الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4780 [ 2569 ] وعن أبي ذر ، قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال: " تلك عاجل بشرى المؤمن".

                                                                                              وفي رواية : ويحبه الناس عليه ، (بدل) : يحمده .

                                                                                              رواه أحمد ( 5 \ 157 )، ومسلم (2642) وابن ماجه (4225).

                                                                                              [ ص: 648 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 648 ] و (قوله : أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه ) يعني الرجل الذي يعمل العمل الصالح خالصا ، ولا يريد إظهاره للناس ، لأنه لو عمله ليحمده الناس أو يبروه ، لكان مرائيا ، ويكون ذلك العمل باطلا فاسدا ، وإنما الله تعالى بلطفه ورحمته وكرمه ، يعامل المخلصين في الأعمال الصادقين في الأقوال والأحوال بأنواع من اللطف ، فيقذف في القلوب محبتهم ، ويطلق الألسنة بالثناء عليهم ، لينوه بذكرهم في الملأ الأعلى ؛ ليستغفروا لهم ، وينشر طيب ذكرهم في الدنيا ليقتدى بهم ، فيعظم أجرهم ، وترتفع منازلهم ، وليجعل ذلك علامة على استقامة أحوالهم ، وبشرى بحسن مآلهم ، وكثير ثوابهم ، ولذلك قال : " تلك عاجل بشرى المؤمن " . والله تعالى أعلم.




                                                                                              الخدمات العلمية