الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4300 [ 2243 ] وعنه قال: دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال عندنا فعرق، وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أم سليم، ما هذا الذي تصنعين؟ ". قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب.

                                                                                              وفي رواية: أنه عليه الصلاة والسلام كان يأتيها فيقيل عندها، فتبسط له نطعا فيقيل عليه، وكان كثير العرق فكانت تجمع عرقه فتجعله في الطيب والقوارير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أم سليم ما هذا؟ ". قالت: عرقك أدوف به طيبي.

                                                                                              وفي أخرى: نرجو بركته لصبياننا. قال: "أصبت".

                                                                                              رواه أحمد ( 3 \ 136 )، ومسلم (2331) (83 و 84) و (2332) (5).

                                                                                              [ 2244 ] وعن عائشة قالت: إن كان لينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغداة الباردة، ثم تفيض جبهته عرقا.

                                                                                              رواه أحمد ( 6 \ 58 )، ومسلم (2333) (86).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قولها: " دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عندنا ") أي: نام عندهم في القائلة، وفيه دليل على دخول الرجل على ذوات محارمه في القائلة ، وتبسطه معهن، ونومه على فراشهن، وكانت أم سليم ذات محرم له من الرضاعة. قاله القاضي عياض .

                                                                                              و (قولها: فجعلت أسلت العرق فيها ") أي: تجمعه في القارورة، كما قد جاء في الرواية الأخرى.

                                                                                              وقولها: " أدوف به طيبي " - بالدال المهملة - ثلاثيا أي: أخلطه، وهكذا صحيح الرواية فيه، وهو المشهور عند أهل اللغة، وحكي فيه: الذال المعجمة، ثلاثيا ورباعيا، وقد استوفيناه في كتاب الإيمان.




                                                                                              الخدمات العلمية