nindex.php?page=treesubj&link=1534_1536_1886_1900_30495_30503_34134_34513_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=77يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون nindex.php?page=treesubj&link=2646_28328_28639_28640_28723_29677_30489_30504_31037_31848_34086_34113_34114_34134_34219_34274_34275_844_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير [ ص: 454 ]
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=77اركعوا واسجدوا " قال المفسرون : المراد : صلوا ; لأن الصلاة لا تكون إلا بالركوع والسجود . "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=77واعبدوا ربكم " ; أي : وحدوه ، " وافعلوا الخير " يريد : أبواب المعروف ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=77لعلكم تفلحون " ; أي : لكي تسعدوا وتبقوا في الجنة .
فصل
لم يختلف أهل العلم في السجدة الأولى من ( الحج ) ، واختلفوا في هذه السجدة الأخيرة ، فروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ،
nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر ،
وعمار ،
nindex.php?page=showalam&ids=4وأبي الدرداء ،
nindex.php?page=showalam&ids=110وأبي موسى ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، أنهم قالوا : في ( الحج ) سجدتان ، وقالوا : فضلت هذه السورة على غيرها بسجدتين ، وبهذا قال أصحابنا ، وهو مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله عنه . وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه قال : في ( الحج ) سجدة ، وبهذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير ،
وإبراهيم ،
nindex.php?page=showalam&ids=11867وجابر بن زيد ،
وأبو حنيفة وأصحابه ،
nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك ; ويدل على الأول ما
nindex.php?page=hadith&LINKID=673117روى nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر ، قال : قلت : يا رسول الله أفي ( الحج ) سجدتان ؟ قال : " نعم ، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما " .
[ ص: 455 ] فصل
واختلف العلماء في
nindex.php?page=treesubj&link=1900عدد سجود القرآن ، فروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد روايتان : إحداهما : أنها أربع عشرة سجدة ، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي . والثانية : أنها خمس عشرة ، فزاد سجدة ( ص : 24 ) . وقال
أبو حنيفة : هي أربع عشرة ، فأخرج التي في آخر ( الحج ) ، وأبدل منها سجدة ( ص : 24 ) .
فصل
nindex.php?page=treesubj&link=1897_1887_1886وسجود التلاوة سنة ، وقال
أبو حنيفة : واجب . ولا يصح سجود التلاوة إلا بتكبيرة الإحرام والسلام ، خلافا لأصحاب
أبي حنيفة وبعض أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي . ولا يجزئ الركوع عن سجود التلاوة ، وقال
أبو حنيفة : يجزئ . ولا يسجد المستمع إذا لم يسجد التالي ، نص عليه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رضي الله عنه . وتكره قراءة السجدة في صلاة الإخفات ، خلافا
nindex.php?page=showalam&ids=13790للشافعي .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وجاهدوا في الله " في هذا الجهاد ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه فعل جميع الطاعات ، هذا قول الأكثرين . والثاني : أنه جهاد الكفار ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك . والثالث : أنه جهاد النفس والهوى ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك .
فأما حق الجهاد ، ففيه ثلاثة أقوال :
[ ص: 456 ]
أحدها : أنه الجد في المجاهدة واستيفاء الإمكان فيها . والثاني : أنه إخلاص النية لله عز وجل . والثالث : أنه فعل ما فيه وفاء لحق الله عز وجل .
فصل
وقد زعم قوم أن هذه الآية منسوخة ، واختلفوا في ناسخها على قولين :
أحدهما : قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286لا يكلف الله نفسا إلا وسعها [ البقرة : 286 ] .
والثاني : قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=16فاتقوا الله ما استطعتم [ التغابن : 16 ] . وقال آخرون : بل هي محكمة ، ويؤكده القولان الأولان في تفسير حق الجهاد ، وهو الأصح ; لأن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78هو اجتباكم " ; أي : اختاركم واصطفاكم لدينه . والحرج : الضيق ، فما من شيء وقع الإنسان فيه إلا وجد له في الشرع مخرجا بتوبة ، أو كفارة ، أو انتقال إلى رخصة ، ونحو ذلك . وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه قال : الحرج : ما كان على بني إسرائيل من الإصر والشدائد ، وضعه الله عن هذه الأمة .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78ملة أبيكم " قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : المعنى : وسع عليكم كملة أبيكم ، فإذا ألقيت الكاف نصبت ، ويجوز النصب على معنى الأمر بها ; لأن أول الكلام أمر ، وهو قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=77اركعوا واسجدوا " ، والزموا ملة أبيكم .
فإن قيل : هذا الخطاب للمسلمين وليس إبراهيم أبا لكلهم ؟
فالجواب : أنه إن كان خطابا عاما للمسلمين ، فهو كالأب لهم ; لأن حرمته وحقه عليهم كحق الولد ، وإن كان خطابا
للعرب خاصة ،
فإبراهيم أبو
العرب قاطبة ، هذا قول المفسرين . والذي يقع لي أن الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ; لأن
إبراهيم أبوه ، وأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم داخلة فيما خوطب به رسول الله .
[ ص: 457 ]
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78هو سماكم المسلمين " في المشار إليه قولان :
أحدهما : أنه الله عز وجل ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ، والجمهور ; فعلى هذا في قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78من قبل " قولان : أحدهما : من قبل إنزال القرآن سماكم بهذا في الكتب التي أنزلها . والثاني : " من قبل " ; أي : في أم الكتاب ، وقوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وفي هذا " ; أي : في القرآن .
والثاني : أنه
إبراهيم عليه السلام حين قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=128ومن ذريتنا أمة مسلمة لك [ البقرة : 128 ] ، فالمعنى : من قبل هذا الوقت ، وذلك في زمان
إبراهيم عليه السلام ، وفي هذا الوقت حين قال : "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=128ومن ذريتنا أمة مسلمة " ، هذا قول
ابن زيد .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78ليكون الرسول " المعنى : اجتباكم وسماكم ليكون الرسول ، يعني :
محمدا صلى الله عليه وسلم ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78شهيدا عليكم " يوم القيامة أنه قد بلغكم ، وقد شرحنا هذا المعنى في ( البقرة : 143 ) إلى قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وآتوا الزكاة " .
قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78واعتصموا بالله " قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : سلوه أن يعصمكم من كل ما يسخط ويكره . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : تمسكوا بدين الله . وما بعد هذا مشروح في ( الأنفال : 40 ) .
nindex.php?page=treesubj&link=1534_1536_1886_1900_30495_30503_34134_34513_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=77يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ nindex.php?page=treesubj&link=2646_28328_28639_28640_28723_29677_30489_30504_31037_31848_34086_34113_34114_34134_34219_34274_34275_844_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ [ ص: 454 ]
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=77ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا " قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : الْمُرَادُ : صَلُّوا ; لِأَنَّ الصَّلَاةَ لَا تَكُونُ إِلَّا بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ . "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=77وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ " ; أَيْ : وَحِّدُوهُ ، " وَافْعَلُوا الْخَيْرَ " يُرِيدُ : أَبْوَابُ الْمَعْرُوفِ ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=77لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " ; أَيْ : لِكَيْ تَسْعَدُوا وَتَبْقَوْا فِي الْجَنَّةِ .
فَصْلٌ
لَمْ يَخْتَلِفْ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي السَّجْدَةِ الْأُولَى مِنَ ( الْحَجِّ ) ، وَاخْتَلَفُوا فِي هَذِهِ السَّجْدَةِ الْأَخِيرَةِ ، فَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12وَابْنِ عُمَرَ ،
وَعَمَّارٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=4وَأَبِي الدَّرْدَاءِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=110وَأَبِي مُوسَى ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُمْ قَالُوا : فِي ( الْحَجِّ ) سَجْدَتَانِ ، وَقَالُوا : فُضِّلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ عَلَى غَيْرِهَا بِسَجْدَتَيْنِ ، وَبِهَذَا قَالَ أَصْحَابُنَا ، وَهُوَ مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ : فِي ( الْحَجِّ ) سَجْدَةٌ ، وَبِهَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15990وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ،
وَإِبْرَاهِيمُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11867وَجَابِرُ بْنُ زَيْدٍ ،
وَأَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16867وَمَالِكٌ ; وَيَدُلُّ عَلَى الْأَوَّلِ مَا
nindex.php?page=hadith&LINKID=673117رَوَى nindex.php?page=showalam&ids=27عَقَبَةُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفِي ( الْحَجِّ ) سَجْدَتَانِ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ، وَمَنْ لَمْ يَسْجُدْهُمَا فَلَا يَقْرَأْهُمَا " .
[ ص: 455 ] فَصْلٌ
وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=1900عَدَدِ سُجُودِ الْقُرْآنِ ، فَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ رِوَايَتَانِ : إِحْدَاهُمَا : أَنَّهَا أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَجْدَةً ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ . وَالثَّانِيَةُ : أَنَّهَا خَمْسَ عَشْرَةَ ، فَزَادَ سَجْدَةً ( ص : 24 ) . وَقَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ : هِيَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ ، فَأَخْرَجَ الَّتِي فِي آخِرِ ( الْحَجِّ ) ، وَأَبْدَلَ مِنْهَا سَجْدَةَ ( ص : 24 ) .
فَصْلٌ
nindex.php?page=treesubj&link=1897_1887_1886وَسُجُودُ التِّلَاوَةِ سُنَّةٌ ، وَقَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ : وَاجِبٌ . وَلَا يَصِحُّ سُجُودُ التِّلَاوَةِ إِلَّا بِتَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ وَالسَّلَامِ ، خِلَافًا لِأَصْحَابِ
أَبِي حَنِيفَةَ وَبَعْضِ أَصْحَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ . وَلَا يُجْزِئُ الرُّكُوعُ عَنْ سُجُودِ التِّلَاوَةِ ، وَقَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ : يُجْزِئُ . وَلَا يَسْجُدُ الْمُسْتَمِعُ إِذَا لَمْ يَسْجُدِ التَّالِي ، نَصَّ عَلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وَتُكْرَهُ قِرَاءَةُ السَّجْدَةِ فِي صَلَاةِ الْإِخْفَاتِ ، خِلَافًا
nindex.php?page=showalam&ids=13790لِلشَّافِعِيِّ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ " فِي هَذَا الْجِهَادِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ :
أَحَدُهَا : أَنَّهُ فِعْلُ جَمِيعِ الطَّاعَاتِ ، هَذَا قَوْلُ الْأَكْثَرِينَ . وَالثَّانِي : أَنَّهُ جِهَادُ الْكُفَّارِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ . وَالثَّالِثُ : أَنَّهُ جِهَادُ النَّفْسِ وَالْهَوَى ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16418عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ .
فَأَمَّا حَقُّ الْجِهَادِ ، فَفِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ :
[ ص: 456 ]
أَحَدُهَا : أَنَّهُ الْجِدُّ فِي الْمُجَاهَدَةِ وَاسْتِيفَاءِ الْإِمْكَانِ فِيهَا . وَالثَّانِي : أَنَّهُ إِخْلَاصُ النِّيَّةِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . وَالثَّالِثُ : أَنَّهُ فِعْلُ مَا فِيهِ وَفَاءٌ لِحَقِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
فَصْلٌ
وَقَدْ زَعَمَ قَوْمٌ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مَنْسُوخَةٌ ، وَاخْتَلَفُوا فِي نَاسِخِهَا عَلَى قَوْلَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا [ الْبَقَرَة : 286 ] .
وَالثَّانِي : قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=16فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [ التَّغَابُن : 16 ] . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ هِيَ مُحْكَمَةٌ ، وَيُؤَكِّدُهُ الْقَوْلَانِ الْأَوَّلَانِ فِي تَفْسِيرِ حَقِّ الْجِهَادِ ، وَهُوَ الْأَصَحُّ ; لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78هُوَ اجْتَبَاكُمْ " ; أَيِ : اخْتَارَكُمْ وَاصْطَفَاكُمْ لِدِينِهِ . وَالْحَرَجُ : الضِّيقُ ، فَمَا مِنْ شَيْءٍ وَقَعَ الْإِنْسَانُ فِيهِ إِلَّا وَجَدَ لَهُ فِي الشَّرْعِ مَخْرَجًا بِتَوْبَةٍ ، أَوْ كَفَّارَةٍ ، أَوِ انْتِقَالٍ إِلَى رُخْصَةٍ ، وَنَحْوِ ذَلِكَ . وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ : الْحَرَجُ : مَا كَانَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْإِصْرِ وَالشَّدَائِدِ ، وَضَعَهُ اللَّهُ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78مِلَّةَ أَبِيكُمْ " قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ : الْمَعْنَى : وَسَّعَ عَلَيْكُمْ كَمِلَّةِ أَبِيكُمْ ، فَإِذَا أُلْقِيَتِ الْكَافُ نُصِبَتْ ، وَيَجُوزُ النَّصْبُ عَلَى مَعْنَى الْأَمْر بِهَا ; لِأَنَّ أَوَّلَ الْكَلَامِ أَمْرٌ ، وَهُوَ قَوْلُهُ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=77ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا " ، وَالْزَمُوا مِلَّةَ أَبِيكُمْ .
فَإِنْ قِيلَ : هَذَا الْخِطَابُ لِلْمُسْلِمِينَ وَلَيْسَ إِبْرَاهِيمُ أَبًا لِكُلِّهِمْ ؟
فَالْجَوَابُ : أَنَّهُ إِنْ كَانَ خِطَابًا عَامًّا لِلْمُسْلِمِينَ ، فَهُوَ كَالْأَبِ لَهُمْ ; لِأَنَّ حُرْمَتَهُ وَحَقَّهُ عَلَيْهِمْ كَحَقِّ الْوَلَدِ ، وَإِنَّ كَانَ خِطَابًا
لِلْعَرَبِ خَاصَّةً ،
فَإِبْرَاهِيمُ أَبُو
الْعَرَبِ قَاطِبَةً ، هَذَا قَوْلُ الْمُفَسِّرِينَ . وَالَّذِي يَقَعُ لِي أَنَّ الْخِطَابَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; لِأَنَّ
إِبْرَاهِيمَ أَبُوهُ ، وَأُمَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَاخِلَةٌ فِيمَا خُوطِبَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ .
[ ص: 457 ]
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ " فِي الْمُشَارِ إِلَيْهِ قَوْلَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ ، وَالْجُمْهُورُ ; فَعَلَى هَذَا فِي قَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78مِنْ قَبْلُ " قَوْلَانِ : أَحَدُهُمَا : مِنْ قَبْلِ إِنْزَالِ الْقُرْآنِ سَمَّاكُمْ بِهَذَا فِي الْكُتُبِ الَّتِي أَنْزَلَهَا . وَالثَّانِي : " مِنْ قَبْلُ " ; أَيْ : فِي أُمِّ الْكِتَابِ ، وَقَوْلُهُ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وَفِي هَذَا " ; أَيْ : فِي الْقُرْآنِ .
وَالثَّانِي : أَنَّهُ
إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=128وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ [ الْبَقَرَة : 128 ] ، فَالْمَعْنَى : مِنْ قَبْلِ هَذَا الْوَقْتِ ، وَذَلِكَ فِي زَمَانِ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَفِي هَذَا الْوَقْتِ حِينَ قَالَ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=128وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً " ، هَذَا قَوْلُ
ابْنِ زَيْدٍ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78لِيَكُونَ الرَّسُولُ " الْمَعْنَى : اجْتَبَاكُمْ وَسَمَّاكُمْ لِيَكُونَ الرَّسُولُ ، يَعْنِي :
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78شَهِيدًا عَلَيْكُمْ " يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَكُمْ ، وَقَدْ شَرَحْنَا هَذَا الْمَعْنَى فِي ( الْبَقَرَةِ : 143 ) إِلَى قَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وَآتُوا الزَّكَاةَ " .
قَوْلُهُ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ " قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : سَلُوهُ أَنْ يَعْصِمَكُمْ مِنْ كُلِّ مَا يَسْخَطُ وَيَكْرَهُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : تَمَسَّكُوا بِدِينِ اللَّهِ . وَمَا بَعْدَ هَذَا مَشْرُوحٌ فِي ( الْأَنْفَالِ : 40 ) .