الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : قل ادعوا الله الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بالدعاء، فجعل يقول : "يا ألله، يا رحمن" . فسمعه أهل مكة فأقبلوا عليه، فأنزل الله : قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن مردويه ، عن ابن عباس قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ذات يوم، فدعا الله فقال في دعائه : "يا ألله، يا رحمن" . فقال المشركون : انظروا إلى هذا الصابئ، ينهانا أن ندعو إلهين وهو يدعو إلهين . فأنزل الله : قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في حرث في يده جريدة، فسأله اليهود عن الرحمن، وكان لهم كاهن باليمامة يسمونه الرحمن، فأنزلت : قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن مكحول : أن النبي كان يتهجد بمكة ذات ليلة يقول في سجوده : "يا رحمن يا رحيم" . فسمعه رجل من المشركين، فلما [ ص: 462 ] أصبح قال لأصحابه : انظروا ما قال ابن أبي كبشة! يدعو الليلة الرحمن الذي باليمامة - وكان باليمامة رجل يقال له : رحمن – فنزلت : قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي في "الدلائل"، من طريق نهشل بن سعيد، عن الضحاك ، عن ابن عباس قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله : قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى إلى آخر الآية . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "هو أمان من السرق" . وإن رجلا من الهاجرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تلاها حيث أخذ مضجعه، فدخل عليه سارق فجمع ما في البيت وحمله والرجل ليس بنائم، حتى انتهى إلى الباب فوجد الباب مردودا، فوضع الكارة، ففعل ذلك ثلاث مرات، فضحك صاحب الدار ثم قال : إني أحصنت بيتي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد : أيا ما تدعوا قال : بشيء من أسمائه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية