الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن ابن شهاب وبلغه عن القاسم بن محمد أنهما كانا يقولان إذا نكح الحر الأمة فمسها فقد أحصنته قال مالك وكل من أدركت كان يقول ذلك تحصن الأمة الحر إحر المسلم إذا نكح إحداهن فأصابها

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          1150 1130 - ( مالك ، عن ابن شهاب ) سماعا ( وبلغه عن القاسم بن محمد أنهما كانا يقولان : إذا نكح الحر الأمة فمسها فقد أحصنته ) ولا يحصنها .

                                                                                                          [ ص: 230 ] ( قال مالك : وكل من أدركت كان يقول ذلك ) الذي قاله ابن شهاب والقاسم وهو ( تحصن الأمة الحر إذا نكحها فمسها ) أصابها ( فقد أحصنته ) فهو إيضاح لما أفاده اسم الإشارة . ( قال مالك : يحصن العبد الحرة إذا مسها بنكاح ولا تحصن ) بضم الفوقية ( الحرة العبد إلا أن يعتق ) أي يعتقه سيده ( وهو زوجها فيمسها بعد عتقه ، فإن فارقها قبل أن يعتق فليس بمحصن حتى يتزوج بعد عتقه ويمس امرأته ) التي تزوجها حرة أو أمة ( والأمة إذا كانت تحت الحر ثم فارقها قبل أن تعتق فلا يحصنها نكاحه إياها وهي أمة حتى تنكح بعد عتقها ويصيبها زوجها ، فذلك إحصانها ) فالأمة تحصن الحر ولا يحصنها ، وزاده إيضاحا فقال : ( والأمة إذا كانت تحت الحر فتعتق وهي تحته قبل أن يفارقها أنه يحصنها إذا عتقت وهي عنده إذا هو أصابها بعد أن تعتق ) فإن لم يصبها بعده لم تتحصن بنكاحه وهي رقيقة . ( والحرة النصرانية واليهودية والأمة المسلمة يحصن ) بضم الياء وإسكان الحاء وكسر الصاد ( الحر المسلم ) بالنصب ، مفعول ( إذا نكح إحداهن ) فاعل ، أي نكاح إحداهن ( فأصابها ) جامعها ، فيحصنه نكاح الكتابية والأمة المسلمة ولا يحصن هو واحدة منهما ، فقد روى معمر عن الزهري قال : سأل عبد الملك بن مروان عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود : أتحصن الأمة الحر ؟ قال : نعم ، قال : عمن ؟ قال : أدركنا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولون ذلك .




                                                                                                          الخدمات العلمية