الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5532 ) مسألة ; قال : وإذا ادعت المرأة أن زوجها عنين لا يصل إليها ، أجل سنة منذ ترافعه ، فإن لم يصبها فيها ، خيرت في المقام معه أو فراقه ، فإن اختارت فراقه ، كان ذلك فسخا بلا طلاق . وجملة ذلك أن المرأة إذا ادعت عجز زوجها عن وطئها لعنة سئل عن ذلك ، فإن أنكر والمرأة عذراء ، فالقول قولها ، وإن كانت ثيبا ، فالقول قوله مع يمينه . في ظاهر المذهب ; لأن هذا أمر لا يعلم إلا من جهته ، والأصل السلامة

                                                                                                                                            وقال القاضي : هل يستحلف أو لا ؟ على وجهين ، بناء على دعوى الطلاق . فإن أقر بالعجز ، أو ثبت ببينة على إقراره به ، أو أنكر وطلبت يمينه فنكل ، ثبت عجزه ، ويؤجل سنة . في قول عامة أهل العلم . وعن الحارث بن ربيعة ، أنه أجل عشرة أشهر . ولنا قول من سمينا من الصحابة ، ولأن هذا العجز قد يكون لعنة ، وقد يكون لمرض ، فضربت له سنة لتمر به الفصول الأربعة ، فإن كان من يبس زال في فصل الرطوبة ، وإن كان من رطوبة زال في فصل الحرارة ، وإن كان [ ص: 153 ] من انحراف مزاج زال في فصل الاعتدال . فإذا مضت الفصول الأربعة ، واختلفت عليه الأهوية فلم تزل ، علم أنه خلقة

                                                                                                                                            وحكي عن أبي عبيد ، أنه قال : أهل الطب يقولون : الداء لا يستجن في البدن أكثر من سنة ، ثم يظهر . وابتداء السنة منذ ترافعه . قال ابن عبد البر : على هذا جماعة القائلين بتأجيله . قال معمر في حديث عمر : يؤجل سنة : من يوم مرافعته ، فإذا انقضت المدة فلم يطأ ، فلها الخيار ، فإن اختارت الفسخ ، لم يجز إلا بحكم حاكم ; لأنه مختلف فيه ، فإما أن يفسخ ، وإما أن يرده إليها فتفسخ هي . في قول عامة القائلين به

                                                                                                                                            ولا يفسخ حتى تختار الفسخ وتطلبه ; لأنه لحقها ، فلا تجبر على استيفائه ، كالفسخ للإعسار ، فإذا فسخ فهو فسخ وليس بطلاق . وهذا قول الشافعي وقال أبو حنيفة ، ومالك والثوري يفرق الحاكم بينهما ، وتكون تطليقة ; لأنه فرقة لعدم الوطء ، فكانت طلاقا ، كفرقة المولي . ولنا ، أن هذا خيار ثبت لأجل العيب ، فكان فسخا ، كفسخ المشتري لأجل العيب .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية