الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              5296 [ 2541 ] وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كافل اليتيم له أو لغيره، أنا وهو كهاتين في الجنة". وأشار مالك بالسبابة والوسطى .

                                                                                              رواه مسلم (2983).

                                                                                              [ ص: 614 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 614 ] و (قوله : " كافل اليتيم له أو لغيره ، أنا وهو في الجنة كهاتين ") قد تقدم أن اليتيم في الناس من قبل فقد الأب ، وفي البهائم : من قبل فقد الأم ، وفي الطير من قبل الأب والأم .

                                                                                              ومعنى قوله : " له أو لغيره " أي : سواء كان اليتيم قريبا للكافل أو لم يكن ، في حصول ذلك الجزاء الموعود على كفالته . ومعنى قوله : " أنا وهو في الجنة كهاتين " أي : هو معه في الجنة ، وبحضرته ، غير أن كل واحد منهما على درجته فيها ؛ إذ لا يبلغ درجة الأنبياء غيرهم ، ولا يبلغ درجة نبينا صلى الله عليه وسلم أحد من الأنبياء ، على ما تقدم . وإلى هذا المعنى الإشارة بقرانه بين إصبعيه السبابة والوسطى ، فيفهم من الجمع بينهما : المعية والحضور ، ومن تفاوت ما بينهما : اختصاص كل واحد منهما بمنزلته ودرجته . وقد نص على هذا المعنى النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : " المرء مع من أحب ، وله ما اكتسب " وقد تقدم نحو هذا .




                                                                                              الخدمات العلمية