[ ص: 342 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101nindex.php?page=treesubj&link=28992إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=102لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=103لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=104يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=105ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=106إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=107وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=108قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=109فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=110إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=111وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=112قال رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون ) .
سبب نزول (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101nindex.php?page=treesubj&link=28992إن الذين سبقت لهم منا الحسنى ) قول
ابن الزبعرى حين سمع (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم ) قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : قد خصمتك ورب
الكعبة ، أليس
اليهود عبدوا
عزيرا والنصارى عبدوا
المسيح ، وبنو
مليح عبدوا الملائكة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : (
هم عبدوا الشياطين التي أمرتهم بذلك ) فأنزل الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101إن الذين سبقت لهم منا الحسنى ) . وقيل : لما اعترض
ابن الزبعرى قيل لهم : ألستم قوما عربا ، أوما تعلمون أن من لمن يعقل وما لما لا يعقل ، فعلى القول الأول يكون
ابن الزبعرى قد فهم من قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98وما تعبدون ) العموم فلذلك نزل قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101إن الذين سبقت لهم ) الآية تخصيصا لذلك العموم ، وعلى هذا القول الثاني يكون
ابن الزبعرى رام مغالطة ، فأجيب بأن من لمن يعقل وما لما لا يعقل فبطل اعتراضه .
( والحسنى ) الخصلة المفضلة في الحسن تأنيث الأحسن ، إما السعادة وإما البشرى بالثواب ، وإما التوفيق للطاعة . والظاهر من قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101مبعدون ) فما بعده أن من سبقت له الحسنى لا يدخل النار . وروي أن
عليا كرم الله وجهه قرأ هذه الآية ثم قال : أنا منهم
وأبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد nindex.php?page=showalam&ids=38وعبد الرحمن بن عوف ، ثم أقيمت الصلاة فقام يجر رداءه وهو يقول (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=102لا يسمعون حسيسها ) والحسيس الصوت الذي يحس من حركة الأجرام ، وهذا الإبعاد وانتفاء سماع صوتها قيل هو قبل دخول الجنة . وقيل : بعد دخولهم واستقرارهم فيها ، والشهوة طلب النفس اللذة .
وقال
ابن عطية : وهذه صفة لهم بعد دخولهم الجنة لأن الحديث يقتضي أنه في الموقف تزفر جهنم زفرة لا يبقى نبي ولا ملك إلا جثا على ركبتيه و (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=103الفزع الأكبر ) عام في كل هول يكون في يوم القيامة فكان يوم القيامة بجملته هو (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=103الفزع الأكبر ) وإن خصص بشيء فيجب أن يقصد لأعظم هو له . انتهى .
وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=103الفزع الأكبر ) وقوع طبق جهنم عليها قاله
الضحاك . وقيل : النفخة الأخيرة . وقيل : الأمر بأهل النار إلى النار ، روي عن
ابن جبير nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج والحسن . وقيل : ذبح الموت . وقيل : إذا نودي (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=108اخسئوا فيها ولا تكلمون ) وقيل (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=104يوم نطوي السماء ) ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=17140مكي .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=103وتتلقاهم الملائكة ) بالسلام عليهم . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : تلقاهم الملائكة بالرحمة عند خروجهم من القبور قائلين لهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=103هذا يومكم الذي كنتم توعدون ) بالكرامة والثواب والنعيم . وقرأ
أبو جعفر (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=103لا يحزنهم ) مضارع أحزن وهي لغة
تميم ، وحزن لغة
قريش ، والعامل في ( يوم لا يحزنهم ) و ( تتلقاهم ) وأجاز
أبو البقاء أن يكون بدلا من العائد المحذوف في ( توعدون ) فالعامل فيه (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=103توعدون ) أي أيوعدونه أو مفعولا باذكر أو منصوبا بأعني . وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أن يكون العامل فيه ( الفزع ) وليس بجائز لأن ( الفزع ) مصدر وقد وصف قبل أخذ معموله فلا يجوز ما
[ ص: 343 ] ذكر .
وقرأ الجمهور ( نطوي ) بنون العظمة . وفرقة منهم
شيبة بن نصاح يطوي بياء أي الله ،
وأبو جعفر وفرقة بالتاء مضمومة وفتح الواو و ( السماء ) رفعا والجمهور ( السجل ) على وزن الطمر .
nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة وصاحبه
nindex.php?page=showalam&ids=12007وأبو زرعة بن عمرو بن جرير بضمتين وشد اللام ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وطلحة وأبو السماك ( السجل ) بفتح السين
والحسن وعيسى بكسرهما ، والجيم في هاتين القراءتين ساكنة واللام مخففة . وقال
أبو عمر : وقراءة
أهل مكة مثل قراءة
الحسن . وقال
مجاهد ( السجل ) الصحيفة . وقيل : هو مخصوص من الصحف بصحيفة العهد ، والمعنى طيا مثل طي السجل ، وطي مصدر مضاف إلى المفعول ، أي ليكتب فيه أو لما يكتب فيه من المعاني الكثيرة ، والأصل ( كثي ) الطاوي ( السجل ) فحذف الفاعل وحذفه يجوز مع المصدر المنحل لحرف مصدري والفعل ، وقدره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري مبنيا للمفعول أي كما يطوى السجل . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وجماعة : ( السجل ) ملك يطوي كتب بني
آدم إذا رفعت إليه . وقالت فرقة : هو كاتب كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذين القولين يكون المصدر مضافا للفاعل . وقال
أبو الفضل الرازي : الأصح أنه فارسي معرب . انتهى .
وقيل : أصله من المساجلة وهي من ( السجل ) وهو الدلو ملأى ماء . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هو رجل بلسان الحبش .
وقرأ الجمهور : للكتاب مفردا
وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وحفص ( للكتب ) جمعا وسكن التاء
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=104أول خلق ) مفعول نعيد الذي يفسره ( نعيده ) والكاف مكفوفة بما ، والمعنى نعيد أول الخلق كما بدأناه تشبيها للإعادة بالإبداء في تناول القدرة لهما على السواء فإن قلت : وما أول الخلق حتى يعيده كما بدأه قلت : أوله إيجاده من العدم ، فكما أوجده أولا عن عدم يعيده ثانيا عن عدم . فإن قلت : ما بال خلق منكرا ؟ قلت : هو كقولك : هو أول رجل جاءني تريد أول الرجال ، ولكنك وحدته ونكرته إرادة تفصيلهم رجلا رجلا فكذلك معنى ( أول خلق ) أول الخلائق لأن الخلق مصدر لا يجمع ووجه آخر ، وهو أن ينتصب الكاف بفعل مضمر يفسره نعيده وما موصولة ، أي نعيد مثل الذي بدأناه ( نعيده ) و (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=104أول خلق ) ظرف لبدأناه أي أول ما خلق أو حال من ضمير الموصول الساقط من اللفظ الثابت في المعنى . انتهى .
والظاهر أن الكاف ليست مكفوفة كما ذكر بل هي جارة وما بعدها مصدرية ينسبك منها مع الفعل مصدر هو في موضع جر بالكاف . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=104أول خلق ) مفعول ( بدأنا ) والمعنى نعيد أول خلق إعادة مثل بدأتنا له ، أي كما أبرزناه من العدم إلى الوجود نعيده من العدم إلى الوجود . في ما قدره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري تهيئة ( بدأنا ) لأن ينصب (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=104أول خلق ) على المفعولية . وقطعه عنه من غير ضرورة تدعو إلى ذلك وارتكاب إضمار يعيد مفسرا بنعيده وهذه عجمة في كتاب الله ، وما قوله : ووجه آخر وهو أن ينتصب الكاف بفعل مضمر يفسره ( نعيده ) فهو ضعيف جدا لأنه مبني على أن الكاف اسم لا حرف ، فليس مذهب الجمهور إنما ذهب إلى ذلك
الأخفش وكونها اسما عند البصريين غير مخصوص بالشعر . وقال
ابن عطية : يحتمل معنيين أحدهما : أن يكون خبرا عن البعث أي كما اخترعنا الخلق أولا على غير مثال كذلك ننشئهم تارة أخرى فنبعثهم من القبور . والثاني أن يكون خبرا عن أن كل شخص يبعث يوم القيامة على
[ ص: 344 ] هيئته التي خرج بها إلى الدنيا ويؤيده (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374717يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=104كما بدأنا أول خلق نعيده ) وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=104كما بدأنا ) الكاف متعلقة بقوله ( نعيده ) . انتهى . وانتصب ( وعدا ) على أنه مفعول مصدر مؤكدا لمضمون الجملة الخبرية قبله (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=104إنا كنا فاعلين ) تأكيد لتحتم الخبر أي نحن قادرون على أن نفعل و ( الزبور ) الظاهر أنه زبور
داود وقاله
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، ومعنى هذه الآية موجود في زبور
داود وقرأناه فيه و ( الذكر ) التوراة قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . وقيل ( الزبور ) ما بعد التوراة من الكتب ، و ( الذكر ) التوراة ، وقيل ( الزبور ) يعم الكتب المنزلة و ( الذكر ) اللوح المحفوظ . ( الأرض ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أرض الجنة . وقيل : الأرض المقدسة ( يرثها ) أمة
محمد صلى الله عليه وسلم . والإشارة في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=106إن في هذا ) أي المذكور في هذه السورة من الأخبار والوعد والوعيد والمواعظ البالغة لبلاغا كفاية يبلغ بها إلى الخير . وقيل : الإشارة إلى القرآن جملة ، وكونه عليه السلام رحمة لكونه جاءهم بما يسعدهم . ( وللعالمين ) قيل خاص بمن آمن به . وقيل : عام وكونه ( رحمة ) للكافر حيث أخر عقوبته ، ولم يستأصل الكفار بالعذاب قال معناه
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . قال : عوفي مما أصاب غيرهم من الأمم من مسخ وخسف وغرق وقذف وأخر أمره إلى الآخرة . قال
ابن عطية : ويحتمل أن يكون معناه (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=107وما أرسلناك ) للعالمين (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=107إلا رحمة ) أي هو رحمة في نفسه وهدى بين أخذ به من أخذ وأعرض عنه من أعرض . انتهى .
ولا يجوز على المشهور أن يتعلق الجار بعد ( إلا ) بالفعل قبلها إلا إن كان العامل مفرغا له نحو ما مررت إلا بزيد . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : إنما تقصر الحكم على شيء أو لقصر الشيء على حكم كقولك : إنما زيد قائم وإنما يقوم زيد وقد اجتمع المثلان في هذه الآية لأن (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=108إنما يوحى إلي ) مع فاعله بمنزلة إنما يقوم زيد و (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=108أنما إلهكم إله واحد ) بمنزلة إنما زيد قائم ، وفائدة اجتماعهما الدلالة على أن الوحي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مقصور على استئثار الله بالوحدانية . انتهى . وأما ما ذكره في ( إنما ) إنها لقصر ما ذكر فهو مبني على إنما للحصر وقد قررنا أنها لا تكون للحصر ، وإنما مع أن كهي مع كان ومع لعل ، فكما أنها لا تفيد الحصر في التشبيه ولا الحصر في الترجي فكذلك لا تفيده مع أن وأما جعله ( أنما ) المفتوحة الهمزة مثل مكسورتها يدل على القصر ، فلا نعلم الخلاف إلا في ( إنما ) بالكسر ، وأما بالفتح فحرف مصدري ينسبك منه مع ما بعدها مصدر ، فالجملة بعدها ليست جملة مستقلة ، ولو كانت إنما دالة على الحصر لزم أن يقال إنه لم يوح إليه شيء إلا التوحيد . وذلك لا يصح الحصر فيه إذ قد أوحى له أشياء غير التوحيد وفي الآية دليل على تظافر المنقول للمعقول وأن النقل أحد طريقي التوحيد ، ويجوز في ما من ( إنما ) أن تكون موصولة . (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=108فهل أنتم مسلمون ) استفهام يتضمن الأمر بإخلاص التوحيد والانقياد إلى الله تعالى ( آذنتكم ) أعلمتكم وتتضمن معنى التحذير والنذارة (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=109على سواء ) لم أخص أحدا دون أحد ، وهذا الإيذان هو إعلام بما يحل بمن تولى من العقاب وغلبة الإسلام ، ولكني لا أدري متى يكون ذلك و ( إن ) نافية و ( أدري ) معلقة والجملة الاستفهامية في موضع نصب بأدري ، وتأخر المستفهم عنه لكونه فاصلة إذ لو كان التركيب ( أقريب ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=109ما توعدون ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=109أم بعيد ) لم تكن فاصلة وكثيرا ما يرجح الحكم في الشيء لكونه فاصلة آخر آية . وعن
ابن عامر في رواية (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=111وإن أدري ) بفتح الياء في الآيتين تشبيها بياء الإضافة لفظا ، وإن كانت لام الفعل ولا تفتح إلا بعامل ، وأنكر
ابن مجاهد فتح هذه الياء والمعنى أنه تعالى لم يعلمني علمه ولم يطلعني عليه ، والله هو العالم الذي لا يخفى عليه شيء . (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=111وإن أدري لعله فتنة ) أي : لعل تأخير هذا
[ ص: 345 ] الموعد امتحان لكم لننظر كيف تعملون ، أو يمتنع لكم إلى حين ليكون ذلك حجة وليقع الموعد في وقت هو حكمة ، ولعل هنا معلقة أيضا وجملة الترجي هي مصب الفعل ، والكوفيون يجرون لعل مجرى هل ، فكما يقع التعليق عن هل كذلك عن لعل ، ولا أعلم أحدا ذهب إلى أن لعل من أدوات التعليق وإن كان ذلك ظاهرا فيها كقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17وما يدريك لعل الساعة قريب ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=3وما يدريك لعله يزكى ) وقيل (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=111إلى حين ) إلى يوم القيامة . وقيل : إلى يوم
بدر . وقرأ الجمهور ( قل رب ) أمروا بكسر الباء . وقرأ
حفص قال ،
وأبو جعفر ( رب ) بالضم . قال صاحب اللوامح : على أنه منادى مفرد وحذف حرف النداء فيما جاز أن يكون وصفا لأي بعيد بابه الشعر . انتهى .
وليس هذا من نداء النكرة المقبل عليها بل هذا من اللغات الجائزة في يا غلامي ، وهي أن تبنيه على الضم وأنت تنوي الإضافة لما قطعته عن الإضافة وأنت تريدها بنيته ، فمعنى ( رب ) يا ربي . وقرأ الجمهور ( احكم ) على الأمر من حكم . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وعكرمة والجحدري وابن محيصن ( ربي ) بإسكان الياء أحكم جعله أفعل التفضيل فربي أحكم مبتدأ وخبر . وقرأت فرقة : أحكم فعلا ماضيا . وقرأ الجمهور ( تصفون ) بتاء الخطاب . وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ على
أبي على ما يصفون بياء الغيبة ، ورويت عن
ابن عامر وعاصم .
[ ص: 342 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101nindex.php?page=treesubj&link=28992إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=102لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=103لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=104يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=105وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=106إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=107وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=108قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=109فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=110إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=111وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=112قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ) .
سَبَبُ نُزُولِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101nindex.php?page=treesubj&link=28992إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى ) قَوْلُ
ابْنِ الزِّبَعْرَى حِينَ سَمِعَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ) قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَدْ خَصِمْتُكَ وَرَبِّ
الْكَعْبَةِ ، أَلَيْسَ
الْيَهُودُ عَبَدُوا
عُزَيْرًا وَالنَّصَارَى عَبَدُوا
الْمَسِيحَ ، وَبَنُو
مَلِيحٍ عَبَدُوا الْمَلَائِكَةَ ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (
هُمْ عَبَدُوا الشَّيَاطِينَ الَّتِي أَمَرَتْهُمْ بِذَلِكَ ) فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى ) . وَقِيلَ : لَمَّا اعْتَرَضَ
ابْنُ الزِّبَعْرَى قِيلَ لَهُمْ : أَلَسْتُمْ قَوْمًا عَرَبًا ، أَوَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَنْ لِمَنْ يَعْقِلُ وَمَا لِمَا لَا يَعْقِلُ ، فَعَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ يَكُونُ
ابْنُ الزِّبَعْرَى قَدْ فَهِمَ مِنْ قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98وَمَا تَعْبُدُونَ ) الْعُمُومَ فَلِذَلِكَ نَزَلَ قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ ) الْآيَةَ تَخْصِيصًا لِذَلِكَ الْعُمُومِ ، وَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ الثَّانِي يَكُونُ
ابْنُ الزِّبَعْرَى رَامَ مُغَالَطَةً ، فَأُجِيبُ بِأَنَّ مَنْ لِمَنْ يَعْقِلُ وَمَا لِمَا لَا يَعْقِلُ فَبَطَلَ اعْتِرَاضُهُ .
( وَالْحُسْنَى ) الْخَصْلَةُ الْمُفَضَّلَةُ فِي الْحُسْنِ تَأْنِيثُ الْأَحْسَنِ ، إِمَّا السَّعَادَةُ وَإِمَّا الْبُشْرَى بِالثَّوَابِ ، وَإِمَّا التَّوْفِيقُ لِلطَّاعَةِ . وَالظَّاهِرُ مِنْ قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101مُبْعَدُونَ ) فَمَا بَعْدَهُ أَنَّ مَنْ سَبَقَتْ لَهُ الْحُسْنَى لَا يَدْخُلُ النَّارَ . وَرُوِيَ أَنَّ
عَلِيًّا كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهُهُ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ ثُمَّ قَالَ : أَنَا مِنْهُمْ
وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَسَعْدٌ nindex.php?page=showalam&ids=38وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَقَامَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ وَهُوَ يَقُولُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=102لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ) وَالْحَسِيسُ الصَّوْتُ الَّذِي يُحَسُّ مِنْ حَرَكَةِ الْأَجْرَامِ ، وَهَذَا الْإِبْعَادُ وَانْتِفَاءُ سَمَاعِ صَوْتِهَا قِيلَ هُوَ قَبْلَ دُخُولِ الْجَنَّةِ . وَقِيلَ : بَعْدَ دُخُولِهِمْ وَاسْتِقْرَارِهِمْ فِيهَا ، وَالشَّهْوَةُ طَلَبُ النَّفْسِ اللَّذَّةَ .
وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَهَذِهِ صِفَةٌ لَهُمْ بَعْدَ دُخُولِهِمُ الْجَنَّةَ لِأَنَّ الْحَدِيثَ يَقْتَضِي أَنَّهُ فِي الْمَوْقِفِ تَزْفَرُ جَهَنَّمُ زَفْرَةً لَا يَبْقَى نَبِيٌّ وَلَا مَلِكٌ إِلَّا جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=103الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ ) عَامٌّ فِي كُلِّ هَوْلٍ يَكُونُ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَكَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بِجُمْلَتِهِ هُوَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=103الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ ) وَإِنْ خُصِّصَ بِشَيْءٍ فَيَجِبُ أَنْ يُقْصَدَ لِأَعْظَمَ هُوَ لَهُ . انْتَهَى .
وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=103الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ ) وُقُوعُ طَبَقِ جَهَنَّمَ عَلَيْهَا قَالَهُ
الضَّحَّاكُ . وَقِيلَ : النَّفْخَةُ الْأَخِيرَةُ . وَقِيلَ : الْأَمْرُ بِأَهْلِ النَّارِ إِلَى النَّارِ ، رُوِيَ عَنِ
ابْنِ جُبَيْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنُ جُرَيْجٍ وَالْحَسَنِ . وَقِيلَ : ذَبْحُ الْمَوْتِ . وَقِيلَ : إِذَا نُودِيَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=108اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ) وَقِيلَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=104يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ ) ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17140مَكِّيٌّ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=103وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ) بِالسَّلَامِ عَلَيْهِمْ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : تَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ بِالرَّحْمَةِ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنَ الْقُبُورِ قَائِلِينَ لَهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=103هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) بِالْكَرَامَةِ وَالثَّوَابِ وَالنَّعِيمِ . وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=103لَا يَحْزُنُهُمُ ) مُضَارِعُ أَحْزَنَ وَهِيَ لُغَةُ
تَمِيمٍ ، وَحَزِنَ لُغَةُ
قُرَيْشٍ ، وَالْعَامِلُ فِي ( يَوْمُ لَا يَحْزُنُهُمْ ) وَ ( تَتَلَقَّاهُمْ ) وَأَجَازَ
أَبُو الْبَقَاءِ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنَ الْعَائِدِ الْمَحْذُوفِ فِي ( تُوعَدُونَ ) فَالْعَامِلُ فِيهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=103تُوعَدُونَ ) أَيْ أَيُوعَدُونَهُ أَوْ مَفْعُولًا بِاذْكُرْ أَوْ مَنْصُوبًا بِأَعْنِي . وَأَجَازَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ أَنْ يَكُونَ الْعَامِلُ فِيهِ ( الْفَزَعُ ) وَلَيْسَ بِجَائِزٍ لِأَنَّ ( الْفَزَعُ ) مَصْدَرٌ وَقَدْ وُصِفَ قَبْلَ أَخْذِ مَعْمُولِهِ فَلَا يَجُوزُ مَا
[ ص: 343 ] ذُكِرَ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ ( نَطْوِي ) بِنُونِ الْعَظَمَةِ . وَفِرْقَةٌ مِنْهُمْ
شَيْبَةُ بْنُ نَصَّاحٍ يَطْوِي بِيَاءٍ أَيِ اللَّهُ ،
وَأَبُو جَعْفَرٍ وَفِرْقَةٌ بِالتَّاءِ مَضْمُومَةً وَفَتْحِ الْوَاوِ وَ ( السَّمَاءُ ) رَفْعًا وَالْجُمْهُورُ ( السِّجِلِّ ) عَلَى وَزْنِ الطِّمِرِّ .
nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَصَاحِبُهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12007وَأَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ بِضَمَّتَيْنِ وَشَدِّ اللَّامِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ وَطَلْحَةُ وَأَبُو السِّمَاكِ ( السَّجْلَ ) بِفَتْحِ السِّينِ
وَالْحَسَنُ وَعِيسَى بِكَسْرِهِمَا ، وَالْجِيمُ فِي هَاتَيْنِ الْقِرَاءَتَيْنِ سَاكِنَةٌ وَاللَّامِ مُخَفَّفَةٌ . وَقَالَ
أَبُو عُمَرَ : وَقِرَاءَةُ
أَهْلِ مَكَّةَ مِثْلُ قِرَاءَةِ
الْحَسَنِ . وَقَالَ
مُجَاهِد ( السِّجِلَّ ) الصَّحِيفَةُ . وَقِيلَ : هُوَ مَخْصُوصٌ مِنَ الصُّحُفِ بِصَحِيفَةِ الْعَهْدِ ، وَالْمَعْنَى طَيًّا مِثْلَ طَيِّ السِّجِلِّ ، وَطَيٌّ مَصْدَرٌ مُضَافٌ إِلَى الْمَفْعُولِ ، أَيْ لِيُكْتَبَ فِيهِ أَوْ لِمَا يُكْتَبُ فِيهِ مِنَ الْمَعَانِي الْكَثِيرَةِ ، وَالْأَصْلُ ( كَثِيِّ ) الطَّاوِي ( السِّجِلِّ ) فَحَذَفَ الْفَاعِلَ وَحَذْفُهُ يَجُوزُ مَعَ الْمَصْدَرِ الْمُنْحَلِّ لِحَرْفٍ مَصْدَرِيٍّ وَالْفِعْلِ ، وَقَدَرَّهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ أَيْ كَمَا يُطْوَى السِّجِلُّ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَجَمَاعَةٌ : ( السِّجِلِّ ) مَلَكٌ يَطْوِي كُتُبَ بَنِي
آدَمَ إِذَا رُفِعَتْ إِلَيْهِ . وَقَالَتْ فِرْقَةٌ : هُوَ كَاتِبٌ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَلَى هَذَيْنِ الْقَوْلَيْنِ يَكُونُ الْمَصْدَرُ مُضَافًا لِلْفَاعِلِ . وَقَالَ
أَبُو الْفَضْلِ الرَّازِيُّ : الْأَصَحُّ أَنَّهُ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ . انْتَهَى .
وَقِيلَ : أَصْلُهُ مِنَ الْمُسَاجَلَةِ وَهِيَ مِنْ ( السِّجِلِّ ) وَهُوَ الدَّلْوُ مَلْأَى مَاءً . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : هُوَ رَجُلٌ بِلِسَانِ الْحَبَشِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : لِلْكِتَابِ مُفْرَدًا
وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ ( لِلْكُتُبِ ) جَمْعًا وَسَكَّنَ التَّاءَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=104أَوَّلَ خَلْقٍ ) مَفْعُولُ نُعِيدُ الَّذِي يُفَسِّرُهُ ( نُعِيدُهُ ) وَالْكَافُ مَكْفُوفَةٌ بِمَا ، وَالْمَعْنَى نُعِيدُ أَوَّلَ الْخَلْقِ كَمَا بَدَأْنَاهُ تَشْبِيهًا لِلْإِعَادَةِ بِالْإِبْدَاءِ فِي تَنَاوُلِ الْقُدْرَةِ لَهُمَا عَلَى السَّوَاءِ فَإِنْ قُلْتَ : وَمَا أَوَّلُ الْخَلْقِ حَتَّى يُعِيدَهُ كَمَا بَدَأَهُ قُلْتُ : أَوَّلُهُ إِيجَادُهُ مِنَ الْعَدَمِ ، فَكَمَا أَوْجَدَهُ أَوَّلًا عَنْ عَدَمٍ يُعِيدُهُ ثَانِيًا عَنْ عَدَمٍ . فَإِنْ قُلْتَ : مَا بَالُ خَلْقٍ مُنْكِرًا ؟ قُلْتُ : هُوَ كَقَوْلِكَ : هُوَ أَوَّلُ رَجُلٍ جَاءَنِي تُرِيدُ أَوَّلَ الرِّجَالِ ، وَلَكِنَّكَ وَحَّدْتَهُ وَنَكَّرْتَهُ إِرَادَةَ تَفْصِيلِهِمْ رَجُلًا رَجُلًا فَكَذَلِكَ مَعْنَى ( أَوَّلَ خَلْقٍ ) أَوَّلُ الْخَلَائِقِ لِأَنَّ الْخَلْقَ مَصْدَرٌ لَا يُجْمَعُ وَوَجْهٌ آخَرُ ، وَهُوَ أَنْ يَنْتَصِبَ الْكَافُ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ يُفَسِّرُهُ نُعِيدُهُ وَمَا مَوْصُولَةٌ ، أَيْ نُعِيدُ مِثْلَ الَّذِي بَدَأْنَاهُ ( نُعِيدُهُ ) وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=104أَوَّلَ خَلْقٍ ) ظَرْفٌ لِبَدَأْنَاهُ أَيْ أَوَّلَ مَا خَلَقَ أَوْ حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ الْمَوْصُولِ السَّاقِطِ مِنَ اللَّفْظِ الثَّابِتِ فِي الْمَعْنَى . انْتَهَى .
وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْكَافَ لَيْسَتْ مَكْفُوفَةً كَمَا ذَكَرَ بَلْ هِيَ جَارَّةٌ وَمَا بَعْدَهَا مَصْدَرِيَّةٌ يَنْسَبِكُ مِنْهَا مَعَ الْفِعْلِ مَصْدَرٌ هُوَ فِي مَوْضِعِ جَرٍّ بِالْكَافِ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=104أَوَّلَ خَلْقٍ ) مَفْعُولُ ( بَدَأْنَا ) وَالْمَعْنَى نُعِيدُ أَوَّلَ خَلْقٍ إِعَادَةً مِثْلَ بَدْأَتِنَا لَهُ ، أَيْ كَمَا أَبْرَزْنَاهُ مِنَ الْعَدَمِ إِلَى الْوُجُودِ نُعِيدُهُ مِنَ الْعَدَمِ إِلَى الْوُجُودِ . فِي مَا قَدَّرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ تَهْيِئَةً ( بَدَأْنَا ) لِأَنْ يَنْصِبَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=104أَوَّلَ خَلْقٍ ) عَلَى الْمَفْعُولِيَّةِ . وَقَطْعُهُ عَنْهُ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ تَدْعُو إِلَى ذَلِكَ وَارْتِكَابِ إِضْمَارٍ يُعِيدُ مُفَسَّرًا بِنُعِيدُهُ وَهَذِهِ عُجْمَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، وَمَا قَوْلُهُ : وَوَجْهٌ آخَرُ وَهُوَ أَنْ يَنْتَصِبَ الْكَافُ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ يُفَسِّرُهُ ( نُعِيدُهُ ) فَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا لِأَنَّهُ مَبْنِيٌّ عَلَى أَنَّ الْكَافَ اسْمٌ لَا حَرْفٌ ، فَلَيْسَ مَذْهَبَ الْجُمْهُورِ إِنَّمَا ذَهَبَ إِلَى ذَلِكَ
الْأَخْفَشُ وَكَوْنُهَا اسْمًا عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ غَيْرَ مَخْصُوصٍ بِالشِّعْرِ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : يَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ أَحَدُهُمَا : أَنْ يَكُونَ خَبَرًا عَنِ الْبَعْثِ أَيْ كَمَا اخْتَرَعْنَا الْخَلْقَ أَوَّلًا عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ كَذَلِكَ نُنْشِئُهُمْ تَارَةً أُخْرَى فَنَبْعَثُهُمْ مِنَ الْقُبُورِ . وَالثَّانِي أَنْ يَكُونَ خَبَرًا عَنْ أَنَّ كُلَّ شَخْصٍ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى
[ ص: 344 ] هَيْئَتِهِ الَّتِي خَرَجَ بِهَا إِلَى الدُّنْيَا وَيُؤَيِّدُهُ (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374717يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=104كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ) وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=104كَمَا بَدَأْنَا ) الْكَافُ مُتَعَلِّقَةٌ بِقَوْلِهِ ( نُعِيدُهُ ) . انْتَهَى . وَانْتَصَبَ ( وَعْدًا ) عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولُ مَصْدَرٍ مُؤَكِّدًا لِمَضْمُونِ الْجُمْلَةِ الْخَبَرِيَّةِ قَبْلَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=104إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) تَأْكِيدٌ لِتَحَتُّمِ الْخَبَرِ أَيْ نَحْنُ قَادِرُونَ عَلَى أَنْ نَفْعَلَ وَ ( الزَّبُورِ ) الظَّاهِرُ أَنَّهُ زَبُورُ
دَاوُدَ وَقَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ ، وَمَعْنَى هَذِهِ الْآيَةِ مَوْجُودٌ فِي زَبُورِ
دَاوُدَ وَقَرَأْنَاهُ فِيهِ وَ ( الذِّكْرِ ) التَّوْرَاةُ قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . وَقِيلَ ( الزَّبُورِ ) مَا بَعْدَ التَّوْرَاةِ مِنَ الْكُتُبِ ، وَ ( الذِّكْرِ ) التَّوْرَاةُ ، وَقِيلَ ( الزَّبُورِ ) يَعُمُّ الْكُتُبَ الْمُنَزَّلَةَ وَ ( الذِّكْرِ ) اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ . ( الْأَرْضَ ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : أَرْضُ الْجَنَّةِ . وَقِيلَ : الْأَرْضُ الْمُقَدَّسَةُ ( يَرِثُهَا ) أُمَّةُ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَالْإِشَارَةُ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=106إِنَّ فِي هَذَا ) أَيِ الْمَذْكُورِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ مِنَ الْأَخْبَارِ وَالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ وَالْمَوَاعِظِ الْبَالِغَةِ لَبَلَاغًا كِفَايَةً يَبْلُغُ بِهَا إِلَى الْخَيْرِ . وَقِيلَ : الْإِشَارَةُ إِلَى الْقُرْآنِ جُمْلَةً ، وَكَوْنُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَحْمَةً لِكَوْنِهِ جَاءَهُمْ بِمَا يُسْعِدُهُمْ . ( وَلِلْعَالِمِينَ ) قِيلَ خَاصٌّ بِمَنْ آمَنَ بِهِ . وَقِيلَ : عَامٌّ وَكَوْنُهُ ( رَحْمَةً ) لِلْكَافِرِ حَيْثُ أَخَّرَ عُقُوبَتَهُ ، وَلَمْ يَسْتَأْصِلِ الْكُفَّارَ بِالْعَذَابِ قَالَ مَعْنَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . قَالَ : عُوفِيَ مِمَّا أَصَابَ غَيْرَهُمْ مِنَ الْأُمَمِ مِنْ مَسْخٍ وَخَسْفٍ وَغَرَقٍ وَقَذْفٍ وَأَخَّرَ أَمْرَهُ إِلَى الْآخِرَةِ . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=107وَمَا أَرْسَلْنَاكَ ) لِلْعَالَمِينَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=107إِلَّا رَحْمَةً ) أَيْ هُوَ رَحْمَةٌ فِي نَفْسِهِ وَهُدًى بَيِّنٌ أَخَذَ بِهِ مَنْ أَخَذَ وَأَعْرَضَ عَنْهُ مَنْ أَعْرَضَ . انْتَهَى .
وَلَا يَجُوزُ عَلَى الْمَشْهُورِ أَنْ يَتَعَلَّقَ الْجَارُّ بَعْدَ ( إِلَّا ) بِالْفِعْلِ قَبْلَهَا إِلَّا إِنْ كَانَ الْعَامِلُ مُفَرِّغًا لَهُ نَحْوَ مَا مَرَرْتُ إِلَّا بِزَيْدٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : إِنَّمَا تُقْصِرُ الْحُكْمَ عَلَى شَيْءٍ أَوْ لِقَصْرِ الشَّيْءِ عَلَى حُكْمٍ كَقَوْلِكَ : إِنَّمَا زَيْدٌ قَائِمٌ وَإِنَّمَا يَقُومُ زَيْدٌ وَقَدِ اجْتَمَعَ الْمَثَلَانِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ لِأَنَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=108إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ ) مَعَ فَاعِلِهِ بِمَنْزِلَةِ إِنَّمَا يَقُومُ زَيْدٌ وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=108أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ) بِمَنْزِلَةِ إِنَّمَا زَيْدٌ قَائِمٌ ، وَفَائِدَةُ اجْتِمَاعِهِمَا الدَّلَالَةُ عَلَى أَنَّ الْوَحْيَ إِلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْصُورٌ عَلَى اسْتِئْثَارِ اللَّهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ . انْتَهَى . وَأَمَّا مَا ذَكَرَهُ فِي ( إِنَّمَا ) إِنَّهَا لِقَصْرِ مَا ذَكَرَ فَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى إِنَّمَا لِلْحَصْرِ وَقَدْ قَرَّرْنَا أَنَّهَا لَا تَكُونُ لِلْحَصْرِ ، وَإِنَّمَا مَعَ أَنَّ كَهِيَ مَعَ كَانَ وَمَعَ لَعَلَّ ، فَكَمَا أَنَّهَا لَا تُفِيدُ الْحَصْرَ فِي التَّشْبِيهِ وَلَا الْحَصْرَ فِي التَّرَجِّي فَكَذَلِكَ لَا تُفِيدُهُ مَعَ أَنَّ وَأَمَّا جَعْلُهُ ( أَنَّمَا ) الْمَفْتُوحَةَ الْهَمْزَةِ مِثْلَ مَكْسُوَرِتَهَا يَدُلُّ عَلَى الْقَصْرِ ، فَلَا نَعْلَمُ الْخِلَافَ إِلَّا فِي ( إِنَّمَا ) بِالْكَسْرِ ، وَأَمَّا بِالْفَتْحِ فَحَرْفٌ مَصْدَرِيٌّ يَنْسَبِكُ مَنْهُ مَعَ مَا بَعْدَهَا مَصْدَرٌ ، فَالْجُمْلَةُ بَعْدَهَا لَيْسَتْ جُمْلَةً مُسْتَقِلَّةً ، وَلَوْ كَانَتْ إِنَّمَا دَالَّةٌ عَلَى الْحَصْرِ لَزِمَ أَنْ يُقَالَ إِنَّهُ لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ إِلَّا التَّوْحِيدُ . وَذَلِكَ لَا يَصِحُّ الْحَصْرُ فِيهِ إِذْ قَدْ أَوْحَى لَهُ أَشْيَاءَ غَيْرَ التَّوْحِيدِ وَفِي الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى تَظَافُرِ الْمَنْقُولِ لِلْمَعْقُولِ وَأَنَّ النَّقْلَ أَحَدُ طَرِيقَيِ التَّوْحِيدِ ، وَيَجُوزُ فِي مَا مِنْ ( إِنَّمَا ) أَنْ تَكُونَ مَوْصُولَةً . (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=108فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) اسْتِفْهَامٌ يَتَضَمَّنُ الْأَمْرَ بِإِخْلَاصِ التَّوْحِيدِ وَالِانْقِيَادِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ( آذَنْتُكُمْ ) أَعْلَمْتُكُمْ وَتَتَضَمَّنُ مَعْنَى التَّحْذِيرِ وَالنِّذَارَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=109عَلَى سَوَاءٍ ) لَمْ أَخُصَّ أَحَدًا دُونَ أَحَدٍ ، وَهَذَا الْإِيذَانُ هُوَ إِعْلَامٌ بِمَا يَحِلُّ بِمَنْ تَوَلَّى مِنَ الْعِقَابِ وَغَلَبَةِ الْإِسْلَامِ ، وَلَكِنِّي لَا أَدْرِي مَتَى يَكُونُ ذَلِكَ وَ ( إِنْ ) نَافِيَةٌ وَ ( أَدْرِي ) مُعَلَّقَةٌ وَالْجُمْلَةُ الِاسْتِفْهَامِيَّةُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِأَدْرِي ، وَتَأَخَّرَ الْمُسْتَفْهَمُ عَنْهُ لِكَوْنِهِ فَاصِلَةً إِذْ لَوْ كَانَ التَّرْكِيبُ ( أَقَرِيبٌ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=109مَا تُوعَدُونَ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=109أَمْ بَعِيدٌ ) لَمْ تَكُنْ فَاصِلَةً وَكَثِيرًا مَا يُرَجَّحُ الْحُكْمُ فِي الشَّيْءِ لِكَوْنِهِ فَاصِلَةَ آخِرِ آيَةٍ . وَعَنِ
ابْنِ عَامِرٍ فِي رِوَايَةٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=111وَإِنْ أَدْرِي ) بِفَتْحِ الْيَاءِ فِي الْآيَتَيْنِ تَشْبِيهًا بِيَاءِ الْإِضَافَةِ لَفْظًا ، وَإِنْ كَانَتْ لَامَ الْفِعْلِ وَلَا تُفْتَحُ إِلَّا بِعَامِلٍ ، وَأَنْكَرَ
ابْنُ مُجَاهِدٍ فَتْحَ هَذِهِ الْيَاءِ وَالْمَعْنَى أَنَّهُ تَعَالَى لَمْ يُعْلِمْنِي عِلْمَهُ وَلَمْ يُطْلِعْنِي عَلَيْهِ ، وَاللَّهُ هُوَ الْعَالِمُ الَّذِي لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=111وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ ) أَيْ : لَعَلَّ تَأْخِيرَ هَذَا
[ ص: 345 ] الْمَوْعِدِ امْتِحَانٌ لَكُمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ، أَوْ يَمْتَنِعُ لَكُمْ إِلَى حِينٍ لِيَكُونَ ذَلِكَ حُجَّةً وَلِيَقَعَ الْمَوْعِدُ فِي وَقْتٍ هُوَ حِكْمَةٌ ، وَلَعَلَّ هُنَا مُعَلَّقَةٌ أَيْضًا وَجُمْلَةُ التَّرَجِّي هِيَ مَصَبُّ الْفِعْلِ ، وَالْكُوفِيُّونَ يُجْرُونَ لَعَلَّ مَجْرَى هَلْ ، فَكَمَا يَقَعُ التَّعْلِيقُ عَنْ هَلْ كَذَلِكَ عَنْ لَعَلَّ ، وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا ذَهَبَ إِلَى أَنَّ لَعَلَّ مِنْ أَدَوَاتِ التَّعْلِيقِ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ ظَاهِرًا فِيهَا كَقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=3وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ) وَقِيلَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=111إِلَى حِينٍ ) إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . وَقِيلَ : إِلَى يَوْمِ
بَدْرٍ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ ( قُلْ رَبِّ ) أَمَرُوا بِكَسْرِ الْبَاءِ . وَقَرَأَ
حَفْصٌ قَالَ ،
وَأَبُو جَعْفَرٍ ( رَبُّ ) بِالضَّمِّ . قَالَ صَاحِبُ اللَّوَامِحِ : عَلَى أَنَّهُ مُنَادًى مُفْرَدٌ وَحُذِفَ حَرْفُ النِّدَاءِ فِيمَا جَازَ أَنْ يَكُونَ وَصْفًا لِأَيِّ بَعِيدٍ بَابُهُ الشِّعْرُ . انْتَهَى .
وَلَيْسَ هَذَا مِنْ نِدَاءِ النَّكِرَةِ الْمُقْبِلِ عَلَيْهَا بَلْ هَذَا مِنَ اللُّغَاتِ الْجَائِزَةِ فِي يَا غُلَامِي ، وَهِيَ أَنْ تَبْنِيَهُ عَلَى الضَّمِّ وَأَنْتَ تَنْوِي الْإِضَافَةَ لَمَّا قَطَعْتَهُ عَنِ الْإِضَافَةِ وَأَنْتَ تُرِيدُهَا بَنْيَتَهُ ، فَمَعْنَى ( رَبِّ ) يَا رَبِّي . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ ( احْكُمْ ) عَلَى الْأَمْرِ مِنْ حَكَمَ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةُ وَالْجَحْدَرِيُّ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ ( رَبِّي ) بِإِسْكَانِ الْيَاءِ أَحْكَمُ جَعَلَهُ أَفْعَلَ التَّفْضِيلِ فَرَبِّي أَحْكَمُ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ . وَقَرَأَتْ فِرْقَةٌ : أَحْكَمَ فِعْلًا مَاضِيًا . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ ( تَصِفُونَ ) بِتَاءِ الْخِطَابِ . وَرُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ عَلَى
أُبَيٍّ عَلَى مَا يَصِفُونَ بِيَاءِ الْغَيْبَةِ ، وَرُوِيَتْ عَنِ
ابْنِ عَامِرٍ وَعَاصِمٍ .