الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في الرخصة في ذلك

                                                                      2372 حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمر حدثنا عبد الوارث عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم قال أبو داود رواه وهيب بن خالد عن أيوب بإسناده مثله وجعفر بن ربيعة وهشام بن حسان عن عكرمة عن ابن عباس مثله

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( احتجم وهو صائم ) : قال الخطابي : وهذا يؤكد قول من رخص في الحجامة [ ص: 400 ] للصائم ورأى أن الحجامة لا تفسد الصوم ، وفيه دليل على أن الحجامة لا تضر المحرم ما لم تقطع شعرا . وقد تأول حديث ابن عباس رضي الله عنهما من ذهب إلى أن الحجامة تفطر الصائم فقال إنما احتجم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - صائما محرما وهو مسافر لأنا لا نعلمه كان محرما وهو مقيم ، وللمسافر أن يفطر ما شاء من طعام وجماع وحجامة وغيرها . قلت : وهذا التأويل غير صحيح لأنه قد أثبته حين احتجم صائما ، ولو كان يفسد صومه بالحجامة لكان يقال إنه أفطر بالحجامة ، كما يقال أفطر الصائم بشرب الماء وأكل التمر وما أشبههما ولا يقال أكل تمرا وهو صائم .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري والترمذي والنسائي ، ولفظ الترمذي : احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم صائم . [ ص: 401 ] ( رواه وهيب بن خالد ) : كما رواه عبد الوارث ( عن أيوب بإسناده ) : أي عن عكرمة ( مثله ) : أي بلفظ احتجم وهو صائم من غير ذكر لفظ محرم ( وجعفر بن ربيعة ) : أي وكذا روى جعفر بن ربيعة .




                                                                      الخدمات العلمية