الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
قوله تعالى: ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما

348 - أخرج ابن أبي حاتم وأبو يعلى بسند جيد عن ابن عباس قال خرج ضمرة بن جندب من بيته مهاجرا فقال لأهله احملوني فأخرجوني من أرض المشركين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمات في الطريق قبل أن يصل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فنزل الوحي ومن يخرج من بيته مهاجرا

349 - وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير عن أبي ضمرة الزرقي وكان بمكة فلما نزلت إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة فقال إني لغني وإني لذو حيلة فتجهز يريد النبي - صلى الله عليه وسلم - فأدركه الموت بالتنعيم فنزلت هذه الآية ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله

350 - وأخرج ابن جرير نحو ذلك من طرق سعيد بن جبير وعكرمة وقتادة والسدي والضحاك وغيرهم وسمي في بعضها ضمرة بن العيص أو العيص بن ضمرة وفي بعضها جندب بن ضمرة الجندعي وفي بعضها الضمري وفي بعضها رجل من بني ضمرة وفي بعضها رجل من بني خزاعة وفي بعضها رجل من بني ليث وفي بعضها من بني كنانة وفي بعضها من بني بكر

351 - وأخرج ابن سعد في الطبقات عن يزيد بن عبد الله بن قسط أن جندع بن ضمرة الضمري كان بمكة فمرض فقال لبنيه أخرجوني من مكة فقد قتلني غمها فقالوا إلى أين فأومأ بيده نحو المدينة يريد الهجرة فخرجوا به فلما بلغوا أضاة بني غفار مات فأنزل الله فيه ومن يخرج من بيته مهاجرا الآية [ ص: 84 ]

352 - ك : وأخرج ابن أبي حاتم وابن منده والباوردي في " الصحابة " عن هشام بن عروة عن أبيه أن الزبير بن العوام قال هاجر خالد بن حزام إلى أرض الحبشة فنهشته حية في الطريق فمات فنزلت فيه ومن يخرج من بيته مهاجرا

353 - وأخرج الأموي في مغازيه عن عبد الملك بن عمير قال لما بلغ أكثم بن صيفي مخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - أراد أن يأتيه فأبى قومه أن يدعوه قال فليأت من يبلغه عني ويبلغني عنه فانتدب له رجلان فأتيا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالا نحن رسلأكثم بن صيفي وهو يسألك من أنت وما أنت وبم جئت؟ قال أنا محمد بن عبد الله وأنا عبد الله ورسوله ثم تلا عليهم إن الله يأمر بالعدل والإحسان الآية فأتيا أكثم فقالا له ذلك قال: أي قوم إنه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها فكونوا في هذا الأمر رؤساء ولا تكونوا فيه أذنابا فركب بعيره متوجها إلى المدينة فمات في الطريق فنزلت فيه ومن يخرج من بيته مهاجرا الآية ، مرسل إسناده ضعيف

354 - وأخرج أبوحاتم في كتاب المعمرين من طريقين عن ابن عباس أنه سئل عن هذه الآية فقال نزلت في أكثم بن صيفي قيل فأين الليثي ؟ قال هذا قبل الليثي بزمان وهي خاصة

التالي السابق


الخدمات العلمية