الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4612 (82) باب ما ذكر في فضل أويس القرني - رضي الله عنه -

                                                                                              [ 2446 ] عن عمر بن الخطاب ، قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إن خير التابعين رجل يقال له أويس، وله والدة، وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم".

                                                                                              رواه أحمد ( 1 \ 38 )، ومسلم (2542) (224) . 50

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (82) ومن باب ما ذكر في أويس القرني - رضي الله عنه -

                                                                                              اختلف في نسبه ، فقيل : أويس بن عامر بن جزء بن مالك ، وهو الصحيح . وقيل : أويس بن أنيس ، وقيل : أويس بن الخليص المرادي ، ثم القرني - بفتح الراء - منسوب إلى قرن ، قبيلة معروفة . كان رحمه الله من أولياء الله المختفين الذين لا يؤبه لهم ، ولولا أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخبر عنه ، ووصفه بوصفه ، ونعته ، وعلامته لما عرفه أحد ، وكان موجودا في حياة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وآمن به ، وصدقه ، ولم يلقه ، ولا كاتبه ، فلم يعد في الصحابة . وقد أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه من التابعين حيث قال : " إنه خير التابعين " . وقد اختلف في زمن موته ، فروي عن عبد الله بن [ ص: 496 ] مسلم قال : غزونا أذربيجان زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومعنا أويس القرني، فلما رجعنا مرض علينا ، فحملناه فلم يستمسك فمات، فنزلنا ، فإذا قبر محفور ، وماء مسكوب، وكفن وحنوط، فغسلناه، وكفناه، وصلينا عليه، فقال بعضنا لبعض : لو رجعنا فعلمنا قبره ، فإذا لا قبر ولا أثر .

                                                                                              وروي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : نادى رجل من أهل الشام يوم صفين : أفيكم أويس القرني ؟ فقلنا : نعم ، قال : إني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : " أويس القرني خير التابعين بإحسان " . وعطف دابته فدخل مع أصحاب علي . قال عبد الرحمن : توجد في قتلى أصحاب علي رضي الله عنهما .

                                                                                              وله أخبار كثيرة ، وكرامات ظاهرة ، ذكرها أبو نعيم ، وأبو الفرج الجوزي في كتبهما . وأويس تصغير أوس ، وأوس : الذئب ، وبه سمي الرجل، وقيل : إنه سمي بأوس الذي هو مصدر أست ، الرجل أوسا : إذا أعطيته ، فالأوس : العطية .




                                                                                              الخدمات العلمية