nindex.php?page=treesubj&link=28992_19037_30539_30614_31788nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=41ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=41ولقد استهزئ برسل من قبلك تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن استهزائهم به صلى الله عليه وسلم في ضمن الاستعجال ، وعدة ضمنية بأنه يصيبهم مثل ما أصاب المستهزئين بالرسل السالفة عليهم الصلاة والسلام ، وتصديرها بالقسم لزيادة تحقيق مضمونها . وتنوين "الرسل" للتفخيم والتكثير . و"من" متعلقة بمحذوف هو صفة له ، أي : وبالله لقد استهزئ برسل أولي شأن خطير وذوي عدد كثير ، أو حل ، أو نحو ذلك ، فإن معناه يدور على الشمول واللزوم ، ولا يكاد يستعمل إلا في الشر والحيق ما يشتمل على الإنسان من مكروه فعله .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=41بالذين سخروا منهم أي : من اولئك الرسل عليهم السلام ، متعلق بـ "حاق" ، وتقديمه على فاعله الذي هو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=41ما كانوا به يستهزئون للمسارعة إلى بيان لحوق الشر بهم . و"ما" إما موصولة مفيدة للتهويل والضمير المجرور عائد إليها والجار متعلق بالفعل وتقديمه عليه لرعاية الفواصل ، أي : فأحاط بهم الذين كانوا يستهزءون به حيث أهلكوا لأجله ، وإما مصدرية فالضمير المجرور راجع حينئذ إلى جنس الرسول المدلول عليه بالجمع كما قالوا . ولعل إيثاره على الجمع للتنبيه على أنه يحيق بهم جزاء استهزائهم بكل واحد واحد منهم عليه السلام لا جزاء استهزائهم بكلهم من حيث هو كل فقط ، أي : فنـزل بهم جزاء استهزائهم على وضع السبب موضع السبب إيذانا بكمال الملابسة بينهما ، أو عين استهزائهم إن أريد بذلك العذاب الأخروي بناء على تجسم الأعمال ، فإن الأعمال الظاهرة في هذه النشأة بصور عرضية تبرز في النشأة الآخرة بصور جوهرية مناسبة لها في الحسن والقبح
[ ص: 69 ] وعلى ذلك بني الوزن ، وقد مر تفصيله في (سورة الأعراف ) ، وفي قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=23إنما بغيكم على أنفسكم ... الآية إلى آخرها .
nindex.php?page=treesubj&link=28992_19037_30539_30614_31788nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=41وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=41وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ تَسْلِيَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ اسْتِهْزَائِهِمْ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ضِمْنِ الِاسْتِعْجَالِ ، وَعِدَّةٌ ضِمْنِيَّةٌ بِأَنَّهُ يُصِيبُهُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ الْمُسْتَهْزِئِينَ بِالرُّسُلِ السَّالِفَةِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وَتَصْدِيرُهَا بِالْقَسَمِ لِزِيَادَةِ تَحْقِيقِ مَضْمُونِهَا . وَتَنْوِينُ "الرُّسُلِ" لِلتَّفْخِيمِ وَالتَّكْثِيرِ . وَ"مِنْ" مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ هُوَ صِفَةٌ لَهُ ، أَيْ : وَبِاللَّهِ لَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ أُولِي شَأْنٍ خَطِيرٍ وَذَوِي عَدَدٍ كَثِيرٍ ، أَوْ حَلٍّ ، أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ ، فَإِنَّ مَعْنَاهُ يَدُورُ عَلَى الشُّمُولِ وَاللُّزُومِ ، وَلَا يَكَادُ يُسْتَعْمَلُ إِلَّا فِي الشَّرِّ وَالْحَيْقِ مَا يَشْتَمِلُ عَلَى الْإِنْسَانِ مِنْ مَكْرُوهِ فِعْلِهِ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=41بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ أَيْ : مِنَ اُولَئِكَ الرُّسُلِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ ، مُتَعَلِّقٌ بِـ "حَاقَ" ، وَتَقْدِيمُهُ عَلَى فَاعِلِهِ الَّذِي هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=41مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ لِلْمُسَارَعَةِ إِلَى بَيَانِ لُحُوقِ الشَّرِّ بِهِمْ . وَ"مَا" إِمَّا مَوْصُولَةٌ مُفِيدَةٌ لِلتَّهْوِيلِ وَالضَّمِيرُ الْمَجْرُورُ عَائِدٌ إِلَيْهَا وَالْجَارُّ مُتَعَلِّقٌ بِالْفِعْلِ وَتَقْدِيمُهُ عَلَيْهِ لِرِعَايَةِ الْفَوَاصِلِ ، أَيْ : فَأَحَاطَ بِهِمُ الَّذِينَ كَانُوا يَسْتَهْزِءُونَ بِهِ حَيْثُ أُهْلِكُوا لِأَجْلِهِ ، وَإِمَّا مَصْدَرِيَّةٌ فَالضَّمِيرُ الْمَجْرُورُ رَاجِعٌ حِينَئِذٍ إِلَى جِنْسِ الرَّسُولِ الْمَدْلُولِ عَلَيْهِ بِالْجَمْعِ كَمَا قَالُوا . وَلَعَلَّ إِيثَارَهُ عَلَى الْجَمْعِ لِلتَّنْبِيهِ عَلَى أَنَّهُ يَحِيقُ بِهِمْ جَزَاءَ اسْتِهْزَائِهِمْ بِكُلِّ وَاحِدٍ وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَا جَزَاءَ اسْتِهْزَائِهِمْ بِكُلِّهِمْ مِنْ حَيْثُ هُوَ كُلٌّ فَقَطْ ، أَيْ : فَنَـزَلَ بِهِمْ جَزَاءُ اسْتِهْزَائِهِمْ عَلَى وَضْعِ السَّبَبِ مَوْضِعَ السَّبَبِ إِيذَانًا بِكَمَالِ الْمُلَابَسَةِ بَيْنَهُمَا ، أَوْ عَيْنُ اسْتِهْزَائِهِمْ إِنْ أُرِيدَ بِذَلِكَ الْعَذَابُ الْأُخْرَوِيُّ بِنَاءً عَلَى تَجَسُّمِ الْأَعْمَالِ ، فَإِنَّ الْأَعْمَالَ الظَّاهِرَةَ فِي هَذِهِ النَّشْأَةِ بِصُوَرٍ عَرْضِيَّةٍ تَبْرُزُ فِي النَّشْأَةِ الْآَخِرَةِ بِصُوَرٍ جَوْهَرِيَّةٍ مُنَاسِبَةٍ لَهَا فِي الْحُسْنِ وَالْقُبْحِ
[ ص: 69 ] وَعَلَى ذَلِكَ بُنِيَ الْوَزْنُ ، وَقَدْ مَرَّ تَفْصِيلُهُ فِي (سُورَةِ الْأَعْرَافِ ) ، وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=23إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ ... الْآَيَةُ إِلَى آَخِرِهَا .