الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            15551 - وعن قيس بن مروان قال : جاء رجل إلى عمر وهو بعرفة ، فقال : يا أمير المؤمنين ، جئت من الكوفة وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلب . قال : فغضب عمر ، وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرحل ، فقال : ويحك ! من هو ؟ فقال : عبد الله بن مسعود ، فما زال عمر يطفئ ويسري عنه الغضب حتى عاد إلى حاله التي كان عليها ، فقال : ويحك ! والله ما أعلمه بقي أحد من الناس هو أحق بذلك منه ، وسأحدثك عن ذلك : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة كذلك لأمر من أمر المسلمين ، وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه ، ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي ونحن نمشي معه ، فإذا رجل قائم يصلي في المسجد ، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستمع قراءته ، فلما كدنا نعرف الرجل قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد " . قال : ثم جلس الرجل يدعو ، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " سل تعطه " . قال عمر : فقلت : والله لأعودن إليه فلأبشرنه . قال : فغدوت إليه لأبشره ، فوجدت أبا بكر قد سبقني فبشره ، فلا والله ما سابقته إلى خير قط إلا سبقني إليه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية