الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
26893 11122 - (27439) - (6\433) عن خبيب، قال: سمعت عمتي - تقول: وكانت حجت مع النبي صلى الله عليه وسلم - قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن ابن أم مكتوم ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي بلال أو إن بلالا ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم، وكان يصعد هذا، وينزل هذا، فنتعلق به فنقول كما أنت حتى نتسحر".

التالي السابق


* قوله: "إن ابن أم مكتوم ينادي بليل. . . إلخ": قد جاء هذا في بلال، فقيل: هذا مقلوب، والصواب: أن بلالا ينادي بليل؛ كما هو الصحيح المشهور في كتب الحديث، وقيل: بل كان الأذان في الليل بين بلال وابن أم مكتوم بالنوبة، فتارة هذا يؤذن بليل، وتارة هذا، وقد سبق في مواضع من "المسند" ما يدل على أن الأذان بليل ما كان عن قصد، وإنما كان خطأ، والله تعالى أعلم.

[ ص: 141 ]

* "فنتعلق به": بالآخر.

* "كما أنت": أي: لا تؤذن، وهذا يدل على أن الحكم على العموم كان منوطا بالأذان، لا بطلوع الفجر، وأن المؤذن يجوز له نوع تأخير لمصلحة المتسحرين، والظاهر أن سبب ذلك أن الوارد نوط الحكم بتبين الفجر، لا بطلوعه؛ لقوله تعالى: حتى يتبين [البقرة: 187]. . . إلخ.

وعلامة التبين عند العامة هو الأذان، فيقوم مقامه إذا وجد، فيجوز للمؤذن التأخير إلى أن يتبين، لكن أهل العلم على أن المدار على الطلوع، فيشكل هذا، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية