ولما كان الذنب مع العلم أبشع، والضلال بعد البيان أشنع، قال عاطفا على قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=86قال يا قوم ألم يعدكم أو على قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=87قالوا ما أخلفنا nindex.php?page=treesubj&link=28639_28723_32417_34189_34513_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=90ولقد قال لهم هارون أي مع أن من لم يعبده لم يملكوا رد من عبده.
ولما كان قولهم في بعض ذلك الزمان، قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=90من قبل أي من قبل رجوع
موسى، مستعطفا لهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=90يا قوم ثم حصر أمرهم ليجتمع فكرهم
[ ص: 332 ] [ونظرهم -] فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=90إنما فتنتم أي [وقع اختباركم -] فاختبرتم في صحة إيمانكم وصدقكم فيه وثباتكم عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=90به أي بهذا التمثال في إخراجه لكم على هذه الهيئة الخارقة للعادة. وأكد لأجل إنكارهم فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=90وإن ربكم أي الذي أخرجكم من العدم ورباكم بالإحسان
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=90الرحمن وحده الذي فضله عام ونعمه شاملة، فليس على بر ولا فاجر نعمة إلا وهي منه قبل أن يوجد العجل، وهو كذلك بعده. ومن رحمته قبول التوبة، فخافوا نزع نعمه بمعصيته، وارجوا إسباغها بطاعته
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=90فاتبعوني بغاية جهدكم في الرجوع إليه
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=90وأطيعوا أمري في دوام الشرف بالخضوع لديه، ودوام الإقبال عليه، يدفع عنكم ضيره، ويفض عليكم خيره.
وَلَمَّا كَانَ الذَّنْبُ مَعَ الْعِلْمِ أَبْشَعَ، وَالضَّلَالُ بَعْدَ الْبَيَانِ أَشْنَعَ، قَالَ عَاطِفًا عَلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=86قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ أَوْ عَلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=87قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا nindex.php?page=treesubj&link=28639_28723_32417_34189_34513_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=90وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ أَيْ مَعَ أَنَّ مَنْ لَمْ يَعْبُدْهُ لَمْ يَمْلِكُوا رَدَّ مَنْ عَبَدَهُ.
وَلَمَّا كَانَ قَوْلُهُمْ فِي بَعْضِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=90مِنْ قَبْلُ أَيْ مِنْ قَبْلِ رُجُوعِ
مُوسَى، مُسْتَعْطِفًا لَهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=90يَا قَوْمِ ثُمَّ حَصَرَ أَمْرَهُمْ لِيَجْتَمِعَ فِكْرُهُمْ
[ ص: 332 ] [وَنَظَرُهُمْ -] فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=90إِنَّمَا فُتِنْتُمْ أَيْ [وَقَعَ اخْتِبَارُكُمْ -] فَاخْتُبِرْتُمْ فِي صِحَّةِ إِيمَانِكُمْ وَصِدْقِكُمْ فِيهِ وَثَبَاتِكُمْ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=90بِهِ أَيْ بِهَذَا التِّمْثَالِ فِي إِخْرَاجِهِ لَكُمْ عَلَى هَذِهِ الْهَيْئَةِ الْخَارِقَةِ لِلْعَادَةِ. وَأَكَّدَ لِأَجْلِ إِنْكَارِهِمْ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=90وَإِنَّ رَبَّكُمُ أَيِ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنَ الْعَدَمِ وَرَبَّاكُمْ بِالْإِحْسَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=90الرَّحْمَنُ وَحْدَهُ الَّذِي فَضْلُهُ عَامٌّ وَنِعَمُهُ شَامِلَةٌ، فَلَيْسَ عَلَى بَرٍّ وَلَا فَاجِرٍ نِعْمَةٌ إِلَّا وَهِيَ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يُوجَدَ الْعِجْلُ، وَهُوَ كَذَلِكَ بَعْدَهُ. وَمِنْ رَحْمَتِهِ قَبُولُ التَّوْبَةِ، فَخَافُوا نَزْعَ نِعَمِهِ بِمَعْصِيَتِهِ، وَارْجُوا إِسْبَاغَهَا بِطَاعَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=90فَاتَّبِعُونِي بِغَايَةِ جُهْدِكُمْ فِي الرُّجُوعِ إِلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=90وَأَطِيعُوا أَمْرِي فِي دَوَامِ الشَّرَفِ بِالْخُضُوعِ لَدَيْهِ، وَدَوَامِ الْإِقْبَالِ عَلَيْهِ، يَدْفَعْ عَنْكُمْ ضَيْرَهُ، وَيُفِضْ عَلَيْكُمْ خَيْرَهُ.