الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            14193 - وعن أبي هريرة : أن أعرابيا جاء إلى رسول الله يستعينه في شيء قال عكرمة : أراه في دم ، فأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا ، ثم قال : " أحسنت إليك ؟ " . قال الأعرابي : لا ، ولا أجملت . فغضب بعض المسلمين ، وهموا أن يقوموا إليه . فأشار النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم : أن كفوا . فلما قام النبي - صلى الله عليه وسلم - وبلغ إلى منزله دعا الأعرابي إلى البيت ، فقال له : [ ص: 16 ] " إنك جئتنا ، فسألتنا فأعطيناك ، فقلت ما قلت " . فزاده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا ، فقال : " أحسنت إليك ؟ " . فقال الأعرابي : نعم فجزاك الله من أهل وعشير خيرا . فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إنك كنت جئتنا فسألتنا فأعطيناك ، فقلت ما قلت وفي نفس أصحابي عليك من ذلك شيء ، فإذا جئت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب عن صدورهم " . قال : نعم . قال : فلما جاء الأعرابي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن صاحبكم كان جاءنا ، فسألنا فأعطيناه ، فقال ما قال ، وإنا قد دعوناه فأعطيناه فزعم أنه قد رضي أكذاك ؟ " . قال الأعرابي : نعم ، فجزاك الله من أهل وعشير خيرا . قال أبو هريرة : فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة فشردت عليه ، فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفورا ، فقال صاحب الناقة : خلوا بيني وبين ناقتي فأنا أرفق بها وأعلم بها ، فتوجه إليها صاحب الناقة فأخذ لها من قشام الأرض ، ودعاها حتى جاءت واستجابت ، وشد عليها رحلها واستوى عليها ، ولو أني أطعتكم حيث قال ما قال دخل النار " .

                                                                                            رواه البزار ، وفيه إبراهيم بن الحكم بن أبان وهو متروك .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية