الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون ( 19 ) حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون ( 20 ) ) [ ص: 451 ]

يقول - تعالى ذكره - : ويوم يجمع هؤلاء المشركون أعداء الله إلى النار ، إلى نار جهنم ، فهم يحبس أولهم على آخرهم .

كما حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي ( فهم يوزعون ) قال : يحبس أولهم على آخرهم .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( فهم يوزعون ) قال : عليهم وزعة ترد أولاهم على أخراهم .

وقوله : ( حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم ) يقول : حتى إذا ما جاءوا النار شهد عليهم سمعهم بما كانوا يصغون به في الدنيا إليه ، ويسمعون له ، وأبصارهم بما كانوا ينظرون إليه في الدنيا ( وجلودهم بما كانوا يعملون ) .

وقد قيل : عنى بالجلود في هذا الموضع الفروج .

ذكر من قال ذلك .

حدثنا ابن حميد قال : ثنا يعقوب القمي ، عن الحكم الثقفي ، رجل من آل أبي عقيل رفع الحديث ، ( وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا ) إنما عنى فروجهم ، ولكن كني عنها .

حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : ثنا حرملة ، أنه سمع عبيد الله بن أبي جعفر ، يقول ( حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم ) قال : جلودهم : الفروج .

وهذا القول الذي ذكرناه عمن ذكرنا عنه في معنى الجلود ، وإن كان معنى يحتمله التأويل ، فليس بالأغلب على معنى الجلود ولا بالأشهر ، وغير جائز نقل معنى ذلك المعروف على الشيء الأقرب إلى غيره إلا بحجة يجب التسليم لها .

التالي السابق


الخدمات العلمية