الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  63 رواه موسى وعلي بن عبد الحميد عن سليمان ، عن ثابت ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم - بهذا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي روى الحديث المذكور موسى بن إسماعيل أبو سلمة المنقري التبوذكي وهو شيخ البخاري ، وقد مر ذكره ، وهو يروي هذا الحديث عن سليمان بن المغيرة أبي سعيد القيسي البصري عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه . وأخرجه أبو عوانة في صحيحه موصولا بهذا الطريق ، وكذا ابن منده في الإيمان .

                                                                                                                                                                                  فإن قلت : لم علقه البخاري ولم يخرجه موصولا ؟ قلت : قال الكرماني : يحتمل أن يكون البخاري يروي عن شيخه موسى بالواسطة فيكون تعليقا ، وفائدة ذكره الاستشهاد وتقوية ما تقدم . وقال بعضهم : إنما علقه البخاري لأنه لم يحتج بشيخه سليمان بن المغيرة ; يعني شيخ موسى بن إسماعيل الذي هو شيخ البخاري . قلت : كيف يقول " لم يحتج به " وقد روى له حديثا واحدا عن ابن أبي إياس عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي صالح السمان قال : رأيت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه في يوم جمعة يصلي إلى شيء يستره من الناس " - الحديث ، ذكره في باب يرد المصلي من بين يديه .

                                                                                                                                                                                  وقال أحمد بن حنبل فيه : ثبت ثبت ، ثقة ثقة . وقال ابن سعد : ثقة ثبت . وقال [ ص: 24 ] شعبة : سيد أهل البصرة . وقال أبو داود الطيالسي : كان من خيار الناس . سمع الحسن وابن سيرين وثابت البناني ، روى عنه الثوري وشعبة ، وتوفي سنة خمس وستين ومائة ، روى له الجماعة .

                                                                                                                                                                                  قوله " وعلي بن عبد الحميد " عطف على " موسى " ، وروى الحديث المذكور أيضا علي بن عبد الحميد عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه ، وأخرجه الترمذي موصولا من طريقه ، وأخرجه الدارمي عن علي بن عبد الحميد - إلخ ، وهو علي بن عبد الحميد بن مصعب أبو الحسين المعني - بفتح الميم وسكون العين المهملة وكسر النون بعدها ياء النسبة ، نسبة إلى معن بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس ، قال الرشاطي : المعني في الأزد وفي طي وفي ربيعة ; فالذي في أزد معن بن مالك والذي في طي معن بن عتود بن غسان بن سلامان بن نفل بن عمرو بن الغوث بن طي ، والذي في ربيعة معن بن زائدة بن عبد الله بن زائدة بن مطر بن شريك ، وروى عنه أبو زرعة وأبو حاتم وقالا : هو ثقة . وقال ابن عساكر : روى عنه البخاري تعليقا ، وتوفي سنة اثنتين وعشرين ومائتين . قلت : ليس له في البخاري سوى هذا الموضع المعلق ، وأما ثابت البناني فهو ابن أسلم أبو حامد البناني البصري العابد ، سمع ابن الزبير وابن عمر وأنسا وغيرهم من الصحابة والتابعين ، روى عنه خلق كثير . وقال أحمد ويحيى وأبو حاتم : ثقة ، ولا خلاف فيه . توفي سنة ثلاث وعشرين ومائة ، روى له الجماعة والبناني - بضم الباء الموحدة وبالنونين ، نسبة إلى بنانة بطن من قريش . وقال الزبير بن بكار : كانت بنانة أمة لسعد بن لؤي ، حضنت بنيه فنسبوا إليها . وقال الخطيب : بنانة هم بنو سعد بن غالب ، وأم سعد بنانة .

                                                                                                                                                                                  قوله " بهذا " أشار به إلى معنى الحديث المذكور ; لأن اللفظ مختلف ، فافهم !




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية