الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
17065 [ ص: 237 ] 7564 - (17519) - (4\166) عن عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، أخبره أن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، أخبره: أنه اجتمع ربيعة بن الحارث وعباس بن عبد المطلب، فقالا: والله لو بعثنا هذين الغلامين - فقال لي وللفضل بن عباس - إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرهما على هذه الصدقات، فأديا ما يؤدي الناس، وأصابا ما يصيب الناس من المنفعة، فبينما هما في ذلك، جاء علي بن أبي طالب، فقال: ماذا تريدان؟ فأخبراه بالذي أرادا، قال: فلا تفعلا، فوالله ما هو بفاعل، فقال: لم تصنع هذا؟ فما هذا منك إلا نفاسة علينا، لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونلت صهره، فما نفسنا ذلك عليك. قال: فقال: أنا أبو حسن أرسلوهما. ثم اضطجع.

قال: فلما صلى الظهر، سبقناه إلى الحجرة، فقمنا عندها حتى مر بنا، فأخذ بأيدينا، ثم قال: " أخرجا ما تصرران " ودخل فدخلنا معه، وهو حينئذ في بيت زينب بنت جحش، قال: فكلمناه، فقلنا: يا رسول الله، جئناك لتؤمرنا على هذه الصدقات فنصيب ما يصيب الناس من المنفعة، ونؤدي إليك ما يؤدي الناس. قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفع رأسه إلى سقف البيت حتى أردنا أن نكلمه، قال: فأشارت إلينا زينب من وراء حجابها كأنها تنهانا عن كلامه، وأقبل فقال: " ألا إن الصدقة لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمد، إنما هي أوساخ الناس. ادعوا لي محمية بن جزء - وكان على العشر - وأبا سفيان بن الحارث " فأتيا، فقال لمحمية: " أصدق عنهما من الخمس " .


التالي السابق


* قوله : "فأمرهما ": من التأمير .

* "نفاسة ": أي: حسد.

* "نلت ": - بكسر النون - من النيل; أي: بلغت.

* "صهره ": - بكسر الصاد - ;أي: حرمة التزويج . [ ص: 238 ]

* "فما نفسنا": - بكسر الفاء - ، يقال: نفست عليه بالشيء نفاسة: إذا لم تره أهلا.

* "ثم اضطجع ": أي: علي.

* "فلما صلى ": أي: النبي صلى الله عليه وسلم

* "ما تصرران؟ ": - بصاد مهملة وراءين أولاهما مشددة - أي: ما تكتمان وما تضمران من الكلام، أو ما تجمعانه في صدوركما؟

* "بن جزء ": - بجيم مفتوحة ثم راء معجمة ساكنة ثم همزة - .

* * *




الخدمات العلمية