الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1877 ) فصل : وتضم ثمرة العام الواحد بعضها إلى بعض ، سواء اتفق وقت إطلاعها وإدراكها ، أو اختلف ، فيقدم بعضها على بعض في ذلك . ولو أن الثمرة جذت ثم أطلعت الأخرى وجذت ، ضمت إحداهما إلى الأخرى . فإن كان له نخل يحمل في السنة حملين ، ضم أحدهما إلى الآخر . وقال القاضي : لا يضم .

                                                                                                                                            وهو قول الشافعي ; لأنه حمل ينفصل عن الأول ، فكان حكمه حكم حمل عام آخر . وإن كان له نخل يحمل مرة ، ونخل يحمل مرتين ، ضممنا الحمل الأول إلى الحمل المنفرد ، ولم يجب في الثاني شيء ، إلا أن يبلغ بمفرده نصابا . والصحيح أن أحد الحملين يضم إلى الآخر . ذكره أبو الخطاب وابن عقيل ; لأنهما ثمرة عام واحد ، فيضم بعضها إلى بعض ، كزرع العام الواحد ، وكالذرة التي تنبت ، مرتين ، ولأن الحمل الثاني يضم إلى الحمل المنفرد لو لم يكن حمل أول ، فكذلك إذا كان ، فإن وجود الحمل الأول لا يصلح أن يكون مانعا ، بدليل حمل الذرة الأول ، وما ذكره من الانفصال يبطل بالذرة .

                                                                                                                                            والله أعلم بالصواب .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية