرج فينزل عيسى إليهم فيقتل الدجال ، ويظهر الدين في زمن عيسى ، ثم بعد موت عيسى تهب الريح المذكورة ، فهذا هو المعتمد في الجمع ، والعلم عند الله تعالى .