الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 88 ] فصل : والزاد الذي تشترط القدرة عليه ، هو ما يحتاج إليه في ذهابه ورجوعه ; من مأكول ومشروب وكسوة ، فإن كان يملكه ، أو وجده يباع بثمن المثل في الغلاء والرخص ، أو بزيادة يسيرة لا تجحف بماله ، لزمه شراؤه ، وإن كانت تجحف بماله ، لم يلزمه ، كما قلنا في شراء الماء للوضوء . وإذا كان يجد الزاد في كل منزلة ، لم يلزمه حمله ، وإن لم يجده كذلك ، لزمه حمله .

                                                                                                                                            وأما الماء وعلف البهائم ، فإن كان يوجد في المنازل التي ينزلها على حسب العادة ، وإلا لم يلزمه حمله من بلده ، ولا من أقرب البلدان إلى مكة ، كأطراف الشام ونحوها ; لأن هذا يشق ، ولم تجر العادة به ، ولا يتمكن من حمل الماء لبهائمه في جميع الطريق ، والطعام بخلاف ذلك ، ويعتبر أيضا قدرته على الآلات التي يحتاج إليها ، كالغرائر ونحوها ، وأوعية الماء وما أشبهها ; لأنه مما لا يستغنى عنه ، فهو كأعلاف البهائم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية