الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            36 - 58 - 3 - ( باب تخييره - صلى الله عليه وسلم - بين الدنيا والآخرة )

                                                                                            14247 - عن أبي مويهبة - مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جوف الليل فقال : " يا أبا مويهبة ، إني قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع ، فانطلق معي " . فانطلقت معه ، فلما وقف بين أظهرهم قال : " السلام عليكم يا أهل المقابر ، ليهنكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه ، لو تعلمون ما نجاكم الله منه : أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، يتبع آخرها أولها ، الآخرة شر من الأولى " . ثم أقبل علي ، فقال : " يا أبا مويهبة ، إني قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ، ثم الجنة ، وخيرت بين ذلك ، وبين لقاء ربي - عز وجل - والجنة " . قال : قلت : بأبي أنت وأمي ، فخذ مفاتيح الدنيا والخلد فيها ، ثم الجنة . قال : " لا والله يا أبا مويهبة ، لقد اخترت لقاء ربي ، ثم الجنة " .

                                                                                            ثم استغفر لأهل البقيع ، ثم انصرف . فبدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجعه الذي قبضه الله - عز وجل - حين أصبح .

                                                                                            14248 - وفي رواية عنه أيضا قال : أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يصلي على أهل البقيع ، فصلى عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات ، فلما كانت الثالثة قال : " يا أبا مويهبة ، أسرج لي دابتي " . قال : فركب ومشيت حتى انتهى إليهم ، فنزل عن دابته ، وأمسكت الدابة
                                                                                            . قلت : فذكر نحوه .

                                                                                            رواه أحمد والطبراني بإسنادين ، ورجال أحدهما ثقات ، إلا أن الإسناد الأول : عن عبيد بن جبير ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن أبي مويهبة ، والثاني : عن عبيد بن جبير ، عن أبي مويهبة .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية