الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( وإن استحيضت من لها عادة جلستها ) أي عادتها ولو كان لها تمييز صالح لعموم { قول النبي صلى الله عليه وسلم لأم حبيبة : إذ سألته عن الدم امكثي قدر ما كانت تحبسك حيضتك ، ثم اغتسلي وصلي } رواه مسلم ولأن العادة أقوى ، لكونها لا تبطل دلالتها ، بخلاف نحو اللون إذا زاد على أكثر الحيض بطلت دلالته ولا فرق بين أن تكون العادة متفقة أو مختلفة .

                                                                          و ( لا ) تجلس ( ما نقصته ) عادتها ( قبل ) استحاضتها فإذا كانت عادتها ستة أيام فصارت أربعة ، ثم استحيضت جلست الأربعة فقط وإن لم يتكرر النقص وإنما تجلس المستحاضة عادتها ( إن علمتها ) بأن تعرف شهرها ، ويأتي وتعرف وقت حيضها منه ووقت طهرها وعدد أيامها ( وإلا ) تعلم عادتها بأن جهلت شيئا مما ذكر ( عملت ) وجوبا ( بتمييز صالح ) للحيض وتقدم بيانه .

                                                                          لحديث فاطمة بنت أبي حبيش وتقدم ( ولو تنقل ) التمييز ، بأن لم يتوال ( أو لم يتكرر ) كما تقدم في المبتدأة ( ولا تبطل دلالته ) أي التمييز الصالح ( بزيادة الدمين ) وهما الأسود والأحمر والثخين والرقيق أو المنتن وغيره ( على شهر ) أي ثلاثين يوما ، نحو أن ترى عشرة أسود وثلاثين فأكثر أحمر دائما ، فتجلس الأسود لأن الأحمر بمنزلة الطهر ، ولا حد لأكثره ( ولا يلتفت لتمييز إلا مع استحاضة ) فتجلس جميع دم لا يجاوز أكثر الحيض ، ولو اختلف صفة لأنه يصلح حيضا كله ( فإن عدم ) التمييز وجهات عادتها ( ف ) هي ( متحيرة ) لتحيرها في حيضها ، لجهل عادتها وعدم تمييزها [ ص: 118 ] ( لا تفتقر استحاضتها إلى تكرار ) بخلاف المبتدأة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية