قال : ( مقدار الناصية ، وهو ربع الرأس ) [ ص: 50 ] لما روى والمفروض في مسح الرأس { المغيرة بن شعبة }والكتاب مجمل ، فالتحق بيانا به ، وهو حجة على أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم فبال وتوضأ ومسح على ناصيته وخفيه في التقدير بثلاث شعرات ، وعلى الشافعي في اشتراط الاستيعاب ، وفي بعض الروايات قدره بعض أصحابنا رحمهم الله تعالى بثلاث أصابع من أصابع اليد ; لأنها أكثر ما هو الأصل في آلة المسح . [ ص: 51 ] مالك
كتاب الطهارات
التالي
السابق
[ ص: 49 ] بسم الله الرحمن الرحيموبه نستعين ، وصلى الله على سيدنا محمد . وآله وصحبه وسلم .
كتاب الطهارات الحديث الأول : روى : { المغيرة بن شعبة } ، قلت : هذا حديث مركب من حديثين ، رواهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم ، فبال قائما وتوضأ ، ومسح على ناصيته وخفيه ، جعلهما المغيرة بن شعبة المصنف حديثا واحدا ، فحديث . أخرجه المسح على الناصية والخفين عن مسلم عروة بن المغيرة عن أبيه : { المغيرة بن شعبة }انتهى . أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ، ومسح بناصيته ، وعلى العمامة ، وعلى الخفين
ورواه في " معجمه " بهذا الإسناد ، ولم يذكر فيه العمامة ، ووهم الطبراني ابن الجوزي في " كتاب التحقيق " فعزا هذا [ ص: 50 ] الحديث إلى الصحيحين ، وليس كذلك ، بل انفرد به . وتعقبه عليه صاحب " التنقيح " . مسلم
وروى في " سننه " من حديث أبو داود أبي معقل عن { ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ، وعليه عمامة قطرية ، فأدخل يده من تحت العمامة ، فمسح مقدم رأسه ، ولم ينقض العمامة أنس }. انتهى .
وسكت عنه . ثم أبو داود في " مختصره " ، ورواه المنذري في " المستدرك " ، وسكت عنه ، ثم قال : وهذا الحديث ، وإن لم يكن إسناده على شرط الكتاب ، فإن فيه لفظة غريبة ، وهي : أنه الحاكم انتهى . مسح بعض رأسه ، ولم ينقض العمامة
وحديث السباطة . والبول قائما ، رواه في " سننه " ابن ماجه
حدثنا ثنا إسحاق بن منصور ثنا أبو داود عن شعبة عن عاصم أبي وائل عن { المغيرة بن شعبة }. قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم فبال قائما : قال شعبة : يومئذ ، وهذا عاصم يرويه عن الأعمش أبي وائل عن ، وما حفظه ، فسألت عنه حذيفة منصورا ، فحدثنيه عن أبي وائل عن . انتهى . حذيفة
وحديث هذا أخرجه حذيفة ، البخاري عن ومسلم عن الأعمش أبي وائل عن أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم ، فبال قائما ، ثم دعا بماء فجئته به ، ثم توضأ ، زاد حذيفة : ومسح على خفيه انتهى . مسلم
ووقع لشيخنا العلامة علاء الدين في هذا الحديث وهم من وجهين :
أحدهما : أنه قال في حديث بعد أن حكاه بلفظ حذيفة . وزيادة البخاري : أخرجاه ، وقد بينا أن مسلم انفرد فيه بالمسح على الخفين ، وقد صرح بذلك مسلما عبد الحق في " الجمع بين الصحيحين " فقال : لم يذكر فيه : المسح على الخفين . البخاري
الوهم الثاني : أنه جعل حديث الكتاب مركبا من حديث المغيرة ، { }. أنه عليه السلام [ ص: 51 ] مسح بناصيته وخفيه
ومن حديث ، في السباطة . والبول قائما . وهذا عجب منه ; لأن حذيفة المصنف جعلهما من رواية المغيرة ، وقد بينا أن حديث السباطة ، والبول قائما أيضا . رواه ، كما أخرجه عنه المغيرة بن شعبة ، وكان من الواجب أن يذكرهما من رواية ابن ماجه المغيرة ليطابق عزو المصنف ، وهذا الوهم الثاني لم يستبد به الشيخ ، وإنما قلد فيه غيره ، والله أعلم .
كتاب الطهارات الحديث الأول : روى : { المغيرة بن شعبة } ، قلت : هذا حديث مركب من حديثين ، رواهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم ، فبال قائما وتوضأ ، ومسح على ناصيته وخفيه ، جعلهما المغيرة بن شعبة المصنف حديثا واحدا ، فحديث . أخرجه المسح على الناصية والخفين عن مسلم عروة بن المغيرة عن أبيه : { المغيرة بن شعبة }انتهى . أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ، ومسح بناصيته ، وعلى العمامة ، وعلى الخفين
ورواه في " معجمه " بهذا الإسناد ، ولم يذكر فيه العمامة ، ووهم الطبراني ابن الجوزي في " كتاب التحقيق " فعزا هذا [ ص: 50 ] الحديث إلى الصحيحين ، وليس كذلك ، بل انفرد به . وتعقبه عليه صاحب " التنقيح " . مسلم
وروى في " سننه " من حديث أبو داود أبي معقل عن { ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ، وعليه عمامة قطرية ، فأدخل يده من تحت العمامة ، فمسح مقدم رأسه ، ولم ينقض العمامة أنس }. انتهى .
وسكت عنه . ثم أبو داود في " مختصره " ، ورواه المنذري في " المستدرك " ، وسكت عنه ، ثم قال : وهذا الحديث ، وإن لم يكن إسناده على شرط الكتاب ، فإن فيه لفظة غريبة ، وهي : أنه الحاكم انتهى . مسح بعض رأسه ، ولم ينقض العمامة
وحديث السباطة . والبول قائما ، رواه في " سننه " ابن ماجه
حدثنا ثنا إسحاق بن منصور ثنا أبو داود عن شعبة عن عاصم أبي وائل عن { المغيرة بن شعبة }. قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم فبال قائما : قال شعبة : يومئذ ، وهذا عاصم يرويه عن الأعمش أبي وائل عن ، وما حفظه ، فسألت عنه حذيفة منصورا ، فحدثنيه عن أبي وائل عن . انتهى . حذيفة
وحديث هذا أخرجه حذيفة ، البخاري عن ومسلم عن الأعمش أبي وائل عن أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم ، فبال قائما ، ثم دعا بماء فجئته به ، ثم توضأ ، زاد حذيفة : ومسح على خفيه انتهى . مسلم
ووقع لشيخنا العلامة علاء الدين في هذا الحديث وهم من وجهين :
أحدهما : أنه قال في حديث بعد أن حكاه بلفظ حذيفة . وزيادة البخاري : أخرجاه ، وقد بينا أن مسلم انفرد فيه بالمسح على الخفين ، وقد صرح بذلك مسلما عبد الحق في " الجمع بين الصحيحين " فقال : لم يذكر فيه : المسح على الخفين . البخاري
الوهم الثاني : أنه جعل حديث الكتاب مركبا من حديث المغيرة ، { }. أنه عليه السلام [ ص: 51 ] مسح بناصيته وخفيه
ومن حديث ، في السباطة . والبول قائما . وهذا عجب منه ; لأن حذيفة المصنف جعلهما من رواية المغيرة ، وقد بينا أن حديث السباطة ، والبول قائما أيضا . رواه ، كما أخرجه عنه المغيرة بن شعبة ، وكان من الواجب أن يذكرهما من رواية ابن ماجه المغيرة ليطابق عزو المصنف ، وهذا الوهم الثاني لم يستبد به الشيخ ، وإنما قلد فيه غيره ، والله أعلم .