الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 273 - 275 ] ( وما تراه المرأة من الحمرة والصفرة والكدرة في أيام الحيض حيض ) حتى ترى البياض خالصا ( وقال أبو يوسف رحمه الله : لا تكون الكدرة حيضا إلا بعد الدم ) ; لأنه لو كان من الرحم لتأخر خروج الكدر عن الصافي ، ولهما ما روي أن عائشة رضي الله عنهاجعلت ما سوى البياض الخالص حيضا ، وهذا لا يعرف إلا سماعا ، وفم الرحم منكوس فيخرج الكدر أولا ، كالجرة إذا ثقب أسفلها . وأما الخضرة ، فالصحيح أن المرأة إذا كانت من ذوات الأقراء تكون حيضا ، ويحمل على فساد الغذاء ، وإن كانت كبيرة لا ترى غير الخضرة تحمل [ ص: 276 ] على فساد المنبت فلا تكون حيضا .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        قوله : روي أن عائشة رضي الله عنهاجعلت ما سوى البياض الخالص حيضا ، قلت : روى مالك وعنه محمد بن الحسن في " موطأيهما " عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه مولاة عائشة ، قالت : كان النساء يبعثن إلى عائشة بالدرجة فيها الكرسف فيه الصفرة من دم الحيضة يسألنها عن الصلاة ، فتقول لهن : لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء " تريد بذلك الطهر من الحيضة " انتهى .

                                                                                                        ورواه عبد الرزاق في " مصنفه " أخبرنا معمر عن علقمة بن أبي علقمة به سواء . وأخرجه البخاري في " صحيحه " تعليقا ، ولفظه قال : وكن النساء يبعثن إلى عائشة بالكرسف فيه الصفرة ، فتقول : لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء انتهى . [ ص: 276 ]

                                                                                                        { حديث آخر } : روى ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر ، قالت : كنا في حجرها مع بنات ابنها ، فكانت إحدانا تطهر ، ثم تصلي ، ثم تنكسر بالصفرة اليسيرة ، فتسألها ، فتقول : اعتزلن الصلاة ما رأيتن ذلك حتى لا ترين إلا البياض خالصا انتهى .

                                                                                                        حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن يحيى بن سعيد عن ريطة مولاة عمرة عن عمرة أنها كانت تقول للنساء : إذا أدخلت إحداكن الكرسفة فخرجت متغيرة ، فلا تصلي حتى لا ترى شيئا ، انتهى .




                                                                                                        الخدمات العلمية