الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  897 62 - حدثنا عبد الله بن مسلمة ، قال : حدثنا ابن أبي حازم ، عن أبيه ، عن سهل بهذا وقال : ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  عبد الله بن مسلمة بفتح الميمين هو القعنبي ، وابن أبي حازم هو عبد العزيز ابن أبي حازم سلمة بن دينار المدني مات سنة أربع وثمانين ومائة ، وهو ساجد ، وقال أبو داود : مات فجأة يوم الجمعة في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - في التاريخ المذكور ، قوله : “ بهذا " أي : بهذا الحديث الذي قبله ، وأشار بهذا إلى أن أبا غسان وعبد العزيز المذكور اشتركا في رواية هذا الحديث عن أبي حازم ، وزاد عبد العزيز قوله : “ ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة " قوله : “ نقيل " بفتح النون من قال يقيل قيلولة فهو قائل ، والقيلولة الاستراحة نصف النهار ، وإن لم يكن معها نوم ، وكذلك المقيل ، وأصله أجوف يائي ، قوله : “ ولا نتغدى " بالغين المعجمة ، والدال المهملة من الغداء ، وهو الطعام الذي يؤكل أول النهار ، واستدلت الحنابلة بهذا الحديث لأحمد على جواز صلاة الجمعة قبل الزوال ، ورد عليهم بما قاله ابن بطال بأنه لا دلالة فيه على هذا ; لأنه لا يسمى بعد الجمعة وقت الغداء ; بل فيه أنهم كانوا يتشاغلون عن الغداء والقائلة بالتهيؤ [ ص: 253 ] للجمعة ، ثم بالصلاة ، ثم ينصرفون فيقيلون ، ويتغدون فتكون قائلتهم وغداؤهم بعد الجمعة عوضا عما فاتهم في وقته من أجل بكورهم ، وعلى هذا التأويل جمهور الأئمة وعامة العلماء ، وقد استوفينا الكلام فيه في باب وقت الجمعة إذا زالت الشمس .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية