الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( قال ) : وإن اعتمر الكوفي في أشهر الحج وساق هديا للمتعة ، وهو يريد الحج فطاف لعمرته ، ولم يحلق ، ثم رجع إلى أهله ، ثم حج كان متمتعا في قول أبي حنيفة وأبي يوسف - رحمهما الله تعالى - ولم يكن متمتعا في قول محمد رحمه الله تعالى إذا كان [ ص: 185 ] رجوعه إلى أهله بعد ما أتى بأكثر طواف العمرة وحجته ، وهو أنه ملم بأهله بين النسكين ، وهو إلمام صحيح فإن العود غير مستحق عليه حتى لو بعث بهديه لينحر عنه ، ولم يحج كان جائزا فهو بمنزلة المكي الذي اعتمر من الكوفة وساق لهدي لمتعته فهناك لا يكون متمتعا فكذلك هنا وأبو حنيفة وأبو يوسف - رحمهما الله تعالى - يقولان : إلمامه غير صحيح بأهله هنا ; لأنه محرم على حاله ما لم ينحر عنه الهدي فكان العود مستحقا عليه ، وذلك يمنع صحة إلمامه بأهله كالقارن إذا أتى بعمل العمرة ، ثم رجع إلى أهله ، ثم عاد فحج كان قارنا ، ولم يصح إلمامه بأهله محرما فكذا هذا ، وهذا بخلاف من لا هدي معه ، وقد حل هناك من إحرام العمرة فإنما لم بأهله حلالا فكان إلمامه صحيحا

التالي السابق


الخدمات العلمية