الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر وصول وشمكير إلى أخيه مرداويج

وفيها أرسل مرداويج إلى أخيه وشمكير ، وهو ببلاد جيلان ، يستدعيه إليه وكان الرسول ابن الجعد ، قال : أرسلني مرداويج ، وأمرني بالتلطف لإخراج أخيه وشمكير إليه ، فلما وصل سألت عنه ، فدللت عليه فإذا هو مع جماعة يزرعون الأرز ( فلما رأوني قصدوني ) وهم حفاة عراة عليهم سراويلات ملونة الخرق ، وأكسية ممزقة ، فسلمت عليه ، وأبلغته رسالة أخيه ، وأعلمته بما ملك من البلاد والأموال وغيرها ، فضرط بفمه في لحية أخيه وقال : إنه لبس السواد ، وخدم المسودة ، يعني الخلفاء من بني العباس .

فلم أزل أمنيه وأطمعه حتى خرج معي ، فلما بلغنا قزوين اجتهدت به ليلبس السواد ، فامتنع ثم لبس بعد الجهد . قال : فرأيت من جهله أشياء أستحيي من ذكرها ، ثم أعطته السعادة ما كان له في الغيب فصار من أعرف الملوك بتدبير الممالك وسياسة الرعايا .

التالي السابق


الخدمات العلمية