الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4278 [ 2227 ] وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو قد جاءنا مال البحرين لقد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا". وقال بيديه جميعا، فقبض النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يجيء مال البحرين، فقدم على أبي بكر بعده، فأمر مناديا فنادى: من كانت له على النبي صلى الله عليه وسلم عدة أو دين فليأت، فقمت فقلت: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو جاءنا مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا". فحثى أبو بكر مرة، ثم قال لي: عدها، فعددتها فإذا هي خمس مائة، فقال: خذ مثليها.

                                                                                              رواه أحمد (3 \ 307)، والبخاري (2598)، ومسلم (2314) (60).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله - صلى الله عليه وسلم - لجابر : " لو قد جاءنا مال البحرين لأعطيتك هكذا، وهكذا، [ ص: 107 ] وهكذا " وقال بيديه جميعا، هذا يدل على سخاوة نفس النبي صلى الله عليه وسلم بالمال، وأنه ما كان لنفسه به تعلق، فإنه كان لا يعده بعدد، ولا يقدره بمقدار، لا عند أخذه، ولا عند بذله. وهذا منه صلى الله عليه وسلم كان وعدا لجابر رضي الله عنه، وكان المعلوم من خلقه الوفاء بالوعد، ولذلك نفذه له أبو بكر رضي الله عنه بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم. وهكذا كان خلق أبي بكر ، وخلق الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم، ألا ترى أبا بكر كيف نفذ عدة رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر بقول جابر ، ثم إنه دفعها له على نحو ما قال من غير تقدير؟ ! وأخبارهم في ذلك معروفة، وأحوالهم موصوفة، وكفى بذلك ما سار مسير المثل الذي لم يزل يجري على قول علي رضي الله عنه: يا صفراء ويا بيضاء غري غيري.




                                                                                              الخدمات العلمية