الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ولا تباشروهن .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج البيهقي في "سننه"، عن ابن عباس في قوله : ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد قال : المباشرة والملامسة والمس جماع، ولكن الله يكني ما شاء بما شاء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : ولا تباشروهن الآية . قال : هذا في الرجل يعتكف في المسجد في رمضان أو غير رمضان، فحرم الله عليه أن ينكح النساء ليلا ونهارا، حتى يقضي اعتكافه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج وكيع ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن الضحاك قال : كانوا يجامعون وهم معتكفون، حتى نزلت : ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن قتادة قال : كان [ ص: 295 ] الرجل إذا اعتكف فخرج من المسجد جامع إن شاء، فنزلت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن الربيع قال : كان ناس يصيبون نساءهم وهم عاكفون، فنهاهم الله عن ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس قال : كانوا إذا اعتكفوا فخرج الرجل إلى الغائط جامع امرأته، ثم اغتسل، ثم رجع إلى اعتكافه، فنهوا عن ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن مجاهد في الآية قال : نهي عن جماع النساء في المساجد كما كانت الأنصار تصنع .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن ابن عباس قال : إذا جامع المعتكف بطل اعتكافه، ويستأنف .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن إبراهيم في معتكف وقع بأهله قال : يستقبل اعتكافه، ويستغفر الله ويتوب إليه، ويتقرب إليه ما استطاع .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، عن مجاهد في المعتكف إذا جامع قال : يتصدق بدينارين .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 296 ] وأخرج ابن أبي شيبة ، عن الحسن في رجل غشي امرأته وهو معتكف أنه بمنزلة الذي غشي في رمضان؛ عليه ما على الذي غشي في رمضان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، عن الزهري قال : من أصاب امرأته وهو معتكف، فعليه من الكفارة مثل ما على الذي يصيب في رمضان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، عن إبراهيم قال : لا يقبل المعتكف ولا يباشر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، عن مجاهد قال : المعتكف لا يبيع ولا يبتاع .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية