الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            15267 - وعن ابن مسعود قال : أول شيء علمت من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدمت مكة في عمومة لي ، فأرشدنا على العباس بن عبد المطلب ، فانتهينا إليه وهو جالس في زمزم ، فجلسنا إليه ، فبينا نحن عنده أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة ، له وفرة جعدة إلى أطراف أذنيه ، أشم ، أقنى الأنف ، براق الثنايا ، أدعج العينين ، كث اللحية ، دقيق المسربة ، شثن الكفين والقدمين ، عليه ثوبان أبيضان ، كأنه القمر ليلة البدر ، يمشي عن يمينه غلام أمرد ، حسن الوجه ، مراهق أو محتلم ، تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها ، حتى قصد نحو الحجر فاستلمه ، ثم استلمه الغلام واستلمت المرأة ، ثم طاف بالبيت سبعا ، والغلام والمرأة يطوفون معه ، ثم استلم الركن ، ورفع يديه وكبر ، وقام الغلام عن يمينه ، ورفع يديه وكبر ، وقامت المرأة خلفهما ، ورفعت يديها وكبرت ، وأطال القنوت ، ثم ركع فأطال الركوع ، ثم رفع رأسه من الركوع ، فقنت وهو قائم ، ثم سجد وسجد الغلام والمرأة معه ، يصنعان مثل ما يصنع يتبعانه .

                                                                                            قال : فرأينا شيئا لم نكن نعرفه بمكة ، فأنكرنا ، فأقبلنا على العباس ، فقلنا : يا أبا الفضل ، إن هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم ، أشيء حدث ؟ قال : أجل والله ، أما تعرفون هذا ؟ قلنا : لا . قال : هذا ابن أخي محمد بن عبد الله ، والغلام علي بن أبي طالب ، والمرأة : خديجة بنت خويلد ، أما والله ما على ظهر الأرض أحد يعبد الله على هذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة
                                                                                            . رواه الطبراني ، وفيه اثنان أحدهما : يحيى بن حاتم ولم أعرفه ، والآخر : بشر بن مهران ، وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم ، وبقية رجاله ثقات .

                                                                                            وقد تقدم [ ص: 223 ] هذا من حديث عفيف الكندي . رواه أحمد وغيره ، ورجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية