[ ص: 90 - 91 ] ( أن يتخذ أمامه سترة ) لقوله عليه الصلاة والسلام { وينبغي لمن يصلي في الصحراء }. [ ص: 92 ] ( ومقدارها ذراع فصاعدا ) لقوله عليه الصلاة والسلام { إذا صلى أحدكم في الصحراء فليجعل بين يديه سترة }( وقيل : ينبغي أن تكون في غلظ الإصبع ) لأن ما دونه لا يبدو للناظر من بعيد ، فلا يحصل المقصود . [ ص: 93 ] ( ويقرب من السترة ) لقوله عليه الصلاة والسلام { أيعجز أحدكم إذا صلى في الصحراء أن يكون أمامه مثل مؤخرة الرحل }. [ ص: 94 ] ( ويجعل السترة على حاجبه الأيمن أو على الأيسر ) به ورد الأثر ولا بأس بترك السترة إذا أمن المرور ، ولم يواجه الطريق . من صلى إلى سترة فليدن منها
[ ص: 95 ] ( سترة للقوم ) لأنه عليه الصلاة والسلام { وسترة الإمام صلى ببطحاء مكة إلى عنزة }ولم يكن للقوم سترة ( ويعتبر الغرز دون الإلقاء والخط ) لأن المقصود لا يحصل به . [ ص: 96 ] ( ويدرأ المار إذا لم يكن بين يديه سترة أو مر بينه وبين السترة ) لقوله عليه الصلاة والسلام { }. ( ويدرأ بالإشارة ) كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بولد ادرءوا ما استطعتم رضي الله عنها( أو يدفع بالتسبيح ) لما روينا من قبل ( ويكره الجمع بينهما ) لأن بأحدهما كفاية . أم سلمة
التالي
السابق
الحديث الحادي والثمانون : قال عليه السلام : { ، فليجعل بين يديه سترة صلى أحدكم في الصحراء } ، قلت : غريب بهذا اللفظ ، ويقرب منه ما أخرجه إذا أبو داود عن حديث عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { أبي هريرة }. انتهى . إذا صلى أحدكم ، فليجعل تلقاء وجهه شيئا ، فإن لم يجد ، فلينصب عصا ، فإن لم يكن معه عصا فليخطط خطا ، ولا يضره ما مر أمامه
وأخرجه في " صحيحه " في النوع الحادي والستين ، من القسم الثالث . وأخرج ابن حبان أبو داود والنسائي عن وابن ماجه عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { }. انتهى . إذا صلى أحدكم ، فليصل إلى سترة ، وليدن منها ، ولا يدع أحدا يمر بين يديه ، فإن جاء أحد يمر فليقاتله ، فإنه شيطان
وأخرج في " صحيحه " ابن حبان في " مستدركه " عن والحاكم الضحاك بن عثمان ثنا صدقة بن يسار عن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ابن عمر }. انتهى . إذا صلى أحدكم ، فليصل إلى سترة ، ولا يدع أحدا يمر بين يديه
قال : صحيح على شرط الحاكم ، ولم يخرجه ، وأخرجه مسلم ، أحمد والبزار في " مسانيدهم " ، وزاد وإسحاق بن راهويه فيه : فإن أبى فليقاتله ، فإن معه القرين ، وروى ابن حبان في " تاريخه الكبير ، في ترجمة البخاري سبرة بن معبد الجهني " حدثنا الحميدي ثنا حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة بن معبد الجهني حدثني عمي عبد الملك بن الربيع بن سبرة بن معبد الجهني عن أبيه عن جده ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : { }. انتهى . ليستتر أحدكم في صلاته ، ولو بسهم
وأخرج في " مستدركه " أيضا عن الحاكم سهل بن أبي خيثمة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { }انتهى . وقال : على شرطهما . [ ص: 92 ] إذا صلى أحدكم ، فليصل إلى سترة ، وليدن منها
الحديث الثاني والثمانون : قال عليه السلام : { } ، قلت : غريب بهذا اللفظ ، وأخرج أيعجز أحدكم إذا صلى في الصحراء أن يكون أمامه مثل مؤخرة الرحل ؟ عن مسلم ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { طلحة بن عبيد الله }. انتهى . إذا جعلت بين يديك مثل مؤخرة الرحل ، فلا يضرك من مر بين يديك
وأخرج أيضا عن عبد الله بن الصامت عن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أبي ذر }. انتهى . وأخرج أيضا عن إذا قام أحدكم يصلي ، فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أبي هريرة }. انتهى . يقطع الصلاة : المرأة والحمار والكلب ، ويقي ذلك مثل مؤخرة الرحل
وأخرج أيضا عن عروة عن ، قالت : { عائشة تبوك عن سترة المصلي ، فقال : مثل مؤخرة الرحل }. انتهى . سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة
أحاديث المرور بين يديه : أخرج في " صحيحه " عن مسلم عبيد الله بن عبد الله عن { ، قال : جئت أنا ابن عباس على أتان ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ، فمررنا على بعض الصف ، فنزلنا وتركناها ترتع ، ودخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة ، فلم يقل لنا شيئا والفضل بن عباس }. انتهى .
قال الشيخ تقي الدين في " الإمام " : وجعل بعضهم هذا على أنه كان يصلي بدون سترة ، واستدل بما أخرجه أبو داود عن عباس بن عبيد الله بن عباس عن { ، قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في بادية ، ومعه الفضل بن عباس ، فصلى في صحراء ليس بين يديه سترة ، وحمارة . وكلبة تعبثان بين يديه ، فما بالى ذلك ابن عباس }انتهى .
وروى في " مسنده " حدثنا البزار بشر بن آدم ثنا عن أبو عاصم ، أنبأ ابن جريج أن عبد الكريم أخبره عن { مجاهدا ، قال : أتيت أنا ابن عباس والفضل ، على أتان ، فمررنا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة ، وهو يصلي المكتوبة ، ليس شيء يستره ، ويحول بيننا وبينه }. انتهى .
ولكن روى ، البخاري من حديث { ومسلم عن أبيه ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو عون بن أبي جحيفة بالأبطح ، فقام ، فتوضأ ، وأذن ، ثم ركزت له عنزة ، ثم قام ، فصلى العصر ركعتين ، يمر بين يديه : الحمار [ ص: 93 ] والكلب لا يمنع ، ثم لم يزل يصلي ركعتين حتى دخل بلال المدينة ، مختصر } ، فظاهر هذا اللفظ أن الكلب ، والحمار ، مرا بين يديه ، دون السترة ، إذ لا يقال : مر بين يديه كذا ، لشيء يمر من وراء السترة ، والله أعلم .
الحديث الثالث والثمانون : قال عليه السلام : { } ، قلت : روي من حديث من صلى إلى سترة ، فليدن منها سهل بن أبي خيثمة ، ومن حديث الخدري ، ومن حديث ، ومن حديث جبير بن مطعم ، ومن حديث سهل بن سعد . أما حديث بريدة سهل بن أبي خيثمة ، فأخرجه أبو داود عن والنسائي سفيان عن عن صفوان بن سليم عن نافع بن جبير سهل بن أبي خيثمة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال { }انتهى . وكذلك رواه إذا صلى أحدكم إلى سترة ، فليدن منها ، لا يقطع الشيطان عليه صلاته في " صحيحه " في النوع الخامس والتسعين ، من القسم الأول ، قال ابن حبان أبو داود : وقد اختلف في إسناده ، ورواه في " المستدرك " ، وقال : على شرط الحاكم البخاري . ومسلم
وأما حديث الخدري فرواه في " صحيحه " من حديث ابن حبان عن زيد بن أسلم عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { }انتهى . إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها ، فإن الشيطان يمر بينه وبينها ، ولا يدع أحدا يمر بين يديه
ورواه أبو داود بلفظ : { }. إذا صلى أحدكم ، فليصل إلى سترة ، وليدن منها
قال النووي في " الخلاصة " : إسناده صحيح انتهى .
وأما حديث فرواه جبير بن مطعم في " معجمه " حدثنا الطبراني محمد بن العباس الأحزم الأصفهاني ثنا سليمان بن أيوب الصريفيني ثنا بشر بن السري عن داود بن قيس الفراء عن عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { نافع بن جبير بن مطعم }. انتهى . إذا صلى [ ص: 94 ] أحدكم إلى سترة ، فليدن منها ، لا يمر الشيطان بينه وبينها
ورواه في " مسنده " حدثنا البزار عبد الله بن شبيب ثنا محمد بن عمر الجبيري ثنا محمد بن عبد الله بن عمير ، هكذا وجدته في " كتابه " ، وأحسبه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أمية بن صفوان عن عن أبيه ، فذكره ، وقال : لا يحفظه من حديث محمد بن جبير بن مطعم جبير إلا من هذا الوجه .
وأما حديث فأخرجه سهل بن سعد في " معجمه " أيضا عن الطبراني عن ابن لهيعة عبيد الله بن أبي جعفر عن عن صفوان بن سليم عن نافع بن جبير مرفوعا ، نحوه سواء ، ثم أخرجه عن سهل بن سعد الساعدي عن إسماعيل بن جعفر عيسى بن ميمون بن إياس عن به ، نحوه ، وبهذا السند رواه صفوان بن سليم أبو نعيم في " الحلية في ترجمة " ، وقال : هكذا قال صفوان بن سليم وتابعه عليه إسماعيل بن جعفر عبيد الله بن أبي جعفر ، فقالا : عن . وأما حديث سهل بن سعد فرواه بريدة في " مسنده " حدثنا البزار عمرو بن مالك ثنا عمرو بن النعمان ثنا يوسف بن صهيب عن عن أبيه مرفوعا ، نحوه ، سواء ، وقال : لا نعلمه يروى عن عبد الله بن بريدة إلا من هذا الوجه ، بريدة وعمرو بن النعمان بصري مشهور . انتهى .
الحديث الرابع والثمانون : قال المصنف : ويجعل السترة على حاجبه الأيمن ، أو الأيسر ، به ورد الأثر ، قلت : يشير إلى حديث أخرجه أبو داود في " سننه " عن عن علي بن عياش الوليد بن كامل عن المهلب بن حجر عن { ضباعة بنت المقداد بن الأسود عن أبيها ، قال : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى عود ، ولا عمود ، ولا شجرة ، إلا جعله على حاجبه الأيمن ، أو الأيسر ، ولا يصمد له صمدا }. انتهى .
ورواه في " مسنده " [ ص: 95 ] . أحمد في " معجمه " والطبراني وابن عدي في " الكامل " ، وأعله بالوليد بن كامل ، ونقل عن ، أنه قال : عنده عجائب ، وأما البخاري ابن القطان ، فإنه ذكر فيه علتين : علة في إسناده ، وعلة في متنه ، أما التي في إسناده ، فقال إن فيه ثلاثة مجاهيل : فضباعة مجهولة الحال ، ولا أعلم أحدا ذكرها . وكذلك المهلب بن حجر مجهول الحال والوليد بن كامل من الشيوخ الذين لم يثبت عدالتهم ، وليس له من الرواية كثير شيء ، يستدل به على حاله ، وأما التي في متنه ، فهي أن أبا علي بن السكن رواه في " سننه " هكذا : حدثنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي ثنا أبو تقي هشام بن عبد الملك ثنا عن بقية الوليد بن كامل ثنا المهلب بن حجر البهراني عن ضبيعة بنت المقدام بن معدي كرب عن أبيها ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { }. انتهى . إذا صلى أحدكم إلى عمود أو سارية أو شيء فلا يجعله نصب عينيه ، وليجعله على حاجبه الأيسر
قال : أخرج هذا الحديث ابن السكن أبو داود عن رواية عن علي بن عياش الوليد بن كامل ، فغير إسناده ومتنه ، فإنه عن ضباعة بنت المقداد بن الأسود عن أبيها ، وهذا الذي روى هو عن بقية ضبيعة بنت المقدام بن معدي كرب عن أبيها ، وذاك فعل . وهذا قول ، قال ابن القطان : فمع اختلافهما في المتن ، يقول : بقية ضبيعة بنت المقدام ، يقول : وابن عياش ضباعة بنت المقداد ، فالوهن من حيث هو اختلاف على الوليد بن كامل ، ومورث للشك فيما كان عنده من ذلك على ضعف الوليد في نفسه ، والجهل بحال من فوقه ، ولما ذكر ابن أبي حاتم المهلب بن حجر ، ذكره برواية الوليد بن كامل ، وأنه يروي عن ضباعة بنت المقداد ، وأما ضبيعة بنت المقدام فجاء هو بأمر ثالث ، وذلك كله دليل على الاضطراب ، والجهل بحال الرواة . انتهى .
الحديث الخامس والثمانون : روي { أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ببطحاء مكة إلى عنزة ، ولم يكن للقوم سترة } ، قلت : أخرجه البخاري عن ومسلم عن أبيه { عون بن أبي جحيفة بالبطحاء ، وبين يديه عنزة ، والمرأة والحمار يمرون من [ ص: 96 ] ورائها }. قوله : ولم يكن للقوم سترة ليس في الحديث ، فيحتمل أن يكون من كلام أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم المصنف ، وهو الأظهر .
الحديث السادس والثمانون : قال عليه السلام : { } ، قلت : تقدم فادرءوا ما استطعتم لأبي داود عن عن مجالد أبي الوداك عن الخدري مرفوعا : { }. وفي حديث لا يقطع الصلاة شيء ، وادرءوا ما استطعتم ، وفي حديث ابن عمر نحو ذلك ، وقد تقدم في حديث : { جابر } ، وأخرج لا يقطع الصلاة شيء البخاري عن ومسلم الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { } ، انتهى . إذا كان أحدكم يصلي ، فلا يدع أحدا يمر بين يديه ، وليدرأه ما استطاع ، فإن أبى ، فليقاتله ، فإنما هو شيطان
وأخرج عن مسلم مرفوعا ، نحوه سواء ، وقال ابن عمر في " صحيحه " ، بعد أن رواه : ومعناه أن معه شيطانا يأمره بذلك ، لا أن الرجل شيطان ، يدل عليه ما أخبرنا ابن حبان أبو بكر بن خزيمة ، ثم أسند عن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ابن عمر }. انتهى . وهذا رواه لا تصلوا إلا إلى سترة ، ولا يدع المصلي أحدا يمر بين يديه ، فإن أبى ، فليقاتله ، فإن معه القرين في " صحيحه " بهذا اللفظ ، ورواه مسلم في " مسنده " ، وزاد : { البزار يعني الشيطان }. انتهى .
وقد يقال : إنه على ظاهره ، فإن الشيطان اسم لكل متمرد ، قال في الصحاح : وكل عات متمرد ، من الإنس والجن والدواب ، فهو شيطان . انتهى .
وقال في " الشفاء " : وقد استمر كلام القاضي عياض العرب في وصفهم كل قبيح من شخص ، أو غيره بالشيطان ، قال تعالى : { كأنه رءوس الشياطين } ، وقال عليه السلام : { } ، كلام الصحاح أخص من هذه ، لأنه خصه بالحيوان ، والله أعلم . فليقاتله ، فإنما هو شيطان
الحديث السابع والثمانون : قال المصنف : { ويدرأ بالإشارة ، كما فعل عليه السلام [ ص: 97 ] بولدي أم سلمة } ، قلت : رواه في " سننه " حدثنا ابن ماجه ثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن أسامة بن زيد محمد بن قيس هو قاص عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن { ، قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجرة أم سلمة ، فمر بين يديه أم سلمة عبد الله ، أو ، فقال بيده ، فرجع ، فمرت عمر بن أبي سلمة ، فقال بيده ، هكذا ، فمضت ، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هن أغلب زينب بنت أم سلمة }. انتهى .
رواه في " مصنفه " هكذا ، قال ابن أبي شيبة ابن القطان في " كتابه " : بعد أن ذكر الحديث من جهة ، ابن أبي شيبة ومحمد بن قيس هذا لا أعرف من هو ، فإن في طبقته جماعة باسمه ، وأمه لا تعرف ألبتة ، فالحديث من أجلهما لا يعرف . انتهى . ولم أجد في " كتاب ، ومصنف ابن ماجه " إلا ابن أبي شيبة محمد بن قيس عن أبيه ، وكلام ابن القطان مبني على أنه قال : عن أمه .
وقوله : ومحمد بن قيس لا أعرف من هو ، فقد عرفه ، بقوله : هو قاص ابن ماجه ، وفي " تهذيب الكمال " أخرج له عمر بن عبد العزيز ، واستشهد به مسلم ، فلينظر في ذلك كله ، والله أعلم . البخاري
وأخرجه في " صحيحه " في النوع الحادي والستين ، من القسم الثالث . وأخرج ابن حبان أبو داود والنسائي عن وابن ماجه عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { }. انتهى . إذا صلى أحدكم ، فليصل إلى سترة ، وليدن منها ، ولا يدع أحدا يمر بين يديه ، فإن جاء أحد يمر فليقاتله ، فإنه شيطان
وأخرج في " صحيحه " ابن حبان في " مستدركه " عن والحاكم الضحاك بن عثمان ثنا صدقة بن يسار عن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ابن عمر }. انتهى . إذا صلى أحدكم ، فليصل إلى سترة ، ولا يدع أحدا يمر بين يديه
قال : صحيح على شرط الحاكم ، ولم يخرجه ، وأخرجه مسلم ، أحمد والبزار في " مسانيدهم " ، وزاد وإسحاق بن راهويه فيه : فإن أبى فليقاتله ، فإن معه القرين ، وروى ابن حبان في " تاريخه الكبير ، في ترجمة البخاري سبرة بن معبد الجهني " حدثنا الحميدي ثنا حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة بن معبد الجهني حدثني عمي عبد الملك بن الربيع بن سبرة بن معبد الجهني عن أبيه عن جده ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : { }. انتهى . ليستتر أحدكم في صلاته ، ولو بسهم
وأخرج في " مستدركه " أيضا عن الحاكم سهل بن أبي خيثمة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { }انتهى . وقال : على شرطهما . [ ص: 92 ] إذا صلى أحدكم ، فليصل إلى سترة ، وليدن منها
الحديث الثاني والثمانون : قال عليه السلام : { } ، قلت : غريب بهذا اللفظ ، وأخرج أيعجز أحدكم إذا صلى في الصحراء أن يكون أمامه مثل مؤخرة الرحل ؟ عن مسلم ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { طلحة بن عبيد الله }. انتهى . إذا جعلت بين يديك مثل مؤخرة الرحل ، فلا يضرك من مر بين يديك
وأخرج أيضا عن عبد الله بن الصامت عن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أبي ذر }. انتهى . وأخرج أيضا عن إذا قام أحدكم يصلي ، فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أبي هريرة }. انتهى . يقطع الصلاة : المرأة والحمار والكلب ، ويقي ذلك مثل مؤخرة الرحل
وأخرج أيضا عن عروة عن ، قالت : { عائشة تبوك عن سترة المصلي ، فقال : مثل مؤخرة الرحل }. انتهى . سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة
أحاديث المرور بين يديه : أخرج في " صحيحه " عن مسلم عبيد الله بن عبد الله عن { ، قال : جئت أنا ابن عباس على أتان ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ، فمررنا على بعض الصف ، فنزلنا وتركناها ترتع ، ودخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة ، فلم يقل لنا شيئا والفضل بن عباس }. انتهى .
قال الشيخ تقي الدين في " الإمام " : وجعل بعضهم هذا على أنه كان يصلي بدون سترة ، واستدل بما أخرجه أبو داود عن عباس بن عبيد الله بن عباس عن { ، قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في بادية ، ومعه الفضل بن عباس ، فصلى في صحراء ليس بين يديه سترة ، وحمارة . وكلبة تعبثان بين يديه ، فما بالى ذلك ابن عباس }انتهى .
وروى في " مسنده " حدثنا البزار بشر بن آدم ثنا عن أبو عاصم ، أنبأ ابن جريج أن عبد الكريم أخبره عن { مجاهدا ، قال : أتيت أنا ابن عباس والفضل ، على أتان ، فمررنا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة ، وهو يصلي المكتوبة ، ليس شيء يستره ، ويحول بيننا وبينه }. انتهى .
ولكن روى ، البخاري من حديث { ومسلم عن أبيه ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو عون بن أبي جحيفة بالأبطح ، فقام ، فتوضأ ، وأذن ، ثم ركزت له عنزة ، ثم قام ، فصلى العصر ركعتين ، يمر بين يديه : الحمار [ ص: 93 ] والكلب لا يمنع ، ثم لم يزل يصلي ركعتين حتى دخل بلال المدينة ، مختصر } ، فظاهر هذا اللفظ أن الكلب ، والحمار ، مرا بين يديه ، دون السترة ، إذ لا يقال : مر بين يديه كذا ، لشيء يمر من وراء السترة ، والله أعلم .
الحديث الثالث والثمانون : قال عليه السلام : { } ، قلت : روي من حديث من صلى إلى سترة ، فليدن منها سهل بن أبي خيثمة ، ومن حديث الخدري ، ومن حديث ، ومن حديث جبير بن مطعم ، ومن حديث سهل بن سعد . أما حديث بريدة سهل بن أبي خيثمة ، فأخرجه أبو داود عن والنسائي سفيان عن عن صفوان بن سليم عن نافع بن جبير سهل بن أبي خيثمة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال { }انتهى . وكذلك رواه إذا صلى أحدكم إلى سترة ، فليدن منها ، لا يقطع الشيطان عليه صلاته في " صحيحه " في النوع الخامس والتسعين ، من القسم الأول ، قال ابن حبان أبو داود : وقد اختلف في إسناده ، ورواه في " المستدرك " ، وقال : على شرط الحاكم البخاري . ومسلم
وأما حديث الخدري فرواه في " صحيحه " من حديث ابن حبان عن زيد بن أسلم عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { }انتهى . إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها ، فإن الشيطان يمر بينه وبينها ، ولا يدع أحدا يمر بين يديه
ورواه أبو داود بلفظ : { }. إذا صلى أحدكم ، فليصل إلى سترة ، وليدن منها
قال النووي في " الخلاصة " : إسناده صحيح انتهى .
وأما حديث فرواه جبير بن مطعم في " معجمه " حدثنا الطبراني محمد بن العباس الأحزم الأصفهاني ثنا سليمان بن أيوب الصريفيني ثنا بشر بن السري عن داود بن قيس الفراء عن عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { نافع بن جبير بن مطعم }. انتهى . إذا صلى [ ص: 94 ] أحدكم إلى سترة ، فليدن منها ، لا يمر الشيطان بينه وبينها
ورواه في " مسنده " حدثنا البزار عبد الله بن شبيب ثنا محمد بن عمر الجبيري ثنا محمد بن عبد الله بن عمير ، هكذا وجدته في " كتابه " ، وأحسبه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أمية بن صفوان عن عن أبيه ، فذكره ، وقال : لا يحفظه من حديث محمد بن جبير بن مطعم جبير إلا من هذا الوجه .
وأما حديث فأخرجه سهل بن سعد في " معجمه " أيضا عن الطبراني عن ابن لهيعة عبيد الله بن أبي جعفر عن عن صفوان بن سليم عن نافع بن جبير مرفوعا ، نحوه سواء ، ثم أخرجه عن سهل بن سعد الساعدي عن إسماعيل بن جعفر عيسى بن ميمون بن إياس عن به ، نحوه ، وبهذا السند رواه صفوان بن سليم أبو نعيم في " الحلية في ترجمة " ، وقال : هكذا قال صفوان بن سليم وتابعه عليه إسماعيل بن جعفر عبيد الله بن أبي جعفر ، فقالا : عن . وأما حديث سهل بن سعد فرواه بريدة في " مسنده " حدثنا البزار عمرو بن مالك ثنا عمرو بن النعمان ثنا يوسف بن صهيب عن عن أبيه مرفوعا ، نحوه ، سواء ، وقال : لا نعلمه يروى عن عبد الله بن بريدة إلا من هذا الوجه ، بريدة وعمرو بن النعمان بصري مشهور . انتهى .
الحديث الرابع والثمانون : قال المصنف : ويجعل السترة على حاجبه الأيمن ، أو الأيسر ، به ورد الأثر ، قلت : يشير إلى حديث أخرجه أبو داود في " سننه " عن عن علي بن عياش الوليد بن كامل عن المهلب بن حجر عن { ضباعة بنت المقداد بن الأسود عن أبيها ، قال : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى عود ، ولا عمود ، ولا شجرة ، إلا جعله على حاجبه الأيمن ، أو الأيسر ، ولا يصمد له صمدا }. انتهى .
ورواه في " مسنده " [ ص: 95 ] . أحمد في " معجمه " والطبراني وابن عدي في " الكامل " ، وأعله بالوليد بن كامل ، ونقل عن ، أنه قال : عنده عجائب ، وأما البخاري ابن القطان ، فإنه ذكر فيه علتين : علة في إسناده ، وعلة في متنه ، أما التي في إسناده ، فقال إن فيه ثلاثة مجاهيل : فضباعة مجهولة الحال ، ولا أعلم أحدا ذكرها . وكذلك المهلب بن حجر مجهول الحال والوليد بن كامل من الشيوخ الذين لم يثبت عدالتهم ، وليس له من الرواية كثير شيء ، يستدل به على حاله ، وأما التي في متنه ، فهي أن أبا علي بن السكن رواه في " سننه " هكذا : حدثنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي ثنا أبو تقي هشام بن عبد الملك ثنا عن بقية الوليد بن كامل ثنا المهلب بن حجر البهراني عن ضبيعة بنت المقدام بن معدي كرب عن أبيها ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { }. انتهى . إذا صلى أحدكم إلى عمود أو سارية أو شيء فلا يجعله نصب عينيه ، وليجعله على حاجبه الأيسر
قال : أخرج هذا الحديث ابن السكن أبو داود عن رواية عن علي بن عياش الوليد بن كامل ، فغير إسناده ومتنه ، فإنه عن ضباعة بنت المقداد بن الأسود عن أبيها ، وهذا الذي روى هو عن بقية ضبيعة بنت المقدام بن معدي كرب عن أبيها ، وذاك فعل . وهذا قول ، قال ابن القطان : فمع اختلافهما في المتن ، يقول : بقية ضبيعة بنت المقدام ، يقول : وابن عياش ضباعة بنت المقداد ، فالوهن من حيث هو اختلاف على الوليد بن كامل ، ومورث للشك فيما كان عنده من ذلك على ضعف الوليد في نفسه ، والجهل بحال من فوقه ، ولما ذكر ابن أبي حاتم المهلب بن حجر ، ذكره برواية الوليد بن كامل ، وأنه يروي عن ضباعة بنت المقداد ، وأما ضبيعة بنت المقدام فجاء هو بأمر ثالث ، وذلك كله دليل على الاضطراب ، والجهل بحال الرواة . انتهى .
الحديث الخامس والثمانون : روي { أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ببطحاء مكة إلى عنزة ، ولم يكن للقوم سترة } ، قلت : أخرجه البخاري عن ومسلم عن أبيه { عون بن أبي جحيفة بالبطحاء ، وبين يديه عنزة ، والمرأة والحمار يمرون من [ ص: 96 ] ورائها }. قوله : ولم يكن للقوم سترة ليس في الحديث ، فيحتمل أن يكون من كلام أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم المصنف ، وهو الأظهر .
الحديث السادس والثمانون : قال عليه السلام : { } ، قلت : تقدم فادرءوا ما استطعتم لأبي داود عن عن مجالد أبي الوداك عن الخدري مرفوعا : { }. وفي حديث لا يقطع الصلاة شيء ، وادرءوا ما استطعتم ، وفي حديث ابن عمر نحو ذلك ، وقد تقدم في حديث : { جابر } ، وأخرج لا يقطع الصلاة شيء البخاري عن ومسلم الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { } ، انتهى . إذا كان أحدكم يصلي ، فلا يدع أحدا يمر بين يديه ، وليدرأه ما استطاع ، فإن أبى ، فليقاتله ، فإنما هو شيطان
وأخرج عن مسلم مرفوعا ، نحوه سواء ، وقال ابن عمر في " صحيحه " ، بعد أن رواه : ومعناه أن معه شيطانا يأمره بذلك ، لا أن الرجل شيطان ، يدل عليه ما أخبرنا ابن حبان أبو بكر بن خزيمة ، ثم أسند عن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ابن عمر }. انتهى . وهذا رواه لا تصلوا إلا إلى سترة ، ولا يدع المصلي أحدا يمر بين يديه ، فإن أبى ، فليقاتله ، فإن معه القرين في " صحيحه " بهذا اللفظ ، ورواه مسلم في " مسنده " ، وزاد : { البزار يعني الشيطان }. انتهى .
وقد يقال : إنه على ظاهره ، فإن الشيطان اسم لكل متمرد ، قال في الصحاح : وكل عات متمرد ، من الإنس والجن والدواب ، فهو شيطان . انتهى .
وقال في " الشفاء " : وقد استمر كلام القاضي عياض العرب في وصفهم كل قبيح من شخص ، أو غيره بالشيطان ، قال تعالى : { كأنه رءوس الشياطين } ، وقال عليه السلام : { } ، كلام الصحاح أخص من هذه ، لأنه خصه بالحيوان ، والله أعلم . فليقاتله ، فإنما هو شيطان
الحديث السابع والثمانون : قال المصنف : { ويدرأ بالإشارة ، كما فعل عليه السلام [ ص: 97 ] بولدي أم سلمة } ، قلت : رواه في " سننه " حدثنا ابن ماجه ثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن أسامة بن زيد محمد بن قيس هو قاص عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن { ، قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجرة أم سلمة ، فمر بين يديه أم سلمة عبد الله ، أو ، فقال بيده ، فرجع ، فمرت عمر بن أبي سلمة ، فقال بيده ، هكذا ، فمضت ، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هن أغلب زينب بنت أم سلمة }. انتهى .
رواه في " مصنفه " هكذا ، قال ابن أبي شيبة ابن القطان في " كتابه " : بعد أن ذكر الحديث من جهة ، ابن أبي شيبة ومحمد بن قيس هذا لا أعرف من هو ، فإن في طبقته جماعة باسمه ، وأمه لا تعرف ألبتة ، فالحديث من أجلهما لا يعرف . انتهى . ولم أجد في " كتاب ، ومصنف ابن ماجه " إلا ابن أبي شيبة محمد بن قيس عن أبيه ، وكلام ابن القطان مبني على أنه قال : عن أمه .
وقوله : ومحمد بن قيس لا أعرف من هو ، فقد عرفه ، بقوله : هو قاص ابن ماجه ، وفي " تهذيب الكمال " أخرج له عمر بن عبد العزيز ، واستشهد به مسلم ، فلينظر في ذلك كله ، والله أعلم . البخاري