الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2061 ) فصل : إذا طلع الفجر وهو مجامع ، فاستدام الجماع ، فعليه القضاء والكفارة . وبه قال مالك ، والشافعي . وقال أبو حنيفة : يجب القضاء دون الكفارة ; لأن وطأه لم يصادف صوما صحيحا ، فلم يوجب الكفارة ، كما لو ترك النية وجامع .

                                                                                                                                            ولنا أنه ترك صوم رمضان بجماع أثم به لحرمة الصوم ، فوجبت به الكفارة ، كما لو وطئ بعد طلوع الفجر ، وعكسه إذا لم ينو ، فإنه يتركه لترك النية لا الجماع ، ولنا فيه منع أيضا . وأما إن نزع في الحال مع أول طلوع الفجر ، فقال ابن حامد . والقاضي : عليه الكفارة أيضا ; لأن النزع جماع يلتذ به ، فتعلق به ما يتعلق بالاستدامة ، كالإيلاج . وقال أبو حفص : لا قضاء عليه ولا كفارة . وهو قول أبي حنيفة ، والشافعي ; لأنه ترك للجماع ، فلا يتعلق به ما يتعلق بالجماع ، كما لو حلف لا يدخل دارا وهو فيها ، فخرج منها ، كذلك هاهنا . وقال مالك : يبطل صومه ، ولا كفارة عليه ; لأنه لا يقدر على أكثر مما فعله في ترك الجماع ، فأشبه المكره .

                                                                                                                                            وهذه المسألة تقرب من الاستحالة ، إذ لا يكاد يعلم أول طلوع الفجر على وجه يتعقبه النزع ، من غير أن يكون قبله شيء من الجماع ، فلا حاجة إلى فرضها ، والكلام فيها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية