الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2095 ) فصل : والأفضل عند إمامنا ، رحمه الله ، الفطر في السفر ، وهو مذهب ابن عمر ، وابن عباس ، وسعيد بن المسيب ، والشعبي ، والأوزاعي ، وإسحاق . وقال أبو حنيفة ، ومالك ، والشافعي : الصوم أفضل لمن قوي عليه .

                                                                                                                                            ويروى ذلك عن أنس ، وعثمان بن أبي العاص واحتجوا بما روي عن مسلمة بن المحبق ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : { من كانت له حمولة يأوي إلى شبع ، فليصم رمضان حيث أدركه } رواه أبو داود ، ولأن من خير بين الصوم والفطر ، كان الصوم أفضل كالتطوع .

                                                                                                                                            وقال عمر بن عبد العزيز ، ومجاهد ، وقتادة : أفضل الأمرين أيسرهما ; لقول الله تعالى : { يريد الله بكم اليسر } ولما روى أبو داود ، عن حمزة بن عمرو ، قال : { قلت يا رسول الله ، إني صاحب ظهر ، أعالجه وأسافر عليه ، وأكريه ، وإنه ربما صادفني هذا الشهر - يعني رمضان - وأنا أجد القوة ، وأنا شاب ، وأجدني أن أصم ، يا رسول الله ، أهون علي من أن أؤخر ، فيكون دينا علي ، أفأصوم يا رسول الله أعظم لأجري ، أم أفطر ؟ قال : أي ذلك شئت يا حمزة } ولنا ، ما تقدم من الأخبار في الفصل الذي قبله وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { خيركم الذي يفطر في السفر ويقصر } ولأن في الفطر خروجا من الخلاف ، فكان أفضل ، كالقصر . وقياسهم ينتقض بالمريض وبصوم الأيام المكروه صومها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية