الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من ظهر بسواد العراق من القرامطة

لما كان من أمر أبي طاهر القرمطي ما ذكرناه ، اجتمع من كان بالسواد ممن يعتقد مذهب القرامطة فيكتم اعتقاده خوفا ، فأظهروا اعتقادهم ، فاجتمع منهم بسواد واسط أكثر من عشرة آلاف رجل ، وولوا أمرهم رجلا يعرف بحريث بن مسعود ، واجتمع طائفة أخرى بعين التمر ونواحيها في جمع كثير ، وولوا أمرهم إنسانا يسمى عيسى بن موسى ، وكانوا يدعون إلى المهدي .

وسار عيسى إلى الكوفة ، ونزل بظاهرها ، وجبى الخراج ، وصرف العمال عن السواد .

وسار حريث بن مسعود إلى أعمال الموفقي وبنى بها دارا سماها دار الهجرة ، واستولى على تلك الناحية ، فكانوا ينهبون ، ويسبون ، ويقتلون ، وكان يتقلد الحرب بواسط بني بن نفيس ، فقاتلهم ، فهزموه ، فسير المقتدر بالله إلى حريث بن مسعود ومن [ ص: 725 ] معه هارون بن غريب ، وإلى عيسى بن موسى ومن معه بالكوفة صافيا البصري ، فأوقع بهم هارون ، وأوقع صافي بمن سار إليهم ، فانهزمت القرامطة ، وأسر منهم كثير ، وقتل أكثر ممن أسر ، وأخذت أعلامهم ، وكانت بيضا ، وعليها مكتوب : ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ( فأدخلت بغداذ منكوسة ) ، واضمحل أمر من بالسواد منهم ، وكفى الله الناس شرهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية