الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
مدح الأنصار

ثم لما فرغ من مدحهم ، مدح الأنصار بخصال حميدة ، فقال : والذين تبوءوا الدار والإيمان المراد بالدار : المدينة ، وهي الهجرة; أي : وأخلصوا الإيمان من قبلهم ; أي : قبل هجرة المهاجرين ، يحبون من هاجر إليهم ; أي : يشركونهم في أموالهم ومساكنهم ، ولا يجدون في صدورهم حاجة ، أي : حسدا ، وغيظا ، وحزازة مما أوتوا المهاجرون دونهم من الفيء ، بل طابت أنفسهم بذلك ، ويؤثرون على أنفسهم ; أي : في كل شيء من أسباب المعاش والحياة .

والإيثار : تقديم الغير على النفس في حظوظ الدنيا; رغبة في حظوظ الآخرة ، وذلك ينشأ عن قوة اليقين ، ووكيد المحبة ، والصبر على المشقة ، ولو كان بهم خصاصة ; أي : حاجة ، ومن يوق شح نفسه الشح : البخل مع الحرص ، كذا في الصحاح . وقيل : هو أشد من البخل .

[ ص: 100 ] قال سعيد بن جبير : شح النفس : أخذ الحرام ، ومنع الزكاة .

وقال ابن عيينة : الشح : الظلم . وقال الليث : ترك الفرائض ، وانتهاك المحارم ، فأولئك هم المفلحون [الحشر : 9] الفلاح : هو الفوز والظفر بكل مطلوب .

التالي السابق


الخدمات العلمية