الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
وحدثني عن مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب عن nindex.php?page=showalam&ids=46رافع بن خديج nindex.php?page=treesubj&link=25213_33375_11733_33367أنه تزوج بنت محمد بن مسلمة الأنصاري فكانت عنده حتى كبرت فتزوج عليها فتاة شابة فآثر الشابة عليها فناشدته الطلاق فطلقها واحدة ثم أمهلها حتى إذا كادت تحل راجعها ثم عاد فآثر الشابة فناشدته الطلاق فطلقها واحدة ثم راجعها ثم عاد فآثر الشابة فناشدته الطلاق فقال ما شئت إنما بقيت واحدة فإن شئت استقررت على ما ترين من الأثرة وإن شئت فارقتك قالت بل أستقر على الأثرة فأمسكها على ذلك ولم ير رافع عليه إثما حين قرت عنده على الأثرة
1167 1147 [ ص: 251 ] - ( مالك ، عن ابن شهاب ، عن رافع بن خديج ) بن رافع بن عدي الحارثي الأوسي الأنصاري ، أول مشاهده أحد ثم الخندق ، مات سنة ثلاث أو أربع وسبعين وقيل قبلها ( أنه تزوج بنت محمد بن مسلمة الأنصاري ) أكبر من اسمه محمد من الصحابة ( فكانت عنده حتى كبرت ) بكسر الموحدة أسنت ( فتزوج عليها فتاة شابة ، فآثر الشابة عليها ) قال ابن عبد البر : يريد في الميل بنفسه إليها والنشاط لها ، لا أنه آثرها عليها في مطعم وملبس ومبيت ; لأن هذا لا ينبغي أن يظن بمثل رافع ، والله أعلم . ( فناشدته ) طلبت منه ( الطلاق ، فطلقها واحدة ثم أمهلها حتى إذا كادت ) قاربت ( تحل ) أي تنقضي عدتها ( راجعها ، ثم عاد فآثر الشابة ، فناشدته الطلاق ، فطلقها واحدة ) ثانية ( ثم راجعها ، ثم عاد فآثر الشابة ، فناشدته الطلاق فقال : ما شئت إنما بقيت واحدة فإن شئت استقررت ) قررت عليك ، أي بقيت معي ( على ما ترين من الأثرة ) بضم الهمزة وسكون المثلثة وبفتح الهمزة والمثلثة ، الاستئثار عليك فيما لك فيه اشتراك في الاستلحاق ( وإن شئت فارقتك قالت : بل أستقر على الأثرة ، فأمسكها على ذلك ولم ير رافع عليه إثما حين قرت عنده على الأثرة ) لرضاها بذلك وهو حق لها فلها إسقاطه ، قال أبو عمر : زاد معمر عن الزهري : فذلك الصلح الذي بلغنا أنه أنزلت فيه : ( nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=128وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا ) ( سورة النساء : الآية 128 ) الآية ، وروى ابن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن رافع بن خديج كانت تحته ابنة محمد بن مسلمة فكره من أمرها إما كبرا وإما غيرة فأراد أن يطلقها فقالت : لا تطلقني واقسم لي ما شئت ، فجرت بذلك ونزلت : ( nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=128وإن امرأة خافت من بعلها ) ( سورة النساء : الآية 128 ) .
1167 1147 [ ص: 251 ] - ( مالك ، عن ابن شهاب ، عن رافع بن خديج ) بن رافع بن عدي الحارثي الأوسي الأنصاري ، أول مشاهده أحد ثم الخندق ، مات سنة ثلاث أو أربع وسبعين وقيل قبلها ( أنه تزوج بنت محمد بن مسلمة الأنصاري ) أكبر من اسمه محمد من الصحابة ( فكانت عنده حتى كبرت ) بكسر الموحدة أسنت ( فتزوج عليها فتاة شابة ، فآثر الشابة عليها ) قال ابن عبد البر : يريد في الميل بنفسه إليها والنشاط لها ، لا أنه آثرها عليها في مطعم وملبس ومبيت ; لأن هذا لا ينبغي أن يظن بمثل رافع ، والله أعلم . ( فناشدته ) طلبت منه ( الطلاق ، فطلقها واحدة ثم أمهلها حتى إذا كادت ) قاربت ( تحل ) أي تنقضي عدتها ( راجعها ، ثم عاد فآثر الشابة ، فناشدته الطلاق ، فطلقها واحدة ) ثانية ( ثم راجعها ، ثم عاد فآثر الشابة ، فناشدته الطلاق فقال : ما شئت إنما بقيت واحدة فإن شئت استقررت ) قررت عليك ، أي بقيت معي ( على ما ترين من الأثرة ) بضم الهمزة وسكون المثلثة وبفتح الهمزة والمثلثة ، الاستئثار عليك فيما لك فيه اشتراك في الاستلحاق ( وإن شئت فارقتك قالت : بل أستقر على الأثرة ، فأمسكها على ذلك ولم ير رافع عليه إثما حين قرت عنده على الأثرة ) لرضاها بذلك وهو حق لها فلها إسقاطه ، قال أبو عمر : زاد معمر عن الزهري : فذلك الصلح الذي بلغنا أنه أنزلت فيه : ( nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=128وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا ) ( سورة النساء : الآية 128 ) الآية ، وروى ابن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن رافع بن خديج كانت تحته ابنة محمد بن مسلمة فكره من أمرها إما كبرا وإما غيرة فأراد أن يطلقها فقالت : لا تطلقني واقسم لي ما شئت ، فجرت بذلك ونزلت : ( nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=128وإن امرأة خافت من بعلها ) ( سورة النساء : الآية 128 ) .