الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة [ ص: 21 ] أكبر درجات وأكبر تفضيلا لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: " كلا نمد هؤلاء " قال الزجاج: " كلا " منصوب بـ " نمد " ، " هؤلاء " بدل من " كل " ، والمعنى: نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك . قال المفسرون: كلا نعطي من الدنيا، البر والفاجر، والعطاء هاهنا: الرزق، والمحظور: الممنوع، والمعنى: أن الرزق يعم المؤمن والكافر، والآخرة للمتقين خاصة . ( انظر ) يا محمد، " كيف فضلنا بعضهم على بعض " وفيما فضلوا فيه قولان:

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: الرزق، منهم مقل ومنهم مكثر .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: الرزق والعمل، فمنهم موفق لعمل صالح، ومنهم ممنوع من ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: " لا تجعل مع الله إلها آخر " الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمعنى عام لجميع المكلفين . والمخذول: الذي لا ناصر له، والخذلان: ترك العون . قال مقاتل: نزلت حين دعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملة آبائه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية