الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  800 220 - حدثنا مسدد قال : حدثنا يحيى عن الأعمش قال : حدثني شقيق عن عبد الله قال : كنا إذا كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة ، قلنا : السلام على الله من عباده ، السلام على فلان وفلان ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا تقولوا : السلام على الله ; فإن الله هو السلام ، ولكن قولوا : التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين - فإنكم إذا قلتم أصاب كل عبد في السماء ، أو بين السماء والأرض - أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه ، فيدعو .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " ثم ليتخير من الدعاء " ، وقد مضى الكلام فيه في باب التشهد في الأخيرة ; لأنه أخرجه هناك عن أبي نعيم ، عن الأعمش ، عن شقيق إلى آخره ، وهاهنا عن مسدد ، عن يحيى القطان ، عن سليمان الأعمش إلى آخره .

                                                                                                                                                                                  قوله : “ ثم ليتخير " ويروى : " ثم يتخير من الدعاء أعجبه " قال الكرماني : أي أحسنه .

                                                                                                                                                                                  ( قلت ) : المعنى يتخير من الأدعية المأثورة فيدعو ، أي فيدعو به ، وكذا وقع في رواية أبي داود ، وفي رواية النسائي : " فليدع به " ، وفي رواية إسحاق عن عيسى ، عن الأعمش : " ثم ليتخير من الدعاء ما أحب " ، وفي رواية للبخاري في الدعوات : " ثم ليتخير ما يعجبه من الثناء ما شاء " ونحوه في رواية مسلم بلفظ " من المسألة " ، وقال الكرماني : وفيه جواز الدعاء بكل ما شاء دينيا ودنياويا ، شابه ألفاظ القرآن والأدعية أم لا .

                                                                                                                                                                                  ( قلت ) : ليس هذا على عمومه لقوله - صلى الله عليه وسلم - : " إن صلاتنا هذه " الحديث ، وقد مر الآن ، والكرماني تكلم بما له ، وسكت عما عليه ، وقال بعضهم : والمعروف في كتب الحنفية أنه لا يدعو في الصلاة إلا بما جاء في القرآن ، أو ثبت في الحديث ، لكن ظاهر حديث الباب يرد على أبي حنيفة .

                                                                                                                                                                                  ( قلت ) : ليس ما نقله عن كتب الحنفية كذلك ، بل المذكور في كتبهم أنه لا يدعو في الصلاة إلا من الأدعية المأثورة ، أو بما شابه ألفاظ القرآن ، وقوله : “ يرد عليه " رد عليه لأن فيما ذهبوا إليه إهمالا لحديث مسلم ، وهو : " إن صلاتنا هذه " الحديث ، ونحن عملنا بالحديثين ; لأنا نختار من الأدعية المأثورة أو من الأدعية ما شابه ألفاظ القرآن .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية