[ ص: 156 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29024والنجم إذا هوى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=2ما ضل صاحبكم وما غوى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=3وما ينطق عن الهوى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=4إن هو إلا وحي يوحى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=5علمه شديد القوى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=6ذو مرة فاستوى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=7وهو بالأفق الأعلى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8ثم دنا فتدلى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=9فكان قاب قوسين أو أدنى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10فأوحى إلى عبده ما أوحى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=11ما كذب الفؤاد ما رأى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=12أفتمارونه على ما يرى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=13ولقد رآه نزلة أخرى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=14عند سدرة المنتهى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=15عندها جنة المأوى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=16إذ يغشى السدرة ما يغشى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=17ما زاغ البصر وما طغى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=18لقد رأى من آيات ربه الكبرى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=19أفرأيتم اللات والعزى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=20ومناة الثالثة الأخرى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=21ألكم الذكر وله الأنثى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=22تلك إذا قسمة ضيزى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=23إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=24أم للإنسان ما تمنى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=25فلله الآخرة والأولى ) .
[ ص: 157 ] هذه السورة مكية . ومناسبتها لآخر ما قبلها ظاهرة ، لأنه قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=33أم يقولون تقوله ) : أي اختلق القرآن ، ونسبوه إلى الشعر وقالوا : هو كاهن ومجنون ; فأقسم تعالى أنه ، صلى الله عليه وسلم ، ما ضل ، وأن ما يأتي به هو وحي من الله ، وهي أول سورة أعلن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بها في الحرم ، والمشركون يستمعون ، فيها سجد وسجد معه المؤمنون والمشركون والجن والإنس غير أبي لهب ، فإنه رفع حفنة من تراب إلى جبهته وقال : يكفي هذا . وسبب نزولها قول المشركين : إن محمدا ، صلى الله عليه وسلم ، يختلق القرآن . وأقسم تعالى بالنجم ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء والقاضي
nindex.php?page=showalam&ids=17150منذر بن سعيد : هو الجملة من القرآن إذا نزلت ، وقد نزل منجما في عشرين سنة . وقال
الحسن ومعمر بن المثنى : هو هنا اسم جنس ، والمراد النجوم إذا هوت : أي غربت ، قال الشاعر :
فباتت تعد النجم في مستجره سريع بأيدي الآكلين حمودها
أي : تعد النجوم . وقال
الحسن وأبو حمزة الثمالي : النجوم إذا انتثرت في القيامة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا : هو انقض في أثر الشياطين ، وهذا تساعده اللغة . وقال
الأخفش : والنجم إذا طلع ، وهويه : سقوطه على الأرض . وقال
ابن جبير : الصادق هو النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وهويه : نزوله ليلة المعراج . وقيل : النجم معين . فقال
مجاهد وسفيان : هو الثريا ، وهويها : سقوطها مع الفجر ، وهو علم عليها بالغلبة ، ولا تقول العرب النجم مطلقا إلا للثريا ، ومنه قول العرب :
طلع النجم عشاء فابتغى الراعي كساء
طلع النجم غديه فابتغى الراعي كسيه
وقيل : الشعرى ، وإليها الإشارة بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=49وأنه هو رب الشعرى ) ، والكهان والمنجمون يتكلمون على المغيبات عند طلوعها . وقيل : الزهرة ، وكانت تعبد . وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=1والنجم ) : هم الصحابة . وقيل : العلماء مفرد أريد به الجمع ، وهو في اللغة خرق الهوى ومقصده السفل ، إذ مصيره إليه ، وإن لم يقصد إليه . وقال الشاعر :
هوي الدلو أسلمها الرشاء
ومنه : هوى العقاب . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=2صاحبكم ) : هو
محمد رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، والخطاب
لقريش : أي هو مهتد راشد ، وليس كما تزعمون من نسبتكم إياه إلى الضلال والغي . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=3وما ينطق ) : أي الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=3عن الهوى ) : أي عن هوى نفسه ورأيه . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=4إن هو إلا وحي ) من عند الله ، ( يوحى ) إليه . وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=3وما ينطق ) : أي القرآن ، عن هوى وشهوة ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=29هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق ) . ( إن هو ) : أي الذي ينطق به . أو ( إن هو ) : أي القرآن . ( علمه ) : الضمير عائد على الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، فالمفعول الثاني محذوف ، أي علمه الوحي . أو على القرآن ، فالمفعول الأول محذوف ، أي علمه الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=5شديد القوى ) : هو
جبريل ، وهو مناسب للأوصاف التي بعده ، وقاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وقتادة والربيع . وقال
الحسن : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=5شديد القوى ) : هو الله تعالى ، وهو بعيد .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=6ذو مرة ) : ذو قوة ، ومنه لا تحل الصدقة لغني ، ولا لذي مرة سوي . وقيل : ذو هيئة حسنة . وقيل : هو جسم طويل حسن . ولا يناسب هذان القولان إلا إذا كان شديد القوى هو
جبريل عليه السلام . ( فاستوى ) : الضمير لله في قول
الحسن ، وكذا (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=7وهو بالأفق الأعلى ) لله تعالى ، على معنى العظمة والقدرة والسلطان . وعلى قول الجمهور : ( فاستوى ) : أي
جبريل في الجو ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=7وهو بالأفق الأعلى ) ، إن رآه الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، بحراء قد سد الأفق له ستمائة جناح ، وحينئذ دنا من
محمد حتى كان قاب قوسين ، وكذلك هو المرئي في النزلة الأخرى بستمائة جناح عند السدرة ، قاله
الربيع nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري :
[ ص: 158 ] nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء : المعنى فاستوى
جبريل ; وقوله : ( وهو ) ، يعني
محمدا ، صلى الله عليه وسلم ، وفي هذا التأويل العطف على الضمير المرفوع من غير فصل ، وهو مذهب الكوفيين . وقد يقال : الضمير في استوى للرسول ، وهو
لجبريل ، والأعلى لعمة الرأس وما جرى معه . وقال
الحسن وقتادة : هو أفق مشرق الشمس .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ( فاستوى ) : فاستقام على صورة نفسه الحقيقية دون الصورة التي كان يتمثل بها كلما هبط بالوحي ، وكان ينزل في صورة
دحية ، وذلك أن الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، أحب أن يراه في صورته التي جبل عليها ، فاستوى له بالأفق الأعلى ، وهو أفق الشمس ، فملأ الأفق . وقيل : ما رآه أحد من الأنبياء في صورته الحقيقية غير
محمد ، صلى الله عليه وسلم ، مرة في الأرض ، ومرة في السماء . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8ثم دنا ) من رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8فتدلى ) : فتعلق عليه في الهوى . وكان مقدار مسافة قربه منه مثل (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=9قاب قوسين ) ، فحذفت هذه المضافات ، كما قال
أبو علي في قوله :
وقد جعلتني من خزيمة أصبعا
أي : ذا مسافة مقدار أصبع ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=9أو أدنى ) على تقديركم ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=147أو يزيدون ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10إلى عبده ) : أي إلى
عبد الله ، وإن لم يجر لاسمه عز وجل ذكر ، لأنه لا يلبس ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=45ما ترك على ظهرها ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10ما أوحى ) : تفخيم للوحي الذي أوحي إليه قبل . انتهى . وقال
ابن عطية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8ثم دنا ) ، قال الجمهور : أي
جبريل إلى
محمد ، عليهما الصلاة والسلام ، عند حراء . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وأنس في حديث الإسراء : ما يقتضي أن الدنو يستند إلى الله تعالى . وقيل : كان الدنو إلى جبريل . وقيل : إلى الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، أي دنا وحيه وسلطانه وقدرته ، والصحيح أن جميع ما في هذه الآيات هو مع
جبريل بدليل قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=13ولقد رآه نزلة أخرى ) ، فإنه يقتضي نزلة متقدمة . وما روي أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، رأى ربه قبل ليلة الإسراء . ودنا أعم من تدلى ، فبين هيئة الدنو كيف كانت قاب قدر ، قال
قتادة وغيره : معناه من طرف العود إلى طرفه الآخر . وقال
الحسن ومجاهد : من الوتر إلى العود في وسط القوس عند المقبض . وقال
أبو رزين : ليست بهذه القوس ، ولكن قدر الذراعين . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أن القوس هنا ذراع تقاس به الأطوال . وذكر الثعلبي أنه من لغة الحجاز .
( فأوحى ) : أي الله ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10إلى عبده ) : أي الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10إلى عبده ) جبريل ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10ما أوحى ) : إبهام على جهة التعظيم والتفخيم ، والذي عرف من ذلك فرض الصلوات . وقال
الحسن : فأوحى
جبريل إلى
عبد الله ، محمد ، صلى الله عليه وسلم ، ما أوحى ، كالأول في الإبهام . وقال
ابن زيد : فأوحى
جبريل إلى عبد الله ،
محمد ، صلى الله عليه وسلم ، ما أوحاه الله تعالى إلى
جبريل عليه السلام . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10ما أوحى ) : أوحى إليه أن الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها ، وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=11ما كذب ) فؤاد
محمد ، صلى الله عليه وسلم ، ما رآه ببصره من صورة
جبريل : أي ما قال فؤاده لما رآه لم أعرفك ، يعني أنه رآه بعينه وعرفه بقلبه ، ولم يشك في أن ما رآه حق . انتهى . وقرأ الجمهور : ما كذب مخففا ، على معنى : لم يكذب قلب
محمد ، صلى الله عليه وسلم ، الشيء الذي رآه ، بل صدقه وتحققه نظرا ، وكذب يتعدى . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وأبو صالح : رأى
محمد ، صلى الله عليه وسلم ، الله تعالى بفؤاده . وقيل : ما رأى بعينه لم يكذب ذلك قلبه ، بل صدقه وتحققه ، ويحتمل أن يكون التقدير فيما رأى .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=16850وكعب الأحبار : أن
محمدا ، صلى الله عليه وسلم ، رأى ربه بعيني رأسه ، وأبت ذلك
عائشة رضي الله تعالى عنها ، وقالت : أنا سألت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، عن هذه الآيات ، فقال لي : "
هو جبريل عليه السلام فيها كلها " . وقال
الحسن : المعنى ما رأى من مقدورات الله تعالى وملكوته . وسأل
أبو ذر رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : هل رأيت ربك ؟ فقال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374911نور أنى أراه " . وحديث
عائشة قاطع لكل تأويل في اللفظ ، لأن قول غيرها إنما هو
[ ص: 159 ] منتزع من ألفاظ القرآن ، وليست نصا في الرؤية بالبصر ، بل ولا بغيره . وقرأ
أبو رجاء وأبو جعفر وقتادة والجحدري وخالد بن إلياس وهشام عن
ابن عامر : ما كذب مشددا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب الأحبار : إن الله قسم الرؤية والكلام بين
محمد وموسى عليهما الصلاة والسلام ، فكلم
موسى مرتين ، ورآه
محمد ، صلى الله عليه وسلم ، مرتين . وقالت
عائشة رضي الله تعالى عنها : لقد وقف شعري من سماع هذا ، وقرأت : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) ، وذهبت هي
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود وقتادة والجمهور إلى أن المرئي مرتين هو
جبريل ، مرة في الأرض ، ومرة عند سدرة المنتهى .
وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=12أفتمارونه ) : أي أتجادلونه على شيء رآه ببصره وأبصره ، وعدي بعلى لما في الجدال من المغالبة ، وجاء يرى بصيغة المضارع ، وإن كانت الرؤية قد مضت ، إشارة إلى ما يمكن حدوثه بعد . وقرأ
علي وعبد الله nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس والجحدري ويعقوب nindex.php?page=showalam&ids=13220وابن سعدان وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : بفتح التاء وسكون الميم ، مضارع مريت : أي جحدت ، يقال : مريته حقه ، إذا جحدته ، قال الشاعر :
لئن سخرت أخا صدق ومكرمة لقد مريت أخا ما كان يمريكا
وعدى بعلى على معنى التضمين . وكانت
قريش حين أخبرهم ، صلى الله عليه وسلم ، بأمره في الإسراء ، كذبوا واستخفوا ، حتى وصف لهم
بيت المقدس وأمر عيرهم وغير ذلك مما هو مستقصى في حديث الإسراء . وقرأ
عبد الله فيما حكى
ابن خالويه nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي فيما ذكر شعبة : بضم التاء وسكون الميم ، مضارع أمريت . قال
أبو حاتم : وهو غلط . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=13ولقد رآه ) : الضمير المنصوب عائد على
جبريل عليه السلام ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وعائشة ومجاهد والربيع . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=13نزلة أخرى ) : أي مرة أخرى ، أي نزل عليه
جبريل عليه السلام مرة أخرى في صورة نفسه ، فرآه عليها ، وذلك ليلة المعراج . وأخرى تقتضي نزلة سابقة ، وهي المفهومة من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8ثم دنا )
جبريل ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8فتدلى ) : وهو الهبوط والنزول من علو . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وكعب الأحبار : الضمير عائد على الله ، على ما سبق من قولهما أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، رأى ربه مرتين . وانتصب " نزلة " ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : نصب الظرف الذي هو مرة ، لأن الفعلة اسم للمرة من الفعل . وقال
الحوفي وابن عطية : مصدر في موضع الحال .
[ ص: 156 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29024وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=2مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=3وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=4إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=5عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=6ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=7وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=9فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=11مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=12أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=13وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=14عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=15عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=16إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=17مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=18لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=19أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=20وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=21أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=22تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=23إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=24أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=25فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى ) .
[ ص: 157 ] هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ . وَمُنَاسَبَتُهَا لِآخِرِ مَا قَبْلَهَا ظَاهِرَةٌ ، لِأَنَّهُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=33أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ ) : أَيِ اخْتَلَقَ الْقُرْآنَ ، وَنَسَبُوهُ إِلَى الشِّعْرِ وَقَالُوا : هُوَ كَاهِنٌ وَمَجْنُونٌ ; فَأَقْسَمَ تَعَالَى أَنَّهُ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَا ضَلَّ ، وَأَنَّ مَا يَأْتِي بِهِ هُوَ وَحْيٌ مِنَ اللَّهِ ، وَهِيَ أَوَّلُ سُورَةٍ أَعْلَنَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِهَا فِي الْحَرَمِ ، وَالْمُشْرِكُونَ يَسْتَمِعُونَ ، فِيهَا سَجَدَ وَسَجَدَ مَعَهُ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ غَيْرَ أَبِي لَهَبٍ ، فَإِنَّهُ رَفَعَ حَفْنَةً مِنْ تُرَابٍ إِلَى جَبْهَتِهِ وَقَالَ : يَكْفِي هَذَا . وَسَبَبُ نُزُولِهَا قَوْلُ الْمُشْرِكِينَ : إِنَّ مُحَمَّدًا ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَخْتَلِقُ الْقُرْآنَ . وَأَقْسَمَ تَعَالَى بِالنَّجْمِ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ وَالْقَاضِي
nindex.php?page=showalam&ids=17150مُنْذِرُ بْنُ سَعِيدٍ : هُوَ الْجُمْلَةُ مِنَ الْقُرْآنِ إِذَا نَزَلَتْ ، وَقَدْ نَزَلَ مُنَجَّمًا فِي عِشْرِينَ سَنَةً . وَقَالَ
الْحَسَنُ وَمَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى : هُوَ هُنَا اسْمُ جِنْسٍ ، وَالْمُرَادُ النُّجُومُ إِذَا هَوَتْ : أَيْ غَرَبَتْ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
فَبَاتَتْ تَعُدُّ النَّجْمَ فِي مُسْتَجَرِّهِ سَرِيعٍ بِأَيْدِي الْآكِلِينَ حَمُودُهَا
أَيْ : تَعُدُّ النُّجُومَ . وَقَالَ
الْحَسَنُ وَأَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ : النُّجُومُ إِذَا انْتَثَرَتْ فِي الْقِيَامَةِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا : هُوَ انْقَضَّ فِي أَثَرِ الشَّيَاطِينِ ، وَهَذَا تُسَاعِدُهُ اللُّغَةُ . وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : وَالنَّجْمُ إِذَا طَلَعَ ، وَهَوِيُّهُ : سُقُوطُهُ عَلَى الْأَرْضِ . وَقَالَ
ابْنُ جُبَيْرٍ : الصَّادِقُ هُوَ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهَوِيُّهُ : نُزُولُهُ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ . وَقِيلَ : النَّجْمُ مُعَيَّنٌ . فَقَالَ
مُجَاهِدٌ وَسُفْيَانُ : هُوَ الثُّرَيَّا ، وَهَوِيُّهَا : سُقُوطُهَا مَعَ الْفَجْرِ ، وَهُوَ عَلَمٌ عَلَيْهَا بِالْغَلَبَةِ ، وَلَا تَقُولُ الْعَرَبُ النَّجْمَ مُطْلَقًا إِلَّا لِلثُّرَيَّا ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَرَبِ :
طَلَعَ النَّجْمُ عِشَاءْ فَابْتَغَى الرَّاعِي كِسَاءْ
طَلَعَ النَّجْمُ غُدْيَهْ فَابْتَغَى الرَّاعِي كُسْيَهْ
وَقِيلَ : الشِّعْرَى ، وَإِلَيْهَا الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=49وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى ) ، وَالْكُهَّانُ وَالْمُنَجِّمُونَ يَتَكَلَّمُونَ عَلَى الْمُغَيَّبَاتِ عِنْدَ طُلُوعِهَا . وَقِيلَ : الزُّهْرَةُ ، وَكَانَتْ تُعْبَدُ . وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=1وَالنَّجْمِ ) : هُمُ الصَّحَابَةُ . وَقِيلَ : الْعُلَمَاءُ مُفْرَدٌ أُرِيدَ بِهِ الْجَمْعُ ، وَهُوَ فِي اللُّغَةِ خَرْقُ الْهَوَى وَمَقْصِدُهُ السُّفْلُ ، إِذْ مَصِيرُهُ إِلَيْهِ ، وَإِنْ لَمْ يُقْصَدْ إِلَيْهِ . وَقَالَ الشَّاعِرُ :
هُوِيَّ الدَّلْوِ أَسْلَمَهَا الرِّشَاءُ
وَمِنْهُ : هَوَى الْعُقَابُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=2صَاحِبُكُمْ ) : هُوَ
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالْخِطَابُ
لِقُرَيْشٍ : أَيْ هُوَ مُهْتَدٍ رَاشِدٌ ، وَلَيْسَ كَمَا تَزْعُمُونَ مِنْ نِسْبَتِكُمْ إِيَّاهُ إِلَى الضَّلَالِ وَالْغَيِّ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=3وَمَا يَنْطِقُ ) : أَيِ الرَّسُولُ ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=3عَنِ الْهَوَى ) : أَيْ عَنْ هَوَى نَفْسِهِ وَرَأْيِهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=4إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ ) مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، ( يُوحَى ) إِلَيْهِ . وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=3وَمَا يَنْطِقُ ) : أَيِ الْقُرْآنُ ، عَنْ هَوًى وَشَهْوَةٍ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=29هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ ) . ( إِنْ هُوَ ) : أَيِ الَّذِي يَنْطِقُ بِهِ . أَوْ ( إِنْ هُوَ ) : أَيِ الْقُرْآنُ . ( عَلَّمَهُ ) : الضَّمِيرُ عَائِدٌ عَلَى الرَّسُولِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَالْمَفْعُولُ الثَّانِي مَحْذُوفٌ ، أَيْ عَلَّمَهُ الْوَحْيَ . أَوْ عَلَى الْقُرْآنِ ، فَالْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ مَحْذُوفٌ ، أَيْ عَلَّمَهُ الرَّسُولَ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=5شَدِيدُ الْقُوَى ) : هُوَ
جِبْرِيلُ ، وَهُوَ مُنَاسِبٌ لِلْأَوْصَافِ الَّتِي بَعْدَهُ ، وَقَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةُ وَالرَّبِيعُ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=5شَدِيدُ الْقُوَى ) : هُوَ اللَّهُ تَعَالَى ، وَهُوَ بَعِيدٌ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=6ذُو مِرَّةٍ ) : ذُو قُوَّةٍ ، وَمِنْهُ لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ . وَقِيلَ : ذُو هَيْئَةٍ حَسَنَةٍ . وَقِيلَ : هُوَ جِسْمٌ طَوِيلٌ حَسَنٌ . وَلَا يُنَاسِبُ هَذَانِ الْقَوْلَانِ إِلَّا إِذَا كَانَ شَدِيدُ الْقُوَى هُوَ
جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ . ( فَاسْتَوَى ) : الضَّمِيرُ لِلَّهِ فِي قَوْلِ
الْحَسَنِ ، وَكَذَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=7وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ) لِلَّهِ تَعَالَى ، عَلَى مَعْنَى الْعَظَمَةِ وَالْقُدْرَةِ وَالسُّلْطَانِ . وَعَلَى قَوْلِ الْجُمْهُورِ : ( فَاسْتَوَى ) : أَيْ
جِبْرِيلُ فِي الْجَوِّ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=7وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ) ، إِنْ رَآهُ الرَّسُولُ ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، بِحِرَاءٍ قَدْ سَدَّ الْأُفُقَ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ ، وَحِينَئِذٍ دَنَا مِنْ
مُحَمَّدٍ حَتَّى كَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ ، وَكَذَلِكَ هُوَ الْمَرْئِيُّ فِي النَّزْلَةِ الْأُخْرَى بِسِتِّمِائَةِ جَنَاحٍ عِنْدَ السِّدْرَةِ ، قَالَهُ
الرَّبِيعُ nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ :
[ ص: 158 ] nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ : الْمَعْنَى فَاسْتَوَى
جِبْرِيلُ ; وَقَوْلُهُ : ( وَهُوَ ) ، يَعْنِي
مُحَمَّدًا ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفِي هَذَا التَّأْوِيلِ الْعَطْفُ عَلَى الضَّمِيرِ الْمَرْفُوعِ مِنْ غَيْرِ فَصْلٍ ، وَهُوَ مَذْهَبُ الْكُوفِيِّينَ . وَقَدْ يُقَالُ : الضَّمِيرُ فِي اسْتَوَى لِلرَّسُولِ ، وَهُوَ
لِجِبْرِيلَ ، وَالْأَعْلَى لِعِمَّةِ الرَّأْسِ وَمَا جَرَى مَعَهُ . وَقَالَ
الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ : هُوَ أُفُقُ مَشْرِقِ الشَّمْسِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : ( فَاسْتَوَى ) : فَاسْتَقَامَ عَلَى صُورَةِ نَفْسِهِ الْحَقِيقِيَّةِ دُونَ الصُّورَةِ الَّتِي كَانَ يَتَمَثَّلُ بِهَا كُلَّمَا هَبَطَ بِالْوَحْيِ ، وَكَانَ يَنْزِلُ فِي صُورَةِ
دِحْيَةَ ، وَذَلِكَ أَنَّ الرَّسُولَ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَحَبَّ أَنْ يَرَاهُ فِي صُورَتِهِ الَّتِي جُبِلَ عَلَيْهَا ، فَاسْتَوَى لَهُ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ، وَهُوَ أُفُقُ الشَّمْسِ ، فَمَلَأَ الْأُفُقَ . وَقِيلَ : مَا رَآهُ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فِي صُورَتِهِ الْحَقِيقِيَّةِ غَيْرُ
مُحَمَّدٍ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَرَّةً فِي الْأَرْضِ ، وَمَرَّةً فِي السَّمَاءِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8ثُمَّ دَنَا ) مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8فَتَدَلَّى ) : فَتَعَلَّقَ عَلَيْهِ فِي الْهَوَى . وَكَانَ مِقْدَارُ مَسَافَةِ قُرْبِهِ مِنْهُ مِثْلَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=9قَابَ قَوْسَيْنِ ) ، فَحُذِفَتْ هَذِهِ الْمُضَافَاتُ ، كَمَا قَالَ
أَبُو عَلِيٍّ فِي قَوْلِهِ :
وَقَدْ جَعَلْتَنِي مِنْ خُزَيْمَةَ أُصْبُعَا
أَيْ : ذَا مَسَافَةٍ مِقْدَارَ أُصْبُعٍ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=9أَوْ أَدْنَى ) عَلَى تَقْدِيرِكُمْ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=147أَوْ يَزِيدُونَ ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10إِلَى عَبْدِهِ ) : أَيْ إِلَى
عَبْدِ اللَّهِ ، وَإِنْ لَمْ يَجْرِ لِاسْمِهِ عَزَّ وَجَلَّ ذِكْرٌ ، لِأَنَّهُ لَا يُلْبِسُ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=45مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10مَا أَوْحَى ) : تَفْخِيمٌ لِلْوَحْيِ الَّذِي أُوحِيَ إِلَيْهِ قَبْلُ . انْتَهَى . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8ثُمَّ دَنَا ) ، قَالَ الْجُمْهُورُ : أَيْ
جِبْرِيلُ إِلَى
مُحَمَّدٍ ، عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، عِنْدَ حِرَاءٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَنَسٌ فِي حَدِيثِ الْإِسْرَاءِ : مَا يَقْتَضِي أَنَّ الدُّنُوَّ يَسْتَنِدُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى . وَقِيلَ : كَانَ الدُّنُوُّ إِلَى جِبْرِيلَ . وَقِيلَ : إِلَى الرَّسُولِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَيْ دَنَا وَحْيُهُ وَسُلْطَانُهُ وَقُدْرَتُهُ ، وَالصَّحِيحُ أَنَّ جَمِيعَ مَا فِي هَذِهِ الْآيَاتِ هُوَ مَعَ
جِبْرِيلَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=13وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ) ، فَإِنَّهُ يَقْتَضِي نَزْلَةً مُتَقَدِّمَةً . وَمَا رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، رَأَى رَبَّهُ قَبْلَ لَيْلَةِ الْإِسْرَاءِ . وَدَنَا أَعَمُّ مِنْ تَدَلَّى ، فَبَيَّنَ هَيْئَةَ الدُّنُوِّ كَيْفَ كَانَتْ قَابَ قَدْرٍ ، قَالَ
قَتَادَةُ وَغَيْرُهُ : مَعْنَاهُ مِنْ طَرَفِ الْعُودِ إِلَى طَرَفِهِ الْآخَرِ . وَقَالَ
الْحَسَنُ وَمُجَاهِدٌ : مِنَ الْوَتَرِ إِلَى الْعُودِ فِي وَسَطِ الْقَوْسِ عِنْدَ الْمِقْبَضِ . وَقَالَ
أَبُو رَزِينٍ : لَيْسَتْ بِهَذِهِ الْقَوْسِ ، وَلَكِنْ قَدْرُ الذِّرَاعَيْنِ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ الْقَوْسَ هُنَا ذِرَاعٌ تُقَاسُ بِهِ الْأَطْوَالُ . وَذَكَرَ الثَّعْلَبِيُّ أَنَّهُ مِنْ لُغَةِ الْحِجَازِ .
( فَأَوْحَى ) : أَيِ اللَّهُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10إِلَى عَبْدِهِ ) : أَيِ الرَّسُولِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10إِلَى عَبْدِهِ ) جِبْرِيلَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10مَا أَوْحَى ) : إِبْهَامٌ عَلَى جِهَةِ التَّعْظِيمِ وَالتَّفْخِيمِ ، وَالَّذِي عُرِفَ مِنْ ذَلِكَ فَرْضُ الصَّلَوَاتِ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : فَأَوْحَى
جِبْرِيلُ إِلَى
عَبْدِ اللَّهِ ، مُحَمَّدٍ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَا أَوْحَى ، كَالْأَوَّلِ فِي الْإِبْهَامِ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : فَأَوْحَى
جِبْرِيلُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ ،
مُحَمَّدٍ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَا أَوْحَاهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى
جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10مَا أَوْحَى ) : أَوْحَى إِلَيْهِ أَنَّ الْجَنَّةَ مُحَرَّمَةٌ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ حَتَّى تَدْخُلَهَا ، وَعَلَى الْأُمَمِ حَتَّى تَدْخُلَهَا أُمَّتُكَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=11مَا كَذَبَ ) فُؤَادُ
مُحَمَّدٍ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَا رَآهُ بِبَصَرِهِ مِنْ صُورَةِ
جِبْرِيلَ : أَيْ مَا قَالَ فُؤَادُهُ لَمَّا رَآهُ لَمْ أَعْرِفْكَ ، يَعْنِي أَنَّهُ رَآهُ بِعَيْنِهِ وَعَرَفَهُ بِقَلْبِهِ ، وَلَمْ يَشُكَّ فِي أَنَّ مَا رَآهُ حَقٌّ . انْتَهَى . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : مَا كَذَبَ مُخَفَّفًا ، عَلَى مَعْنَى : لَمْ يَكْذِبْ قَلْبُ
مُحَمَّدٍ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الشَّيْءَ الَّذِي رَآهُ ، بَلْ صَدَّقَهُ وَتَحَقَّقَهُ نَظَرًا ، وَكَذَبَ يَتَعَدَّى . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو صَالِحٍ : رَأَى
مُحَمَّدٌ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، اللَّهَ تَعَالَى بِفُؤَادِهِ . وَقِيلَ : مَا رَأَى بِعَيْنِهِ لَمْ يُكَذِّبْ ذَلِكَ قَلْبُهُ ، بَلْ صَدَّقَهُ وَتَحَقَّقَهُ ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ فِيمَا رَأَى .
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16850وَكَعْبِ الْأَحْبَارِ : أَنَّ
مُحَمَّدًا ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، رَأَى رَبَّهُ بِعَيْنَيْ رَأْسِهِ ، وَأَبَتْ ذَلِكَ
عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا ، وَقَالَتْ : أَنَا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنْ هَذِهِ الْآيَاتِ ، فَقَالَ لِي : "
هُوَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِيهَا كُلِّهَا " . وَقَالَ
الْحَسَنُ : الْمَعْنَى مَا رَأَى مِنْ مَقْدُورَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وَمَلَكُوتِهِ . وَسَأَلَ
أَبُو ذَرٍّ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ ؟ فَقَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374911نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ " . وَحَدِيثُ
عَائِشَةَ قَاطِعٌ لِكُلِّ تَأْوِيلٍ فِي اللَّفْظِ ، لِأَنَّ قَوْلَ غَيْرِهَا إِنَّمَا هُوَ
[ ص: 159 ] مُنْتَزَعٌ مِنْ أَلْفَاظِ الْقُرْآنِ ، وَلَيْسَتْ نَصًّا فِي الرُّؤْيَةِ بِالْبَصَرِ ، بَلْ وَلَا بِغَيْرِهِ . وَقَرَأَ
أَبُو رَجَاءٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَقَتَادَةُ وَالْجَحْدَرِيُّ وَخَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ وَهِشَامٌ عَنِ
ابْنِ عَامِرٍ : مَا كَذَّبَ مُشَدَّدًا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16850كَعْبُ الْأَحْبَارِ : إِنَّ اللَّهَ قَسَّمَ الرُّؤْيَةَ وَالْكَلَامَ بَيْنَ
مُحَمَّدٍ وَمُوسَى عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، فَكَلَّمَ
مُوسَى مَرَّتَيْنِ ، وَرَآهُ
مُحَمَّدٌ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَرَّتَيْنِ . وَقَالَتْ
عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا : لَقَدْ وَقَفَ شَعَرِي مِنْ سَمَاعِ هَذَا ، وَقَرَأَتْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ) ، وَذَهَبَتْ هِيَ
nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنُ مَسْعُودٍ وَقَتَادَةُ وَالْجُمْهُورُ إِلَى أَنَّ الْمَرْئِيَّ مَرَّتَيْنِ هُوَ
جِبْرِيلُ ، مَرَّةً فِي الْأَرْضِ ، وَمَرَّةً عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=12أَفَتُمَارُونَهُ ) : أَيْ أَتُجَادِلُونَهُ عَلَى شَيْءٍ رَآهُ بِبَصَرِهِ وَأَبْصَرَهُ ، وَعُدِّيَ بِعَلَى لِمَا فِي الْجِدَالِ مِنَ الْمُغَالَبَةِ ، وَجَاءَ يَرَى بِصِيغَةِ الْمُضَارِعِ ، وَإِنْ كَانَتِ الرُّؤْيَةُ قَدْ مَضَتْ ، إِشَارَةً إِلَى مَا يُمْكِنُ حُدُوثُهُ بَعْدُ . وَقَرَأَ
عَلِيٌّ وَعَبْدُ اللَّهِ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ وَالْجَحْدَرِيُّ وَيَعْقُوبُ nindex.php?page=showalam&ids=13220وَابْنُ سَعْدَانَ وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ : بِفَتْحِ التَّاءِ وَسُكُونِ الْمِيمِ ، مُضَارِعُ مَرَيْتَ : أَيْ جَحَدْتَ ، يُقَالُ : مَرَيْتُهُ حَقَّهُ ، إِذَا جَحَدْتُهُ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
لَئِنْ سَخَرْتَ أَخَا صِدْقٍ وَمَكْرُمَةٍ لَقَدْ مَرَيْتَ أَخًا مَا كَانَ يُمْرِيكَا
وَعَدَّى بِعَلَى عَلَى مَعْنَى التَّضْمِينِ . وَكَانَتْ
قُرَيْشٌ حِينَ أَخْبَرَهُمْ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِأَمْرِهِ فِي الْإِسْرَاءِ ، كَذَّبُوا وَاسْتَخَفُّوا ، حَتَّى وَصَفَ لَهُمْ
بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَأَمْرَ عِيرِهِمْ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ مُسْتَقْصًى فِي حَدِيثِ الْإِسْرَاءِ . وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ فِيمَا حَكَى
ابْنُ خَالَوَيْهِ nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيُّ فِيمَا ذَكَرَ شُعْبَةُ : بِضَمِّ التَّاءِ وَسُكُونِ الْمِيمِ ، مُضَارِعُ أَمْرَيْتَ . قَالَ
أَبُو حَاتِمٍ : وَهُوَ غَلَطٌ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=13وَلَقَدْ رَآهُ ) : الضَّمِيرُ الْمَنْصُوبُ عَائِدٌ عَلَى
جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ وَعَائِشَةُ وَمُجَاهِدٌ وَالرَّبِيعُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=13نَزْلَةً أُخْرَى ) : أَيْ مَرَّةً أُخْرَى ، أَيْ نَزَلَ عَلَيْهِ
جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَرَّةً أُخْرَى فِي صُورَةِ نَفْسِهِ ، فَرَآهُ عَلَيْهَا ، وَذَلِكَ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ . وَأُخْرَى تَقْتَضِي نَزْلَةً سَابِقَةً ، وَهِيَ الْمَفْهُومَةُ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8ثُمَّ دَنَا )
جِبْرِيلُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=8فَتَدَلَّى ) : وَهُوَ الْهُبُوطُ وَالنُّزُولُ مِنْ عُلُوٍّ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَكَعْبُ الْأَحْبَارِ : الضَّمِيرُ عَائِدٌ عَلَى اللَّهِ ، عَلَى مَا سَبَقَ مِنْ قَوْلِهِمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، رَأَى رَبَّهُ مَرَّتَيْنِ . وَانْتَصَبَ " نَزْلَةً " ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : نُصِبَ الظَّرْفُ الَّذِي هُوَ مَرَّةٌ ، لِأَنَّ الْفَعْلَةَ اسْمٌ لِلْمَرَّةِ مِنَ الْفِعْلِ . وَقَالَ
الْحَوْفِيُّ وَابْنُ عَطِيَّةَ : مَصْدَرٌ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ .