الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              455 [ 234 ] وعن أنس ; أن اليهود كانوا - إذا حاضت المرأة فيهم - لم يؤاكلوها ولم يجامعوهن في البيوت . فسأل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله : ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض . . . إلى آخر الآية [ البقرة : 222 ] . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اصنعوا كل شيء إلا النكاح فبلغ ذلك اليهود فقالوا : ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه . فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر فقالا : يا رسول الله ! إن اليهود تقول : كذا وكذا . أفلا نجامعهن ؟ فتغير وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ظننا أن قد وجد عليهما ، فخرجا فاستقبلهما هدية من لبن إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأرسل في آثارهما ، فسقاهما ، فعرفا أن لم يجد عليهما .

                                                                                              رواه أحمد ( 3 \ 246 ) ، ومسلم ( 302 ) ، وأبو داود ( 2165 ) ، والترمذي ( 2981 ) ، والنسائي ( 1 \ 152 ) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وتغير وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قول أسيد بن الحضير وعباد بن بشر إنما كان ليبين : أن الحامل على مشروعية الأحكام إنما هو أمر الله ونهيه ، لا مخالفة أحد ولا موافقته ، كما ظنا ، ثم لما خرجا من عنده وتركاه على تلك الحالة ، خاف عليهما أن يحزنا ، وأن يتكدر حالهما ، فاستدرك ذلك واستمالهما ، وأزال عنهما ما أصابهما ، بأن أرسل إليهما فسقاهما اللبن رأفة ورحمة منه لهما ، على مقتضى خلقه الكريم ، كما قال تعالى : بالمؤمنين رءوف رحيم [ التوبة : 128 ] .




                                                                                              الخدمات العلمية