الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3584 - حدثنا عمرو بن علي ، قال : نا يحيى بن سعيد ، قال : نا عوف ، قال : نا أبو رجاء ، قال : حدثني عمران بن حصين ، [ ص: 58 ] رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وأنا سرينا ذات ليلة حتى كنا في آخر الليل وقعنا تلك الوقعة ، فلا وقعة أحلى عند المسافر منها فما أيقظنا إلا حر الشمس فكان أول من استيقظ فلان ثم فلان كان يسميهما وعمر بن الخطاب الرابع وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نام لم يوقظ حتى يكون هو الذي يستيقظ ، كنا لا ندري ما يحدث أو يحدث له في نومه فلما استيقظ رأى ما أصاب الناس وكان رجلا أجوف يعني عمر ، قال فكبر ورفع صوته بالتكبير ، قال فما يزال يكبر ويرفع صوته حتى انتبه بصوته رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوا إليه ما أصابهم فقال لا ضير أو لا يضير اركبوا فسار فنزل غير بعيد ونزلنا فدعا بوضوء فتوضأ ونودي بالصلاة فصلى بالناس فلما انفتل من صلاته إذا هو برجل معتزل لم يصل مع القوم فقال : يا رسول الله أصابتني جنابة ولا ماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليك بالصعيد فإنه يكفيك ثم سار رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتكى إليه الناس العطش فنزل ثم دعا فلانا يسميه أبو رجاء ونسيه عوف ودعا عليا فقال : اذهبا فابتغيا الماء أو ابغيانا الماء ، قال : فانطلقا ، قال : فتلقيا امرأة بين مزادتين أو سطيحتين من ماء على بعير لها فقالا لها : أين عهدك بالماء ؟ قالت : عهدي بالأمس هذه الساعة ونفرنا خلوف فقالا لها : انطلقي قالت إلى أين ؟ فقالا لها : إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إلى هذا الذي يقال له الصابئ فقالا : [ ص: 59 ] هو الذي تعنين فانطلقي إليه فجاء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحدثته الحديث فاستنزلوها عن بعيرها ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء فأفرغ فيه من أفواه المزادتين أو السطيحتين ثم أوكأ أفواههما وأطلق العزالي ونودي في الناس أن اسقوا فاستقى من استقى وسقى من سقى ، وكان آخر ذلك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء فقال : اذهب فأفرغه عليك وهي قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها ، قال : وايم الله لقد أقلع عنها حين أقلع وإنه ليخيل إلي أنها أشد ملأ منها حين أسقاها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اجمعوا لها ، فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة فجمعوا طعاما كثيرا فجعلوه في ثوب وحملوه على بعيرها ووضعوا الثوب بين يديها " فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تعلمين والله ما رزئناك من مائك شيئا ولكن الله هو سقانا " قال : فأتت أهلها وقد احتبست عليهم فقالوا : ما حبسك يا فلانة ؟ قالت : العجب لقيني رجلان فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له الصابئ ففعل بمائي كذا وكذا فوالله إنه لأسحر ما بين هذه وهذه لإصبعيها الوسطى والسبابة ورفعتهما إلى السماء يعني بين السماء والأرض أو أنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم حقا ، قال : فكان الناس يغزون فيغيرون على من حولها ولا يغيرون عليها فقالت يوما لأهلها ما ترون القوم يغيرون فيغيرون على من حولكم ولا يغيرون عليكم فجاءوا فدخلوا في الإسلام .

[ ص: 60 ] 3585 - حدثنا عمرو بن علي ، قال : نا يحيى ، قال : نا الحسن بن ذكوان [ ص: 61 ] عن أبي رجاء ، عن عمران بن حصين ، رضي الله عنه ، قال : " يخرج ناس من النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يقال لهم الجهنميون .

وهذا الحديث قد روي من وجوه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا من حسان الوجوه التي تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال فيه صفوان : عن الحسن بن ذكوان ، عن أبي رجاء ، عن عمران بن حصين ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والحسن بن ذكوان لا بأس به حدث عنه يحيى بن سعيد وصفوان وجماعة .

3586 - حدثنا أحمد بن ثابت ، قال : نا صفوان ، قال : نا الحسن بن ذكوان ، عن أبي رجاء ، عن عمران بن حصين ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية